ستاندرد آند بورز 500 ينخفض بسبب التوترات في الشرق الأوسط

تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.25 بالمئة، ليغلق عند 6023 نقطة، متأثرًا بتصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، والتي زادت من قلق المستثمرين وأثارت مخاوف من اتساع رقعة الصراع في المنطقة.
فيما انخفض مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.47 بالمئة، ليغلق عند 19.621 نقطة، وقفز مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.01 بالمئة، ليغلق عند 42.872 نقطة.
تعيش منطقة الشرق الأوسط مرحلة غير مسبوقة من التوترات السياسية والعسكرية، في ظل اشتعال عدة بؤر صراع بالتزامن، وغياب حلول دبلوماسية فعالة، ما ينذر بمزيد من التصعيد والانفجار في أكثر من جبهة.
الحرب في غزة: صراع يتجاوز الحدود
تتواصل العمليات العسكرية بين إسرائيل وحركة “حماس” في قطاع غزة منذ أشهر، وسط دمار واسع وسقوط آلاف الضحايا المدنيين، بينما تواجه إسرائيل ضغوطًا دولية متزايدة لوقف القتال، في ظل تصاعد الاتهامات بارتكاب انتهاكات ضد حقوق الإنسان.
ورغم تعدد المبادرات الإقليمية والدولية للوساطة، وعلى رأسها جهود مصر وقطر وتركيا، إلا أن التوصل إلى هدنة دائمة لا يزال بعيد المنال، وسط تهديدات بتوسيع رقعة الصراع لتشمل جبهات أخرى، خصوصًا جنوب لبنان حيث تتصاعد التوترات مع حزب الله.
إيران والملف النووي: سباق نحو حافة الهاوية
في المقابل، تواصل إيران تطوير برنامجها النووي بوتيرة متسارعة، بعد فشل كل محاولات إحياء الاتفاق النووي. وتشير تقارير دولية إلى ارتفاع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تقترب من الاستخدام العسكري، ما يثير قلقًا كبيرًا في واشنطن وتل أبيب.
كما تشهد مياه الخليج العربي توترًا مستمرًا، خاصة مع تصاعد تهديدات الحوثيين المدعومين من طهران للملاحة الدولية في البحر الأحمر، ما دفع الولايات المتحدة لتشكيل تحالف دولي لتأمين الممرات البحرية الحيوية.
سوريا: صراع بلا نهاية
في سوريا، لا تزال الأوضاع متجمدة على الصعيد السياسي، بينما تتجدد الاشتباكات بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة في الشمال، في ظل تدخلات متشابكة من روسيا، وإيران، وتركيا. كما تعاني البلاد من أزمة إنسانية حادة، ونزوح مستمر، وسط غياب أفق واضح للتسوية السياسية.
لبنان واليمن: هشاشة داخلية وخطر انفجار إقليمي
في لبنان، تُهدد حالة الفراغ السياسي، وتدهور الوضع الاقتصادي، باندلاع اضطرابات اجتماعية، خاصة مع تصاعد التوترات الحدودية مع إسرائيل. أما في اليمن، فرغم استمرار الهدنة غير المعلنة، لا تزال جماعة الحوثي تشن هجمات على سفن في البحر الأحمر، ما يعمق الأزمة ويزيد من تعقيد الحل السياسي.
العراق: استقرار نسبي تحت ظلال النفوذ الإقليمي
في العراق، تشهد البلاد استقرارًا نسبيًا، إلا أن بقايا تنظيم “داعش” ما زالت تنشط في بعض المناطق، بينما يبقى النفوذ الإيراني في الشأن العراقي محل جدل داخلي ودولي، وسط محاولات الحكومة العراقية الحفاظ على التوازن بين القوى المتصارعة على أراضيها.
مستقبل غامض
في ظل غياب توافقات إقليمية كبرى، وتراجع دور بعض القوى الدولية في الوساطة، يبدو أن الشرق الأوسط مقبل على مرحلة أكثر تعقيدًا، تُنذر بتحولات استراتيجية قد تعيد رسم خريطة النفوذ والتحالفات في المنطقة.