السفير جان باتيست فافر: علاقات قطر وفرنسا بلغت مستوى استثنائياً من الثقة والتعاون

أكد سعادة السيد جان باتيست فافر، سفير الجمهورية الفرنسية لدى دولة قطر، أن العلاقات بين فرنسا وقطر بلغت خلال السنوات الأربع الماضية مستوى استثنائيًا من الثقة والتعاون، مشيرًا إلى أن هذه الشراكة الإستراتيجية تجسدت في مختلف المجالات، بدعم كبير من القيادة القطرية والشعب القطري.
وقال سعادته خلال مؤتمر صحفي بمناسبة انتهاء فترة عمله في البلاد: «يشرفني أنني توليت منصب سفير فرنسا في قطر، وأسهمت بدعم من السلطات القطرية، وعلى رأسها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ومعالي رئيس مجلس الوزراء، في تعزيز علاقاتنا الثنائية إلى مستوى رفيع»، مشددًا على اعتزازه بما تحقق خلال فترة عمله في الدوحة.
– تعزيز العلاقات
ولفت سعادته إلى أن زيارة الدولة التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى فرنسا في فبراير 2024، كانت محطة بارزة في مسار العلاقات الثنائية، وعبّرت عن عمق الشراكة بين البلدين، كونها أول زيارة دولة من نوعها منذ خمسة عشر عامًا. كما أبرز السفير فافر، أن الحوار الإستراتيجي بين البلدين، والذي عُقدت منه جولتان وستُعقد الجولة الثالثة في مايو الجاري بباريس، يُعد من أهم إنجازات فترة عمله، مؤكدًا أن هذا الحوار يعكس مستوى الثقة والتنسيق المتبادل، خصوصًا في الملفات الإقليمية الحساسة مثل غزة ولبنان.
وأشار السفير فافر إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زار الدوحة أربع مرات خلال فترة عمله، بالإضافة إلى زيارات متكررة من وزيري الخارجية والدفاع الفرنسيين، ما يعكس الزخم الكبير في العلاقات الدبلوماسية.
– تعاون دفاعي
وفي الجانب الدفاعي، أكّد السفير أن التعاون العسكري شهد تطورًا ملحوظًا، لافتًا إلى تنظيم التمرينَ المشترك «الكوت 9» لعام 2024،، إضافة إلى تدريب طيارين فرنسيين في أكاديمية قطر للطيران، وهو ما يعكس الثقة المتبادلة بين الجانبين.
وفي المجال الأمني، أبرز السفير فافر التعاون الوثيق بين فرنسا وقطر، وخصّ بالذكر مشاركة القوات الفرنسية في تأمين كأس العالم قطر 2022، ومساهمة القوات القطرية في إنجاح دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، واصفًا هذه الشراكة بأنها «قائمة على الثقة وفعالة في أصعب المهام». وأشار إلى أهمية العام 2025 الذي سيشهد الاحتفال بمرور 20 عامًا على التعاون بين الدرك الفرنسي وقوة لخويا، معتبرًا أن هذا التعاون الأمني يعكس عمق العلاقات المؤسساتية بين البلدين.
أما في المجال الاقتصادي، فأكد السفير على متانة العلاقات بين البلدين، مشيرًا إلى تطورها في قطاعات الطاقة، والذكاء الاصطناعي، والرقمنة، والنقل. وأبرز تنظيم ملتقى المستثمرين القطري الفرنسي في مايو 2024، الذي جمع قرابة خمسين صندوقًا وشركة ناشئة فرنسية بمستثمرين قطريين.
– تعاون رياضي وثقافي
وفي التعاون الرياضي، قال فافر إن كأس العالم 2022 شكّلت لحظة فخر عالمي لقطر، مؤكدًا أنه حضر عدد كبير من الفرنسيين الفعاليات الرياضية في الدوحة، وأبدى إعجابه بمستوى التنظيم. ولفت إلى متابعته الدوري القطري وتشجيعه فريق الدحيل، مشيدًا بوجود المدرب الفرنسي كريستوف غالتييه واللاعب بنجامين بوريجو ضمن صفوفه.
أما في الجانب الثقافي، لفت سعادته إلى زيارة وزيرة الثقافة الفرنسية السيدة رشيدة داتي للدوحة قبل أسبوعين، وتوقيع ست اتفاقيات إطارية مع مؤسسات قطرية، مشيدًا بدور سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني في دعم التعاون الثقافي بين البلدين.
كما أكّد أن التعاون الأكاديمي شهد تقدمًا ملحوظًا، مشيرًا إلى شراكات ناجحة بين جامعات فرنسية مرموقة ونظيراتها القطرية، منها جامعة باريس 1 – بانتيون سوربون وجامعة لوسيل، ومعهد العلوم السياسية ومعهد الدوحة للدراسات العليا.
واختتم فافر تصريحه بالتأكيد على أنه يغادر قطر وهو يحمل شعورًا عميقًا بالامتنان، وثقة راسخة بمستقبل العلاقات بين فرنسا وقطر، مؤكدًا أن هذه التجربة ستبقى راسخة في ذاكرته وذاكرة عائلته.