بعد الجدل: العباءة العراقية وأبعادها التاريخية وأصلها

ـ محلي
أحدث قرار اعتبار ارتداء العباءة زيا رسميا جدلا في الأوساط الشعبية، رغم بديهية القرار ومضمون اعتماده، وليس فرضه على نساء الديانات أو الطوائف الأخرى، إلا أن القرار استُغل انتخابيًا لمدح جهة ما والطعن في جهة أخرى.
*أصل العباءة
وتتحدث أن أول ظهور للعباءة كان في بلاد قبل أربعة آلاف عام. بينما يعتقد آخرون أن نشأتها ترجع إلى وقت قريب من ظهور ، وكان ارتداؤها ينحصر آنذاك بالطبقة الغنية ذات الوجاهة الكبيرة عند العرب.
وبعد انتشار الاسلام ارتبطت بالمرأة المسلمة، ثم بدأت تأخذ أشكالًا وتصاميم مختلفة، حتى صار لكل مدينة طراز مميز، وبينما طغى عليها اللون الأسود بداية إلا أنها اتخذت ألوانًا أخرى بعد ذلك.
*سحر النساء
وشهدت العباءة تغيرات كثيرة عبر التاريخ في الشكل واللون، ومثل العباءة الرجالية فإن للعباء النسائية مكانة خاصة في ، ويقال إنها كانت ملونة في السابق. إلا أنها اتخذت اللون الأسود بعد اقتحام لبغداد، لتلتزم العراقيات العباءات السوداء حزنًا على العراق وأبنائه الذين قضوا في مجازر المغول آنذاك.
وتختلف العباءة العراقية عن باقي العباءات العربية، إذ تسمى الجزية، وأحيانًا المبرد. ويصاحبها غطاء الرأس، البوشية أو الشيلة، أما العباءات المصرية التي تعرف باسم الملاية فهي في العموم قصيرة وتختلف في طريقة ارتدائها عن طريقة ارتداء العباءة العراقية، اذ تلبس على الكتفين ولا تغطي الرأس، اما الخليجية فقد تلبس كما يلبس الثوب الاعتيادي وتسمى العباءة الإسلامية، وهناك أيضًا الشادور الإيراني الذي يكون خاليًا من الأكمام الطويلة وعريضًا، يلبس كقطعة واحدة أيضًا، هناك العباءة السورية المسماة بالمبرد.
*العباءة الرافدينية
وتعد العباءة العراقية الزي التقليدي العراقي المعروف حتى هذه اللحظة لها جذور رافدينية عريقة منذ حضارات ما قبل التاريخ.
في هذه الجدارية نرى بوضوح نساء من مدينة يركبن العربة ومعهن جرة من الماء وقدح للشرب وهن يرتدين العباءة التي تشبه الى حد التماثل العباءة العراقية المعروفة حاليا في وقتنا الحالي في العراق
عرفت العباءة باسم Túg في اللغة وأيضا عُرفت باسم “كوسيتو” بمعنى الكساء
*دلالة العباءة
ويقول الخبير في التراث العراقي غالب في تصريح تابعته ، إن شكل العباءة قديما يشبه إلى حد كبير عباءة الرجال، كما تمتاز بملمس خشن ولون أسود، وكانت النساء من الطبقة الفقيرة يلبسن العباءة الوبرية أما النساء الميسورات فقد كانت عباءتهن من الحرير الفاخر.
وفي ثمانينيات الماضي انحسر استخدام البغداديات للعباءة، ولكن ظلت النساء في مناطق وسط وجنوب العراق يلبسنها حتى اليوم مع تطور نقشاتها والمواد المستخدمة في خياطتها وحتى أسعارها.
