أستاذ في علوم المحيطات: «عاصفة الإسكندرية» ظاهرة مناخية وليست مجرد سوء طقس.. وهناك 3 استراتيجيات للتصدي لها.

أستاذ في علوم المحيطات: «عاصفة الإسكندرية» ظاهرة مناخية وليست مجرد سوء طقس.. وهناك 3 استراتيجيات للتصدي لها.

شهدت مدينة الإسكندرية، السبت الماضي، عاصفة رعدية شديدة وغير موسمية، تُعد من أعنف الظواهر الجوية التي ضربت المدينة في السنوات الأخيرة.

من جانبه، وصف الدكتور كريم طنبل، أستاذ علوم المحيطات الفيزيائية وعلم المناخ، وعميد البحث العلمي للشؤون البحرية في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، على صفحته الرسمية بموقع «فيس بوك»، ما حدث بأنه «تغير مناخي وليس مجرد طقس سئ»، مؤكدًا أن «ما يسمى سوء الطقس أصبح الآن تهديدًا مناخيًا متكررًا ومركبًا».

أرقام قياسية: أمطار 6 شهور في نصف ساعة

وفقا لبيانات محطة الرصد الجوي الأوتوماتيكي – الأكاديمية، أبوقير، التي نشرها «طنبل» عبر صفحته الرسمية على فيسبوك شهدت المدينة خلال نصف ساعة فقط هطول أكثر من 20.8 ملم من الأمطار، أي ما يزيد بـ6 أضعاف عن متوسط الهطول الشهري المعتاد في مايو.

وصل معدل هطول لحظي إلى 174 ملم/ساعة عند الساعة 3:00 فجرًا، وهو ما يصنفه المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) ضمن فئة «هطول شديد جدًا – Extremely Heavy Rain»

وبلغت سرعة الرياح 64 كم/ساعة، ما يزيد من خطورة الأمطار ويُسهم في تطاير الأجسام الخفيفة وتضرر البنية التحتية. بالإضافة إلى انخفاض مفاجئ في الضغط الجوي، مما يدل على اضطراب جوي عنيف.

ويوضح طنبل أن الكميات التي سقطت تعادل:

145،000 لتر من المياه على مساحة ملعب كرة قدم واحد.
مياه كافية لتغطية 6 ملاعب كرة قدم بطبقة مياه بسمك 3 سم.

وقال الدكتور كريم طنبل في تصريحات نُشرت أيضًا على صفحته الرسمية بـ«فيس بوك»، إن هذه الظاهرة تُعد مثالًا صارخًا لما يُعرف بـ«الطقس المتطرف»، مشيرًا إلى أن مدنًا ساحلية مثل الإسكندرية ستكون في الصفوف الأمامية لمواجهة آثار تغير المناخ.

وأضاف «طنبل» أن «هذه ليست أول مرة، ولن تكون الأخيرة. وما حدث في نهاية مايو – في وقت يُفترض أنه بداية فصل الصيف – دليل واضح أن التغير المناخي بات واقعًا».

3 مسارات لمواجهة التغير المناخي:

ودعا «طنبل» إلى تحرك فوري على ثلاثة محاور رئيسية:

التخفيف (Mitigation): تقليل الانبعاثات الحرارية من خلال التحول للطاقة النظيفة مثل محطة «بنبان» للطاقة الشمسية في أسوان.
التكيف (Adaptation): تقوية البنية التحتية، مثل مشروعات حماية كورنيش الإسكندرية وبناء مصدات أمواج.
المرونة (Resilience): تعزيز قدرة المجتمعات على التعافي السريع من الكوارث، مشيدًا بتكاتف المواطنين في التعامل مع تداعيات العاصفة الأخيرة.