ماذا لو كانت هذه هي مصر؟

ماذا لو كانت هذه هي مصر؟

لا توجد دولة في العالم تتعرض لحملات وشائعات كما تتعرض لها مصر، فهي محاطة دائمًا باتهامات وافتراءات، ما بين إعلام عبري، وإعلام معادٍ يُبث من الخارج، ومواقع التواصل الاجتماعي، وحتى أحيانًا من بعض الدول التي تبدو ظاهريًا مؤيدة.
 

مصر دائمًا في مرمى الاتهامات، وهذا قدر الكبار، وبالتالي، فإن محاولة شيطنة مصر ومواقفها موجودة منذ القدم، بسبب دورها المحوري والمؤثر في إقليم مشتعل.

ومع بدء زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى دول الخليج، لم نسمع لهؤلاء الذين يهاجمون مصر على الدوام صوتًا، وكأنهم أكلوا “سد الحنك” الأكلة المصرية الشهيرة، رغم إعلان دول الخليج مخاطبة ودّ ترامب بهدايا ومليارات واستثمارات.

فلم نسمع أو نرَ أو نقرأ شيئًا من كتائب السوشيال ميديا، التي تسنّ ألسنتها على مصر دائمًا، عن انتقاد دولة قطر مثلًا أو أميرها، عندما أهدوا إلى ترامب طائرة خاصة ثمنها 400 مليون دولار، ناهيك عن الاستثمارات التي سيُعلن عنها خلال زيارة الأخير إلى الدوحة.

الأعجب من ذلك، أنهم غضّوا الطرف عمّا دفعته السعودية وقطر وغيرهما من دول الخليج، وراحوا يمارسون هوايتهم المعتادة في الهجوم على مصر، بعد تأويلهم لخبر تخفيض الرسوم على بعض سفن الحاويات ذات الحمولة الصافية 130 ألف طن أو أكثر، محملة أو فارغة، بدءًا من 15 مايو الجاري ولمدة 90 يومًا، نظرًا للظروف التي مرّ بها البحر الأحمر والملاحة فيه، وتوهّموا أن هذا القرار جاء إرضاءً لطلب ترامب بإعفاء السفن الأمريكية من رسوم المرور، وهو ما قُوبل بالرفض تمامًا، لأن في النهاية مصر دولة ذات سيادة، تعرف قيمتها وقيمة مواطنيها الذين حفروا في الصخر ليُوجدوا لنا ممرًا مائيًا نفخر به أمام العالم أجمع.

 

الهجوم على مصر ليس إلا حلقة في مسلسل متواصل لا نهاية له ولن ينتهي، لكن كل ما نطلبه من هؤلاء المهاجمين شيئًا من الحياء وحمرة الخجل، فإما أن تهاجموا من خطب ودّ ترامب، أو فاصمتوا إلى الأبد.