العالم يترقب سفينة “مادلين”.. وإسرائيل توجه تهديدًا بجريمة حرب في المياه الدولية

دخلت سفينة الإغاثة الإنسانية “مادلين”، التابعة لأسطول الحرية، المياه الإقليمية المصرية وهي في طريقها إلى قطاع غزة المحاصر، متحدية تهديدات الاحتلال الإسرائيلي بمنعها من الوصول إلى الشواطئ الفلسطينية.وقالت “اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة”، الأحد، إن السفينة مرت عبر ميناء الإسكندرية، ومن المتوقع وصولها إلى مدينة المنصورة خلال ساعات، قبل أن تتابع طريقها إلى غزة. ووصفت اللجنة الساعات القادمة بأنها “حاسمة”.وتحمل “مادلين” على متنها 12 ناشطًا دوليًا، من بينهم الناشطة السويدية في قضايا المناخ غريتا ثونبرغ، والممثل الشهير ليام كونينغهام (من مسلسل “صراع العروش”)، وريما حسن، النائبة الفرنسية من أصول فلسطينية في البرلمان الأوروبي.وكانت اللجنة قد أعلنت في وقت سابق عن محاولات إسرائيلية للتشويش على إشارات تحديد موقع السفينة، قائلة: “يبدو أن الاحتلال يحاول إخفاء موقع زملائنا على متن مادلين”.وحذّرت اللجنة من أن “الاحتلال الإسرائيلي يستعد لارتكاب جريمة حرب في المياه الدولية”، في حال هاجم السفينة.وفي ردّ رسمي، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أنه أمر الجيش بمنع السفينة من الوصول إلى غزة، وقال إن إسرائيل “لن تسمح لأحد بكسر الحصار البحري المفروض لمنع تهريب الأسلحة إلى حماس”، حسب تعبيره.واتهم الوزير الإسرائيلي غريتا ثونبرغ والناشطين على متن السفينة بأنهم “أبواق دعاية لحماس”، مضيفًا: “إلى المعادية للسامية غريتا ورفاقها: عودوا من حيث أتيتم، فلن تصلوا إلى غزة”.انطلقت “مادلين” من جزيرة صقلية الإيطالية في 1 يونيو، وهي تحمل مساعدات إنسانية عاجلة، تشمل حليب أطفال وطحين وأرز ومستلزمات لتحلية المياه وأدوية وأطرافًا صناعية للأطفال.يُذكر أن إسرائيل كانت قد استهدفت سابقًا سفينة أخرى تابعة لأسطول الحرية تُدعى “الضمير”، في المياه الدولية قرب مالطا في 2 مايو، ما أثار انتقادات واسعة واتهامات بانتهاك القانون الدولي.
تحذر وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية من مجاعة وشيكة في غزة، ما لم يُسمح بدخول مزيد من المساعدات. وتواجه عمليات الإغاثة صعوبات كبيرة بسبب القيود الإسرائيلية، وانهيار النظام العام، وعمليات النهب.قتلى في غارات إسرائيلية قرب مركز توزيع مساعدات
وفي تطورات ميدانية، استشهد 10 مدنيين على الأقل اليوم في قطاع غزة، بينهم طفلتان، في غارات إسرائيلية استهدفت مناطق قرب مركز لتوزيع المساعدات غرب رفح، تديره مؤسسة إنسانية أمريكية تُدعى “مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية” (GHF)، والتي تواجه انتقادات من الأمم المتحدة بشأن الحيادية.وقال محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، إن “الاحتلال فتح النار على المدنيين قرابة الساعة السادسة صباحًا، أثناء توجههم إلى المركز”، مؤكدًا أن خمسة شهداء وعشرات الجرحى نقلوا إلى مستشفى ناصر في خان يونس.وفي هجوم منفصل ليلًا، قُتل خمسة أشخاص آخرين، بينهم طفلتان، جراء قصف استهدف خيمة للنازحين في منطقة المواصي جنوب القطاع.واتهم جيش الاحتلال الإسرائيلي المتحدث بصل بالانتماء لحركة حماس، ونشر ما قال إنها “قوائم عضوية” في الحركة، دون توضيح مصدرها أو توقيتها. لكن بصل نفى ذلك قائلًا: “لا أنتمي لأي تنظيم عسكري. نعمل وفق القانون الدولي”.
بدأت الحرب عقب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي أدى إلى مقتل 1،218 شخصًا في الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين. واليوم، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن عدد القتلى الفلسطينيين بلغ 54،880 شهيدًا، غالبيتهم من المدنيين، وهي أرقام تعتبرها الأمم المتحدة “موثوقة”.