نقاش حول قيم وأخلاقيات الصحافة في مكتبة فضاءات أم الدنيا

تنظم مكتبة فضاءات أم الدنيا، حفل توقيع ومناقشة كتاب “أخلاقيات العمل الصحفي”، للكاتب شيركو حبيب، وذلك يوم الاثنين القادم الموافق 16 يونيو في تمام الساعة السادسة مساءً، بمقر المكتبة في 5 ميدان لاظوغلي أمام وزارة العدل.
تتناول فصول الكتاب أخلاقيات العمل الصحفي ومنها: حماية الخصوصية، أسلوب الصحافة الناجحة، وفرة المعلومات، الإعلام والانتخابات، الإعلام ودوره في تثقيف المجتمع، الصحافة الأخلاقية والقانون، تعريف الصحفي وما له وما عليه، حرية التعبير والالتزام بالأسس المهنية كضمانة لمجتمع ديمقراطي مدني، حرية الوصول إلى المعلومات كوسيلة لمكافحة الفساد، المعايير الدولية لحرية التعبير، وكتابة وتحرير الخبر الصحفي بنماذجه ومصادره.
في تقديم الكتاب يقول الكاتب الصحفي علاء ثابت: حين تفتح الصحيفة صباحًا، أو تُقلَّب بين صفحاتها على الشبكة العنكبوتية لا يفتح القارئ ورقة فحسب، بل يفتح نافذة تطل على ضمائر الناس. فما الصحافة؟ أهي مهنة؟ قد يقولون ذلك.. لكنها في حقيقتها شيء آخر… هي قدر من يختار أن يكون صحفيًا، لا يختار وظيفة، بل يوقع عهدًا خفيًا مع الحقيقة. ومن يكتب، لا يشبه من يدون فقط، بل يشبه من يشهد ويسأل ويحاكم أمام نفسه أولًا. لذلك، فإن أخلاقيات الصحافة ليست “كتيبًا” يعلق على جدار غرفة التحرير، بل هي ضوء داخلي. إذا انطفأ، لم تنفع القوانين، ولم تغن المواثيق.
ويضيف ثابت: هذا الكتاب لا يجيء كدرس خصوصي في القواعد المهنية، بل كصوت هادئ يذكر وسط الزحام بأن الكلمة، إذا خرجت من غير قلب، لا تضيء. في زمن أصبح الخبر سلعة، والعنوان سلاحًا، والسرد أداة في حرب المصالح. كيف تعيد للصحفي مكانته؟ لا كصانع ضجة، بل كراوٍ أمين لحقيقة لا يملكها، بل يقترب منها قدر طاقته وضميره؟
هذا ما يحاول أن يؤكده هذا الكتاب. ليس في صفحاته كثير من النظريات، بل قليل من التأملات. ليس فيه أوامر، بل أسئلة: متى يكون الخبر كشفًا؟ ومتى يصير خيانة؟ متى ينشر لأن فيه فائدة؟ ومتى يدفن لأن فيه وجعًا لا يحتمل؟ وهل الحرية في أن نقول كل شيء، أم في أن نعرف متى نصمت؟
ويؤكد ثابت: الصحافة، إن نسيت إنسانيتها، فقدت شرفها. السبق الصحفي إن لم يراعِ آثار ما يُعلن، صار فضيحة لا فضيلة. والاستقلالية، إن لم تكن نابعة من احترام الذات، تحولت إلى مجرد شعار تعلقه ونمضي. هكذا تنشأ الأخلاقيات، لا من نص بل من شعور أن ما أكتبه سيقرأ وأن من يقرأ قد يتأثر، يتألم، أو يتخذ قرارًا. وأنني مسؤول لا قانونيًا فقط بل أخلاقيًا أمام من لا أعرفه، لكنه يضع ثقته في صدقي. وهنا يصبح الفرق واضحًا بين القانون والأخلاق، القانون يقول لك ما يسمح لك أن تفعله، أما الأخلاق، فتسألك بهدوء: “ولكن هل يجب؟” الصحفي الذي يعرف هذا الفرق، لا يخشى السلطة، بل يحاورها، ولا يجري خلف الشهرة، بل يسير نحو الحقيقة، وإن كانت بعيدة.