مواجهات غير متوقعة في طرابلس تكشف عن ضعف التفاهمات الأمنية

عاد الهدوء الحذر، صباح أمس الاثنين إلى العاصمة الليبية طرابلس، بعد ساعات من اشتباكات مفاجئة هزّت عدداً من أحياء المدينة الليلة قبل الماضية وفجر أمس الاثنين، لتترك وراءها آثار الرعب بين السكان المدنيين، وتثير تساؤلات حول هشاشة التفاهمات الأمنية في العاصمة، فيما أكد مصدر أمني أن اجتماعاً جرى، أمس الاثنين بين جهاز الردع لمكافحة الجريمة ولجنة فض النزاع في منطقة معيتيقة وأسفر عن اتفاق يهدف إلى تهدئة الأوضاع الأمنية في طرابلس.
واندلعت المواجهات بين «قوات الردع» من جهة وقوات الأمن العام التابعة لوزارة الداخلية من جهة أخرى، في مناطق متفرقة من العاصمة طرابلس، بعد إعلان «الردع» استعادة بعض من مواقعها السابقة، بينما انسحبت قوات فضّ النزاع والحفاظ على الهدنة من مراكزها.
وأفاد سكان بأن أصوات الرصاص تدوي في محيط طريق الطبي وجزيرة الفرناج، بينما انتشرت مدرعات وآليات عسكرية في شوارع العاصمة وأغلقت بعض الطرقات.
وأدّى النزاع إلى اندلاع حريق في مقبرة سيدي منيدر، حسب مقاطع فيديو نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي وسط مناشدات من المواطنين للجهات المختصة بسرعة إرسال سيارات الإطفاء للسيطرة على النيران ومنع امتدادها إلى المناطق المجاورة.
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع في حكومة الوحدة، أمس الاثنين، تمكنها من ضبط الموقف في طرابلس وفرض احترام الهدنة بعد خرقها.
في السياق، أكد مصدر أمني أن اجتماعاً جرى، أمس الاثنين بين جهاز الردع لمكافحة الجريمة ولجنة فض النزاع في منطقة معيتيقة، وأسفر عن اتفاق يهدف إلى تهدئة الأوضاع الأمنية في طرابلس.
وأشار المصدر إلى أن لجنة فض النزاع عبّرت خلال الاجتماع عن استيائها من تصرفات جهاز الأمن العام، ووصفتها بأنها تجاوزات مرفوضة، مؤكدة أنها لن تسمح بخروج أي آلية تابعة للأمن العام من منطقة حي الأندلس باتجاه وسط المدينة مجدداً.
إلى جانب ذلك، أكد آمر قوة الاحتياط باللواء 222، أمجد المالطي، أن «قوة فض النزاع تتمركز الآن بشكل كامل داخل جزيرة سوق الثلاثاء وجميع مواقعها السابقة ومنها جزيرة القادسية، القبة الفلكية، جزيرة الميناء، الرجمة وبرج أبوليلى، مع استمرار العمل على ضمان استقرار الأوضاع الأمنية».
وقال مراسل صحفي في طرابلس: إن حركة السير عادت تدريجياً في مناطق زاوية الدهماني، النوفليين، وشارع الجرابة، مع انتشار مكثف للدوريات الأمنية في تلك المناطق، ما أسهم في استعادة الهدوء النسبي.
على صعيد آخر، حذرت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا من خطورة أي خرق لوقف إطلاق النار والهدنة، مؤكدة ضرورة الالتزام الكامل بالترتيبات الأمنية التي أقرها المجلس الرئاسي.
وجدّدت المؤسسة دعوتها العاجلة إلى جميع التشكيلات المسلحة بالعودة إلى ثكناتها فوراً ودون أي تأخير، مشددة على ضرورة الامتثال الكامل لوقف إطلاق النار والامتناع عن أي أعمال أو تصريحات قد تزيد من تصعيد الصراعات المسلحة.(وكالات)