سبيكة البحر: المنطقة الشمالية… مشروع حكومي يُنتظَر منذ وقت طويل

سبيكة البحر: المنطقة الشمالية… مشروع حكومي يُنتظَر منذ وقت طويل

أكدت الخبيرة العقارية، صاحبة شركة سبيكة البحر لأعمال السمسرة العقارية، عضوة الاتحاد الكويتي لوسطاء العقار، سبيكة البحر، أن المنطقة الشمالية التي تمتد من الصبية إلى بوبيان، وقريبة جداً من العراق وإيران، وعلى خط التجارة بين آسيا وأوروبا ليست فقط موقعاً استراتيجياً، بل نقطة ربط بين 3 قارات، وهي فرصة نادرة لا يمتلكها كثير من الدول.

وأضافت البحر، في تصريح صحافي، أنه إذا عرفنا كيفية استغلال هذا الموقع بالشكل الصحيح، نستطيع تحويل الكويت من دولة تعتمد على صادرات النفط، إلى دولة مركزية في التجارة، والخدمات اللوجستية، والنقل البحري، وحتى التصنيع الخفيف، فالمشروع يتضمن مدينة الحرير، وهي ليست فقط مشروعاً عمرانياً، بل مدينة متكاملة بكل المقاييس: مناطق سكنية، تجارية، تعليمية، طبية، ومرافق ترفيهية، وكلها ضمن بنية تحتية ذكية حديثة.

وبيّنت أن من أبرز مكونات المشروع أيضاً ميناء مبارك الكبير على جزيرة بوبيان، الذي يعتبر من أضخم الموانئ بالمنطقة، فالميناء لا يخدم الكويت فقط، بل سيكون محطة رئيسية ضمن مبادرة الحزام والطريق الصينية، وهذا سيفتح أبواباً كبيرة للتجارة والاستثمار.

رؤية واقعية… لا مجرد حلم

وأشارت البحر إلى أن المشروع ليس بعيداً عن خطة الدولة، بالعكس، هو لبّ رؤية كويت جديدة 2035، والهدف الأساسي أن الكويت تتحول الى مركز مالي وتجاري، والمشروع سيساعد بشكل مباشر بتحقيق هذا الهدف.

وقالت إن المشروع ليس أفكاراً على الورق، إذ يتوقع منه أن يوفر آلاف الفرص الوظيفية للكويتيين، ويفتح مجالات جديدة، مثل الخدمات اللوجستية، التقنية، السياحة، النقل، والمشاريع الصغيرة،

وهو معتمد بشكل رسمي من الحكومة، وتدعمه الخطط الهيكلية الكبرى للدولة، وتم تخصيص جهاز خاص لتطويره منذ عام 2014 في خطوات فعلية على الأرض، مثل جسر جابر الذي افتُتح، وميناء مبارك الكبير الذي تتواصل أعماله، والبقية من المكونات ستأتي بالتدريج، ويتوقع أن أولى مراحل المشروع تنتهي بين 2026 و2028، وبقية عناصره يمكن أن تمتد إلى 2035، تماشياً مع خطة كويت جديدة 2035.

أكبر من مجرد تنمية

وبيّنت أن مشروعاً مثل المنطقة الشمالية يحمل في طياته أكثر من هدف منه توفير فرص وظيفية نوعية للكويتيين، ليس فقط في الحكومة أو قطاع التجزئة، لكن في قطاعات جديدة، مثل النقل، التشغيل، الخدمات الذكية، والإدارة وتحسين بيئة الاستثمار، من خلال قوانين جاذبة وشراكات مع دول ومؤسسات كبرى ورفع دخل الدولة من مصادر غير نفطية، وتحقيق الاستدامة الاقتصادية، وخلق مدينة حديثة تواكب التطورات العالمية، وتستوعب النمو السكاني المتوقع.

تأثيره على الاقتصاد

وشددت على أنه لو تم تنفيذ المشروع كما هو مخطط له، فسوف نرى تغييراً فعلياً في تركيبة الاقتصاد الوطني، ولن نعتمد على النفط بشكل كلي، فعندنا بدائل قوية، واستثمارات، وموقع ينافس المراكز الإقليمية الكبيرة.

مكونات المشروع

وعدّدت البحر مكونات المشروع بأنه ليس «مدينة الحرير» كاسم إعلامي، بل منظومة كاملة، مدينة ذكية بمفهوم عالمي، تشمل مساكن، وأبراجاً تجارية، وجامعات، ومستشفيات، وحدائق ترفيهية وميناء مبارك الكبير، والذي يُتوقع له أن يصير من أهم الموانئ على الخليج، يخدم الكويت والمنطقة ومناطق صناعية ولوجستية، تدعم التصنيع وتخزين البضائع وتوزيعها، وتوفر فرص عمل حقيقية للكويتيين وشبكة طرق وسكك حديدية لربط الكويت بالعراق والخليج وموانئ آسيا، وتشريعات اقتصادية خاصة يمكن أن تتبع نموذج المناطق الحرة لتشجيع المستثمرين.

كلمة أخيرة

وختمت البحر حديثها بأن مشروع المنطقة الشمالية ليس فقط مشروع تطوير أراضٍ، بل هو مشروع دولة منتظر منذ سنوات، ورهان على المستقبل، والكويت لديها القدرة، والموقع، والعقول، وكل ما نحتاج إليه هو التنفيذ الفعلي والدفع الجاد للأمام، واليوم التعاون الجاد بين القطاعين الحكومي والخاص هو المفتاح الحقيقي كي نرى الشمال يتحرّك وينبض، لأن التنمية لا تتحقق بتصريحات أو وعود، بل تحتاج إلى شغل فعلي، وتخطيط مدروس، واستثمار في المكان الصحيح.