عميد "كارنيجي ميلون" في قطر: الجامعة تستعد لتخريج دفعة جديدة وتعزيز حضورها الأكاديمي والبحثي

عميد "كارنيجي ميلون" في قطر: الجامعة تستعد لتخريج دفعة جديدة وتعزيز حضورها الأكاديمي والبحثي

 أكد الدكتور مايكل تريك، عميد جامعة كارنيجي ميلون في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، أن الجامعة تستعد هذا الشهر لتخريج دفعة جديدة من طلابها، لتنضم إلى كوكبة خريجيها البالغ عددهم نحو 1500 خريج وخريجة، يعيش ويعمل معظمهم في دولة قطر.
وأوضح الدكتور تريك، في حوار خاص مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/، أن السنوات الأولى للجامعة شهدت تخريج دفعات في تخصصي إدارة الأعمال وعلوم الحاسوب فقط، إلى أن أضيف برنامج أنظمة المعلومات في عام 2007، وبرنامج العلوم البيولوجية في عام 2011، مشيرا إلى أن عدد الخريجين بدأ بالازدياد بشكل ملحوظ بعد تخريج أولى دفعات هذين التخصصين.
ولفت إلى أنه منذ انضمامه إلى فرع الجامعة في قطر عام 2017، شهدت أعداد الطلبة نموا متسارعا يعكس التوجه الإيجابي للجامعة، ويبرهن على أثرها المتنامي داخل قطر وعلى المستوى العالمي، مؤكدا حرص الجامعة على ترسيخ علاقة وثيقة ومستدامة مع خريجيها، الذين لا يترددون في العودة إلى الحرم الجامعي للتواصل مع أعضاء هيئة التدريس، وإرشاد الطلبة، وتوسيع شبكة علاقاتهم المهنية.
ونوه بأن الجامعة تفخر بشبكة خريجين عالمية تضم أكثر من 120 ألف خريج حول العالم، تنظم لقاءات وفعاليات مستمرة في مدن عدة، وتشكل منصة ديناميكية يتبادل عبرها الخريجون النصائح المهنية، وفرص العمل، والدعم المعنوي، مما يمثل رافدا مهما للخريجين الجدد وهم يخطون خطواتهم الأولى في الحياة المهنية.
وبشأن التعاون مع القطاعين الحكومي والخاص لتوفير فرص عمل للخريجين، أوضح الدكتور تريك أن الجامعة وقعت أكثر من 50 مذكرة تفاهم مع جهات حكومية، وشركات، ومؤسسات محلية في قطر، وتشمل هذه الشراكات فرصا للتدريب العملي، والإرشاد المهني، والتوظيف، فضلا عن دعم المبادرات والفعاليات الطلابية.
وبين أن فريق التطوير المهني في الجامعة يؤدي دورا أساسيا في بناء روابط متينة مع جهات التوظيف داخل قطر وخارجها، ويعمل على تهيئة الطلبة بخبرات ومهارات تؤهلهم للانطلاق في مسيرتهم المهنية بثقة وجاهزية.
وحول القطاعات الأكثر استقطابا للخريجين، قال الدكتور تريك إن الذكاء الاصطناعي بات من أكثر المجالات جذبا لاهتمام الطلبة خلال السنوات الأخيرة، إذ تشمل جميع برامج الجامعة مقررات دراسية في هذا المجال، بينما يتعمق طلاب تخصصي علوم الحاسوب وأنظمة المعلومات في دراسة آلياته وتقنياته، موضحا أن عددا كبيرا من خريجي الجامعة يعملون حاليا في مجالات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، فضلا عن مجالات ذات صلة مثل الأمن السيبراني وخصوصية البيانات.
وأشار إلى أن ما يميز الذكاء الاصطناعي هو امتداده إلى طيف واسع من القطاعات، بدءا من التمويل والمصارف، ومرورا بالصحة، ووصولا إلى الفنون، وهو ما أتاح لخريجي تخصصي العلوم البيولوجية وإدارة الأعمال العمل في مجالات مثل الطب الدقيق، والتكنولوجيا المالية، والاستشارات، متوقعا استمرار هذا النمو مع تطور أدوات الذكاء الاصطناعي وتوسع استخدامها عالميا.
وفيما يتعلق بمساهمة الجامعة في دعم الابتكار والبحث العلمي ضمن المدينة التعليمية، أكد الدكتور تريك أن الجامعة تعد جزءا فاعلا من منظومة الابتكار والبحث العلمي في المدينة التعليمية التابعة لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، مشيرا إلى تعاون وثيق مع معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، ومعهد قطر لبحوث الحوسبة التابعين لجامعة حمد بن خليفة، في مجالي البيولوجيا والحوسبة.
ونوه إلى أن الفرق الأكاديمية في الجامعة تشارك في مشاريع بحثية مشتركة، ويحصل الطلبة على فرص بحثية خاصة خلال فترة الصيف، كما يعمل بعض الخريجين حاليا في تلك المعاهد كباحثين أو طلاب دراسات عليا، مشيرا إلى وجود شراكات مستمرة مع الجامعات الشريكة في المدينة التعليمية في مجالات متعددة، مما يثري البيئة الأكاديمية ويعزز تبادل المعرفة والخبرات.
وأكد الدكتور تريك أن جميع التخصصات التي تطرحها الجامعة تجذب شرائح مختلفة من الطلبة بحسب اهتماماتهم، إلا أن المقررات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي تشهد اهتماما متزايدا عبر جميع التخصصات، ما يعكس رغبة واضحة لدى الطلبة في فهم هذا المجال الحيوي وتعلم كيفية توظيفه بشكل أخلاقي ومسؤول.
واختتم الدكتور مايكل تريك، عميد جامعة كارنيجي ميلون في قطر، حواره مع /قنا/ بالتأكيد على أن دولة قطر توفر بيئة تعليمية فريدة، وأن مستقبل التعليم العالي فيها يبدو واعدا للغاية، مشيرا إلى أن رؤية مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، التي انطلقت قبل نحو ثلاثين عاما لتأسيس منارة للمعرفة والاكتشاف، تشهد اليوم نضوجا لافتا وتمتد إلى ما يتجاوز حدود المدينة التعليمية قائلا : "خلال السنوات الثماني التي أمضيتها كعميد لفرع الجامعة في قطر، شهدت تطور هذه الرؤية ونجاحها في استقطاب نخبة من الجامعات والمفكرين والباحثين والمبدعين. وأنا متحمس لمواصلة هذا الزخم الأكاديمي، وأتطلع إلى المستقبل بثقة وتفاؤل".