اخشَ الله.. واستمتع بالحياة

اخشَ الله.. واستمتع بالحياة

تستقبل الأمة الإسلامية اليوم أول أيام عيد الأضحى المبارك أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات، وذلك بعد أن تم إسدال الستار أمس على اليوم التاسع من شهر ذي الحجة “يوم عرفة”، الذي يُعد ذروة الفضل والعطاء بكونه منحة ربانية وفرصة ثمينة، فيه الركن الأعظم في الحج، وفيه خير الدعاء، بالإضافة إلى أنه يوم مغفرة الذنوب والعتق من النيران، فضلا عن أنه اليوم الذي أكمل فيه الدين، حيث جاء في كتابه الكريم ( سورة المائدة ) ” اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا” صدق الله العظيم.

 فاز من اتقى الله وجنى فضل أفضل أيام السنة عند الله سبحانه وتعالى، وذلك من خلال الإكثار من الأعمال الصالحة “الذكر والتكبير والتهليل والحمد، وصيام الأيام العشرة الأولى من ذي الحجة، بالإضافة إلى المواظبة على تلاوة القرآن الكريم  بتدبر وخشوع، والتصدق على الفقراء والمساكين والمحتاجين، فضلًا عن صلاة التطوع وقيام الليل والإلحاح في الدعاء، والحج لمن استطاع إليه سبيلا، وبر الوالدين وصلة الرحم، والإكثار من الاستغفار، والإقبال على الله بالتوبة النصوح من جميع الذنوب والخطايا.وخسر من تغافل عن الاقتراب إلى الله عز وجل، ولم يستثمر تلك الأيام العظيمة المباركة، في زيادة رصيده من الحسنات، وتكفير سيئاته، فلم يحرص على اغتنام هذه الأوقات المباركة، التي حملت في طياتها فضائل جمة، على رأسها امهات العبادات “الصلاة والصيام والصدقة والحج”.بيدك تستطيع أن تلون حياتك بالأفراح أو الأحزان، أنت قبطان سفينة حياتك، الذي يحدد الطريق الصحيح، فإذا كنت تريد أن تعيش حياة سعيدة مطمئنة فعليك بالتقرب إلى الله سبحانه وتعالى وتقوى الله، فهنالك أمثلة عديدة لتقوى الله والتي هي بمثابة خارطة طريق نحو حياة سعيدة ومنها: جبر الخواطر، إدخال السرور إلى قلب مسلم، فك الكرب، الدعاء للغير بصالح الأحوال، العمل الصالح، الكلمة الطيبة، الابتسامة في وجه أخيك، كفالة طفل يتيم، مساعدة الآخرين وغيرها من الأعمال التي تعود عليك بعوض مضاعف وتكتب لك المزيد من الحسنات وتدخلك الجنة وتقربك إلى الله.ختامًا.. قال رسول الله ﷺ “اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن”، لذا، الحكاية بسيطة جدًا، مسالك الشر ونهايتها معروفة، وطرق الخير نهايتها السعادة والرضا والستر من الله عز وجل، لهذا إذا اردت أن تنعم بحياة سعيدة وهادئة ومطمئنة، فعليك بالحرص على أعمال الخير، فهذه الممارسات تساهم في إثراء الروح والنفس، وتعزيز الروابط الاجتماعية من أجل بناء مجتمعات سعيدة أكثر تماسكًا ورخاءً تعمه روح التعاون وحب الخير. أخيرًا.. أعلم جيدًا أن السعادة لا تُشترى بالمال، بل تُكتسب بالقلب السليم، والنفس المعطاءة، والروح المتصلة دائمًا بخالقها، وهنا نصيحتي للجميع، الرضا وراحة البال شكل من أشكال السعادة، التي تنمو داخل الإنسان بالعطاء، والتقرب إلى الخالق، ولهذا: “اتّقِ الله .. تنعم بالحياة”.