فن النحت على النحاس: عم سيف، 45 عاماً من خان الخليلي

في أحد أركان شارع المُعز بخان الخليلي في قلب القاهرة، يجلس عم “سيف إسماعيل” داخل ورشة صغيرة لا تتجاوز مساحتها أربعة أمتار، لكنّها مملوءة بالحياة والحرفية. رجل في الستين من عمره، يُمسك بمنشاره اليدوي بثبات، ويبدع بحرفية عالية باستخدام فن “الأركت” – أحد أقدم الفنون اليدوية، وبحركات دقيقة وصبر لا يُضاهى، يُحوّل النحاس الخام إلى إكسسوارات غاية في الجمال، في حرفة نادرة لم يعد يُتقنها إلا القليل.
البداية في فن الأركت
في حديثه عن بداياته في المهنة، يقول “عم سيف”: بدأتُ في خراطة المعادن، ولحام النحاس، ومع مرور الأيام أُعجبت بفن الأركت، وتعلمتها جيدًا، ومنذ ذلك الحين وأنا هنا، في نفس المكان من 45 عامًا، وأصريتُ أن أستكمل مشواري المهني فيها.وتابع “فنان الأركت”: هناك أدوات خاصة أستخدمها في هذا الفن، تتمثل في “المنشار، المثاقب، والمبارد”، وأقوم بتصميم وتشكيل إكسسوارات فهي تحتاج إلى دقة في العمل لأنه لا يمكن استرجاع ما تم قطعه وعند الانتهاء أقوم بعرضها في الورشة ليطلع عليها الزبائن، ويتوافد إليَّ أشخاص في بعض الأحيان يأتون بشغل خاص بهم لأقوم بتصميمه حسب رغبتهم”.
المعادن المستخدمة في الأركت
وأضاف “سيف” أن المعادن الذي يُفضل الشغل عليها هو معدن النحاس، وعلاوة على ذلك لا أُنكر استخدامي للمعادن الأخرى، وحسب طلب الزبون عندي القدرة أن أقوم بتصميم فن الأركت على الألومنيوم، والاستانلس، والصاج وأي معدن آخر». وأوضح “سيف إسماعيل”، أن هناك تصميمات على هيئة أطباق أقوم بإعداد قرآن عليها بدقة جيدة، وأقوم من خلال منشار الأركت بالقطع حتى أصل إلى التصميم النهائي.
عوامل التأثير على الأركت
وأشار إلى أن ظهور الليزر والماكينات الحديثة في عصر التكنولوجيا وما أعقبها من تطورات، أدت إلى التأثير على الحرفة، وحاليًا لا أحد يريد أن يتعلم المهنة، لذلك أنا أحاول الحفاظ عليها من الإختفاء.