ضغوط قاسية أجهضت مخططات قوى الظلام.. خطوات استراتيجية في جهود معالجة أزمة الدولار

يا ترى سألت نفسك .. إيه اللي حصل لسعر الدولار في مصر .. وإزاي فجأة لقينا الدولار بينهار .. وإزاي الجنيه المصري رجع يسترد عافيته وقوته تاني .. وإيه حكاية السوق السودا اللي اختفت كده فجأة.. ودور البنك المركزي ايه في كل اللي حصل ده ؟
فاكرين أيام ما كنا بنصحى كل يوم على سعر دولار شكل .. مرة في البنك بسعر .. وفي السوق السودا بسعر تاني خالص .. والفرق بينهم كان كبير أوي .. ده كان بيسبب لخبطة رهيبة في السوق .. وبيخلي المستثمر مش عارف ياخد قرار .. والمستورد مش عارف يشتري بضاعته .. والمواطن حيران مش فاهم إيه اللي بيحصل .. كانت فترة صعبة بصراحة .. وكان فيه حالة من عدم اليقين مسيطرة على الكل.
في 6 مارس 2024 .. البنك المركزي المصري برئاسة الأستاذ حسن عبد الله .. خد قرار تاريخي .. قرار بتحرير سعر الصرف .. أو بمعنى أوضح .. تعويم الجنيه تعويم كامل .. و ساب سعر الدولار يتحرك بحرية كاملة بناءً على العرض والطلب .. ومبقاش فيه أي تدخل من البنك المركزي لتثبيت سعر معين .. القرار ده كان بمثابة صدمة للبعض.
بعد قرار التعويم .. السوق السودا للدولار بدأت تختفي تدريجياً .. طب ليه .. ببساطة لأن الدولار بقى متاح في البنوك بسعره الحقيقي .. ومبقاش فيه داعي إن الناس تروح للسوق السودا عشان تجيب دولار بسعر أعلى .. كمان التدفقات الدولارية بدأت تزيد بشكل كبير جدا.
منين بقى التدفقات دي؟
عندك مثلاً .. صفقة رأس الحكمة الضخمة .. اللي جابت مليارات الدولارات لمصر .. عندك كمان زيادة تحويلات المصريين العاملين بالخارج .. بعد ما بقوا يثقوا في استقرار سعر الصرف .. والاستثمار الأجنبي المباشر اللي بدأ يزيد .. كل دي عوامل ساعدت على توفر الدولار بكميات كبيرة في البنوك.
لما الدولار بقى متوفر بكميات كبيرة .. وسعره بقى موحد في كل مكان .. طبيعي إن سعر الجنيه المصري يبتدي يقوى .. وبدأنا نشوف الدولار بينزل من مستويات قياسية لأقل بكتير .. الناس اللي كانت بتشتري دولار عشان تحافظ على قيمة فلوسها .. بقت بتبيع الدولار عشان تستفيد من انخفاض سعره .. وده زود المعروض من الدولار أكتر وأكتر .. وساعد على استقرار سوق الصرف .. الثقة في الاقتصاد المصري رجعت تاني .. والمؤشرات الاقتصادية بدأت تتحسن بشكل ملحوظ .. وده اللي خلى الجنيه المصري يسترد قوته وعافيته.
اللي بيحصل ده مش مجرد انخفاض في سعر الدولار .. ده استعادة للثقة .. استعادة للاستقرار .. وبداية قوية لمرحلة جديدة في الاقتصاد المصري .. مرحلة عنوانها .. الاستقرار والنمو.