وصفات طبيعية لزيادة القدرة على التركيز وتعزيز النظام المناعي

مع اقتراب موعد امتحانات الثانوية العامة، تتزايد الضغوط النفسية والجسدية على الطلاب، ورغم الاهتمام المتزايد بالمذاكرة وتنظيم الوقت، يغفل كثير من الطلاب وأولياء الأمور أهمية عامل بالغ التأثير فى الأداء الدراسى وهو التغذية السليمة، فبحسب خبراء وأطباء المركز القومى للبحوث، ليست التغذية ترفًا، بل تمثل ركيزة مهمة فى دعم القدرات الذهنية والنفسية للطلاب خلال هذه الفترة.

شددت الدكتورة إيناس صبرى الصعيدى، أستاذ مساعد التغذية وعلوم الأطعمة بالمركز القومى للبحوث، على أن النوم الجيد لا يقل أهمية عن النظام الغذائى المتوازن، حيث إن الطالب بحاجة إلى 7: 9 ساعات من النوم يوميًا ليستعيد الدماغ نشاطه ويستوعب ما يتلقاه من معلومات، موضحة أن السهر لفترات طويلة يؤثر سلبًا على كفاءة الذاكرة ويضعف القدرة على التركيز، حتى لو قضى الطالب ساعات طويلة فى الحفظ والمراجعة.الفيتامينات حل سحرىأما عن التغذية، فتؤكد الصعيدى أن العقل يحتاج إلى مجموعة من العناصر الغذائية الأساسية كى يعمل بكفاءة، أبرزها البروتينات والفيتامينات والمعادن، مشيرة إلى أن تقوية المناعة فى هذه المرحلة ضرورى، ليس فقط للحفاظ على صحة الطالب، بل أيضًا لتعزيز قدرته الذهنية، فضلًا عن ضرورة تناول الأطعمة الغنية بفيتامين C مثل البرتقال والليمون والجوافة والفلفل الأحمر، كذلك الأغذية الغنية بفيتامين D، مثل: الأسماك الدهنية وصفار البيض، ويعتبر الزنك عنصرا حيويا لوظيفة الخلايا المناعية، ويمكن الحصول عليه من اللحوم الحمراء والدواجن والمكسرات والبقوليات.وتابعت: بجانب تناول أطعمة غنية بفيتامين C لتعزيز امتصاص الحديد النباتى، ولا بد من الاهتمام بفيتامين E والبيتا كاروتين الموجودين فى المكسرات والجزر والخضراوات الورقية لدعم الجهاز المناعى والذهنى، مؤكدة أهمية الحديد، إذ إن نقصه قد يؤدى إلى التعب وضعف التركيز، لذا لا بد من تناول اللحوم والخضراوات الورقية الغنية بالحديد.الإفطار.. الوجبة الأهمتعد وجبة الإفطار أحد المحاور الأساسية فى تحسين أداء الطالب العقلى، إذ تزود الدماغ بالطاقة اللازمة لبدء اليوم الدراسى، وينبغى أن تحتوى على الكربوهيدرات المعقدة مثل الشوفان أو الخبز الأسمر، بجانب البروتين مثل البيض أو الزبادى، والدهون الصحية كالمكسرات أو شرائح الأفوكادو، علاوة على أهمية الأحماض الدهنية من نوع أوميجا 3 الموجودة فى الأسماك الدهنية وبذور الكتان والجوز، لما لها من دور فعال فى دعم التركيز والذاكرة.وشددت على ضرورة الحفاظ على استقرار مستوى السكر فى الدم من خلال تجنب الحلويات والمشروبات السكرية، وتفضيل الكربوهيدرات المعقدة التي توفر طاقة مستدامة، كما أن شرب كميات كافية من الماء ضرورى جدًا، إذ إن الجفاف يؤثر سلبًا على وظائف الدماغ.الموسيقى والهواياتوأوصت الدكتورة داليا هيكل، أستاذة التغذية وعلوم الغذاء المساعد ووكيل كلية التربية النوعية بجامعة سوهاج، بالترويح عن النفس بسماع الموسيقى، وممارسة هواية محببة، ونشاط رياضى وممارسة تمارين النفس العميق مع ضرورة الحصول على عدد ساعات النوم الكافى وتنظيم الوقت والجهد.ولتغذية سليمة فى أوقات المذاكرة والاختبارات، يراعى الحصول على الطاقة من الفواكه المختلفة وعصائرها الطبيعية، خاصة التوت، والأفوكادو، والفراولة، والتفاح، والبرتقال، والموز، والعنب، والرمان ولزيادة دورها يمكن إضافة حليب اللوز والمكسرات والزبيب وجوز الهند، حيث إن مركبات الفلافونويدات عامة والمسؤولة عن الألوان بالأغذية لها عظيم الصلة بتحفيز خلايا المخ وتنشيط الذاكرة، وليس هذا فحسب، بل يجب تناول الأحماض الدهنية من النوع أوميجا ٣ و٦ لذا يراعى تناول الأسماك والسردين والتونة والبيض وأنواع حساء الخضراوات المختلفة والابتعاد عن المقليات والأكلات الجاهزة عالية الدهون.أعشاب لتحسين الأداءوفى سياق متصل، قدّم الدكتور أحمد عبدربه رمضان، الباحث بمعهد البحوث الطبية بالمركز القومى للبحوث، مجموعة من الأعشاب الطبية التي يمكن أن تسهم فى تحسين التركيز والذاكرة بشكل طبيعى وآمن، من أبرزها “المورينجا” التي تحتوى على الفيتامينات A وC وE، إلى جانب معادن هامة كالمغنيسيوم والبوتاسيوم، ولها خصائص مضادة للأكسدة تساعد فى تنشيط الدماغ والتخفيف من التوتر، كذلك أوصى باستخدام “الجينسنج” المعروف بقدرته على تحسين الأداء العقلى وزيادة تدفق الدم إلى الدماغ، ما يرفع من مستوى التركيز واليقظة.وأشار عبدربه إلى أن “الروزمارى” المعروف بإكليل الجبل، له فوائد عدة، حيث إن استنشاق زيته أو استخدامه فى الطعام قد يعزز النشاط العصبى، موضحًا أن “الحلبة” تُسهم فى تحفيز نشاط الدماغ وتحسين القدرة على التركيز، أما “الزنجبيل” فيساعد على تحسين تدفق الدم للدماغ لما يحتويه من مركبات مضادة للالتهاب.