في يومه العالمي.. شاولي لـ”المدينة”: المُهق حالة نادرة ناتجة عن اضطراب وراثي غير معدٍ

يحتفل المجتمع الدولي في الثالث عشر من يونيو الجاري 2025 باليوم العالمي للمهق بهدف التوعية بالمرض ، وتسليط الضوء على الصفات الجيدة للأشخاص المصابين بالمهق حول العالم ، وإبراز الأشخاص المصابين بالمهق، الذين تجاوزوا تحديات صعبة في حياتهم اليومية.
وفي هذا الإطار يقول طبيب الجلدية الدكتور هيثم محمود شاولي لـ”المدينة” : المُهق اضطراب خلقي وراثي نادر غير معد، ويستمر مدى الحياة ، وله مسميات أخرى مثل “الألبينية” أو “البرص” أو “الألبينو”، ويعتبر المرض حالة صحية معقدة تنجم عن غياب كامل أو جزئي لمادة الميلانين، الصبغة المسؤولة عن لون الجلد والشعر والعينين ، إذ يتأثر الأشخاص المصابون بالمهق بدرجات مختلفة، لكنهم غالبًا ما يواجهون تحديات صحية واجتماعية فريدة تستدعي الوعي والدعم والتفهم.
وقال د.شاولي إن المهق يصنف إلى 8 أنواع رئيسية، ولكل نوع خصائص وراثية وأعراض سريرية مميزة ، وينجم المهق عن طفرة في الجينات التي تتحكم في إنتاج الميلانين، ويمكن أن تكون هذه الطفرات موروثة من الوالدين، أو تحدث بشكل عفوي ، وتختلف أعراض المهق اعتمادًا على نوعه، ولكن بشكل عام قد تكون بشرة الشخص المصاب بالمهق شبيهة بلون العاج أو الحليب، وقد تزداد بياضًا مع التعرض للشمس ، ويكون شعر الشخص المصاب بالمهق عادة أبيضًا أو أشقرًا فاتحًا، وقد يتحول إلى اللون الوردي أو الأصفر مع التقدم في العمر ، وعادة ما تكون عيون الأشخاص المصابين بالمهق زرقاء أو رمادية أو بنية فاتحة ، وقد يكون لديهم أيضًا حساسية من الضوء (رهاب الضوء) وحركات لا إرادية للعينين (الرعاش) ، وقد يعاني الأشخاص المصابون بالمهق من ضعف البصر، بما في ذلك قصر النظر (الحسر) واللابؤرية، وحول العين (الحول).
وعن أنواع المهق يواصل د.شاولي:
هناك أنواع مختلفة من المهق، وأكثرها شيوعا المهق العيني الجلدي الذي يصيب الجلد والشعر والعينين، وتضم هذه الأنواع أخرى فرعية تعكس درجات مختلفة من نقص صبغ الميلانين لدى الفرد ، والنوعان الرئيسيان من المهق العيني الجلدي هما: المهق السلبي التيروزيناز، والمهق الموجب التيروزيناز، ويكون إنتاج الميلانين منعدما في حالة الإصابة بالمهق السلبي التيروزيناز، وكثيرا ما تقترن الحالة لدى الشخص بشعر أبيض وبقزحية ظليلة أو شفافة ، وينتج بعض الميلانين في حالة المهق الموجب التيروزيناز، وهو النوع الفرعي الأكثر شيوعا، لا سيما في البلدان الأفريقية، ويتسم هذا النوع لدى الشخص بشعر أشقر يميل إلى الصفرة وبقزحية تتراوح بين الرمادي والسمار الخفيف ، ومن الأنواع الأقل شيوعا المهق العيني، ولا يؤثر إلا على العينين وحدهما، ومتلازمة هيرمانسكي – بودلاك، وهو نوع من المهق يقترن بنزيف واضطرابات معوية (التهاب القولون) وأمراض في الرئة.
وتابع : وفقًا لدراسة كان المهق من أوائل الأمراض الوراثية التي لوحظت في البشر، ولكن حتى وقت قريب تم تحديد الآلية الجزيئية وراء هذه الحالة، والمهق ناتج عن طفرة في سبعة جينات مختلفة على الأقل، وتؤدي هذه الطفرات الجينية إلى انخفاض في التخليق الحيوي لصبغة الميلانين ، مما يتسبب في العديد من المظاهر السريرية مثل نقص تصبغ الجلد والعينين والشعر وانخفاض الرؤية،يحدد نوع الطفرة الجينية أنواعها وخصائصها السريرية.
وعن العلاج خلص د.شاولي إلى القول:
لا يوجد له علاج محدد ؛ فمعظم المصابين به لا يعانون مشاكل صحية؛ لكن هناك احتياطات تهدف إلى تخفيف الأعراض، ويعتمد ذلك على مدى حدة هذا الاضطراب حيث يشمل تجنب التعرض لأشعة الشمس وحماية الجلد والعينين منها نظارات لتصحيح مشاكل الرؤية ووضع العين ، إجراء جراحة للعضلات لتصحيح حركة العين غير الطبيعية (الرأرأة).