الملك تشارلز يتألم بهدوء بعد تصريحات الأمير هاري المؤثرة حول المصالحة قبل فوات الأوان

يبدو أن الأجواء داخل القصر الملكي البريطاني باتت أكثر توترًا بعد التصريحات العاطفية التي أدلى بها الأمير هاري خلال مقابلة تلفزيونية مؤخرًا، والتي تحدّث فيها عن رغبته في المصالحة مع والده الملك تشارلز الثالث، في ظل معاناته الصحية المستمرة مع مرض السرطان.
الملك تشارلز يعيش ألمًا صامتًا بعد تصريحات مؤثرة للأمير هاري
وفي حديثه لهيئة الإذاعة البريطانية، عبّر دوق ساسكس البالغ من العمر 40 عامًا عن ألمه من القطيعة مع والده، مشيرًا إلى أن الملك، 76 عامًا، يرفض الحديث معه وسط معركته القانونية لاستعادة الحماية الأمنية لعائلته، التي فقدها بعد انسحابه من المهام الملكية.
وقال هاري، وهو متأثر: لا أعلم كم من الوقت تبقى لأبي، لكنه لا يكلمني، في إشارة صريحة إلى أنه يشعر بأن الوقت ينفد لإصلاح العلاقة بينهما.
تصريحات هاري أثارت صدمة داخل أوساط القصر، حيث وصف مصدر مقرب من العائلة ما قاله بأنه تجاوز للخطوط الحمراء، خاصة أنه ألمح إلى أن الحالة الصحية للملك قد تكون أسوأ مما يُعلن رسميًا، وهو ما اعتبره البعض تدخلًا غير لائق في شؤون العائلة الخاصة.
وبحسب مصادر مقربة من القصر، فإن الملكة كاميلا والأمير ويليام عبّرا عن غضبهما من هذه التصريحات، التي تأتي في وقت حرج يمر فيه الملك بعلاج أسبوعي شاق للسرطان، أجبره مؤخرًا على إلغاء عدد من ارتباطاته الرسمية.
والمصدر ذاته أشار إلى أن آخر ما يحتاجه الملك الآن، هو أن يصبح مادة دسمة لعناوين الصحف بسبب تصريحات هاري، واصفًا الوضع الحالي بأنه أشبه بسيرك إعلامي.
وتابع المصدر: رغم أن الملك أبدى سابقًا انفتاحًا على لقاء خاص مع هاري، إلا أن الطريقة العلنية التي تحدث بها الأخير قد تجعل هذا اللقاء مستحيلًا في الوقت الراهن.
وكان هاري أبدى رغبته في العودة إلى السلام مع عائلته، وقال: لا جدوى من الاستمرار في القتال، الحياة قصيرة وثمينة، مؤكدًا أن ما يشعر به هو حزن وخسارة تجاه الأشخاص الذين يقفون خلف قرارات إبعاده.
لكن في المقابل، تشير مصادر ملكية إلى أن الأمير ويليام لم يعد يرى إمكانية لأي نوع من العلاقات مع شقيقه، بينما تتزايد المؤشرات على أن الملك تشارلز نفسه بات يميل إلى نفس الاتجاه.
وتأتي هذه التطورات بعد سنوات من الخلافات العلنية بين الأمير هاري والعائلة المالكة، منذ قراره وزوجته ميغان ماركل مغادرة بريطانيا والتخلي عن أدوارهما الرسمية، وهو ما أدى إلى سحب الامتيازات الملكية عنهما، ومنها الحماية الأمنية التي يسعى هاري حاليًا لاستعادتها عبر القضاء.
ورغم دعواته للمصالحة، يرى مراقبون أن الخلاف بات أعمق من أن تُصلحه تصريحات إعلامية، خاصة في ظل الحساسية الكبيرة المحيطة بصحة الملك الحالية.