محللو “إس آند بي” يتوقعون تراجع أسعار النفط إلى ما دون 50 دولارًا في حال حدوث ذلك

محللو “إس آند بي” يتوقعون تراجع أسعار النفط إلى ما دون 50 دولارًا في حال حدوث ذلك

توقع محللو «إس آند بي غلوبال» انخفاض أسعار خام النفط إلى ما دون مستوى 50 دولارًا للبرميل بسبب ضعف نمو الطلب على الخام، الذي سجل المستوى الأدنى له منذ العام 2001 باستثناء فترة جائحة «كوفيدـ19» بالعام 2020.

على الصعيد المقابل، تشير البيانات إلى نمو في إمدادات النفط بشكل خاص من دول تكتل «أوبك بلس» الذي قرر، بداية العام الجاري، زيادة الإنتاج الكلي تدريجيًا للعودة إلى المستويات السابقة قبل عامين، بحسب موقع «أويل برايس» الأميركي.

ضعف الطلب على الخام
وعدل رئيس أبحاث النفط في «إس آند بي غلوبال»، جيم بوركارد، توقعاته لأسعار الخام خلال العام 2025، ورجح أن يهبط سعر خام برنت إلى 50 دولارًا للبرميل، وخام غرب تكساس الوسيط إلى 40 دولارًا للبرميل. 

وأوضح في مذكرة أن «تلك التوقعات تشير إلى آفاق قاتمة بشأن أداء الاقتصاد العالمي وتباطؤ اقتصادي محتمل، مع انخفاض في الطلب على الطاقة، والانتقال صوب استثمارات آمنة مثل السندات».  

– «إتش إس بي سي» يتوقع تخمة في المعروض من النفط في نهاية 2025
– أسعار النفط تنخفض وسط ترقب للمحادثات التجارية بين أميركا والصين

كما أشار إلى أن احتمالات حدوث ركود بالاقتصاد الأميركي قد يضعف النشاط الاقتصادي والطلب على الخام بالنهاية، لافتًا كذلك إلى هشاشة أسعار النفط في الوقت الراعن بسبب فائض المعروض في السوق، ما لم تتغير اتجاهات الإنتاج. 

وعزا محللو «إس آند بي غلوبال» تلك النظرة القاتمة لأسعار الخام إلى الإنتاج الفائض من تكتل «أوبك بلس»، حيث من المتوقع زيادة إنتاج النفط العالمي بمقدار 2.2 مليون برميل يوميًا في النصف الثاني من العام في الوقت الذي يستقر فيه الطلب العالمي على الخام. 

وتتفق تلك النظرة مع تقديرات أخيرة للوكالة الدولية للطاقة، التي توقعت تباطؤًا في نمو الطلب على النفط، وقدرت هذا النمو بأقل من مليون برميل يوميًا فقط خلال العام 2025، وهو المستوى الأضعف منذ الإغلاق الشامل الذي صاحب جائحة «كوفيدـ19». 

المحادثات التجارية بين الصين وأميركا
وعلى الرغم من العوامل الهبوطية المؤثرة على الأسواق، ارتفعت أسعار الخام بشكل طفيف خلال تعاملات الأيام الماضية، مدفوعة بالتفاؤل بشأن المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، التي من شأنها تخفيف القيود على الصادرات.

وترفع المحادثات التجارية الآمال في الأسواق، وتدفع المؤشرات إلى الأعلى تحسبًا لعودة العلاقات التجارية إلى طبيعتها بين الاقتصادين الأكبر في العالم. 

وذكر مسؤولون أميركيون أن الرئيس دونالد ترامب قد يخفف القيود المفروضة على صادرات الرقائق، مقابل تخفيف الصين القيود المفروضة من جانبها على صادرات المعادن الأرضية الحرجة، وسط حالة من «الهلع» أصابت قطاع السيارات بسبب النقص الوشيك في المكونات الأساسية. 

كما أعرب مدير المجلس الاقتصادي الوطني للبيت الأبيض، كيفن هاسيت، عن أمله في أن يتوصل الجانبان إلى اتفاق بشأن هذه القضية خلال جولة المحادثات المنعقدة في لندن، مما يسمح بعودة الصادرات الصينية من المعادن الحيوية إلى الأسواق بأحجام طبيعية. 

وقد أضافت القيود التي فرضتها بكين على صادرات المعادن الأرضية الحيوية، والمحادثات الجارية لتخفيفها، طبقة إضافية جديدة من انعدام اليقين في الأسواق، ومزيدا من القلق بشأن الصناعات العالمية.