تصاعد التوتر بين الصيادلة والبيطريين بشأن تبعية سوق الأدوية البيطرية عقب دعوة رئيس هيئة الدواء لإنشاء صيدليات خاصة بالحيوانات.

تصاعد الجدل في الأوساط البيطرية والدوائية، عقب تصريحات الدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء، التي دعا فيها إلى ضرورة ضبط سوق الأدوية البيطرية وإنشاء صيدليات بيطرية متخصصة لضمان جودة المستحضرات والحد من الغش الدوائي، في خطوة أثارت ردود فعل متباينة بين ممثلي الصيادلة والأطباء البيطريين.
دعوة لضبط سوق الأدوية البيطرية وإنشاء صيدليات متخصصة
ورحّب الدكتور حاتم البدوي، أمين عام شعبة أصحاب الصيدليات بالغرفة التجارية، بهذه الدعوة، مطالبًا بقصر بيع الأدوية البيطرية على الصيدليات فقط، ومنع تداولها داخل العيادات البيطرية أو عبر منافذ الأعلاف.
وأكد حاتم البدوي، لـ القاهرة 24، أن السوق يشهد انتشارًا كبيرًا للأدوية المغشوشة أو غير المرخصة، ما يُشكّل تهديدًا للثروة الحيوانية، ويستوجب تدخلًا مباشرًا من هيئة الدواء المصرية لتنظيم عملية البيع والتداول، مشيرًا إلى أن هذا القرار يدعم كذلك خريجي كليات الصيدلة في ظل تعديل منظومة التكليف وفقًا للاحتياج.
ودعا أمين شعبة الصيدليات إلى إلغاء القرار القديم الصادر في عهد وزير الزراعة الأسبق يوسف والي، والذي سمح ببيع الأدوية البيطرية خارج الصيدليات، معتبرًا أن العودة إلى القواعد المنظمة السابقة ستحقق انضباطًا أكبر في السوق.
رفض نقابة الأطباء البيطريين وتأكيد دورها في السوق
في المقابل، رفض الدكتور يوسف العبد، عضو مجلس نقابة الأطباء البيطريين، هذه التوجهات، مؤكدًا أن ما يخص هيئة الدواء والصيادلة لا يتعدى 25% فقط من سوق الدواء البيطري، في حين تخضع نسبة 75% من السوق لإشراف الأطباء البيطريين والهيئة العامة للخدمات البيطرية ووزارة الزراعة، وعلى رأسها قطاعا اللقاحات وإضافات الأعلاف.
وقال يوسف العبد، لـ القاهرة 24، إن المستحضرات الصيدلانية –التي تقع ضمن اختصاص هيئة الدواء– هي الجزء الذي يعاني من أكثر مظاهر الغش وغياب الرقابة، مطالبًا بتعديل تشريعي يمنح الهيئة العامة للخدمات البيطرية سلطة الرقابة والتفتيش والتتبع الكامل على جميع الأدوية البيطرية.
وأضاف أن اللقاحات البيطرية وإضافات الأعلاف تمثل العمود الفقري للوقاية والعلاج في قطاع الثروة الحيوانية، وأن أي محاولات لنقل تبعيتها لهيئة الدواء تمثل “خطًا أحمر”، خاصة في ظل الاتجاه الدولي المتزايد لتقليص استخدام المضادات الحيوية ومواجهة مقاومتها.

مصدر بهيئة الدواء: توحيد آليات الرقابة لتحقيق التكامل
لكن على الجانب الآخر، كشف مصدران بهيئة الدواء المصرية، لـ القاهرة 24 أن إضافات الأعلاف تخضع لإجراءات الهيئة في التسجيل والمراجعة، كما أن جزءًا من اللقاحات البيطرية يقع حاليًا تحت رقابة الهيئة.
وأوضح المصدر أن هناك نقاشات سابقة جرت بشأن نقل تبعية باقي اللقاحات البيطرية إلى هيئة الدواء، بهدف توحيد آليات الرقابة وتنظيم السوق وفق معايير موحدة، مع التأكيد على أن الخطوة لا تهدف إلى تقليص دور الأطباء البيطريين، بل لتكامل الأدوار.