ماجدة موريس تناقش: هل نكنّ الحب لماسبيرو؟

هل ذكري عيد الإعلاميين ..أم ذكري البداية الإعلامية؟، وهل من الصعب أن نتذكر ما قدمته الإذاعة وقدمه التليفزيون لنا إلا بمناسبة العيد؟، وهل من المستحيل في هذه المناسبة أن نري مجموعة برامج جيدة ولها موعد ثابت يوميا لتكريم نجوم الإعلام الكبار الذين صنعوا مجد الإذاعة والتليفزيون المصري في بدايته، وحتي أصبح عملاقا مؤثرا في المنطقة العربية كلها، وبالطبع فليس المطلوب في هذه الذكري والمناسبة أن تعرض برامج الرواد والمبدعين علي قناة (ماسبيرو زمان) المخصصة لأفلام وبرامج زمان، وإنما علي القنوات التي نراها الآن، والتي هي امتداد طبيعي لقنوات زمان، فإذا كان الجيل الجديد من قنواتنا يحتفي بالأعمال الدرامية التي تم إنتاجها أيام ماسبيرو، ويعرضها لنا دائما باعتزاز، فإنه من الطبيعي أيضا أن يقدم لنا نماذج وعينات من البرامج الرائعة التي علمتنا وأمتعتنا وقدمها لنا إعلاميون مبدعون وإعلاميات مبدعات، ولكن لا يعرضها فقط علي شاشة زمان، وإنما علي الأقل يخصص لها وقتا يوميا علي شاشات الحياة والسي بي سي والـ DMC فالقضية هنا تتجاوز الاحتفاء بتاريخ الإذاعة والتليفزيون إلي استعادة أمجادها، أي تقديم برامج جيدة وضرورية ومؤثرة علي مستوي المحتوي، وعلي مستوي الإعلاميين والإعلاميات أيضا، وكيف كانوا يقدمون البرامج، ولا ينسي كثيرون منا برنامج مثل (أمسية ثقافية) للإعلامي الكبير فاروق شوشة الذي كان يناقش الأدباء والشعراء والكتاب، وبرنامج (حكاوي القهاوي) لمقدمته القديرة سامية الأتربي ،وبرنامج (نادي السينما) بتقديم درية شرف الدين ويوسف شريف رزق الله حين يذهب إلي أكبر مهرجانات العالم لنراها من خلاله، وبرامج أخري عن الشارع المصري، وعن الموسيقي العربية والمسرح والغناء في العالم وغيرها، فهل أصبح من الصعب تقديم برامج مماثلة في أهميتها وفي طرح اهتمامات مجتمعنا الآن؟ وهل من المستحيل تقديم برامج تطرح قضايا الشباب والكبار، وقضايا المرأة المصرية التي تملأ صفحات السوشيال ميديا؟ وهل أصبح تقديم الفنون بشكل منتظم عبء علي الشاشات المصرية الآن؟
ومولد إذاعة المسلسلات
جدير بالذكر أن موعد عيد الإعلاميين، يوم ٣١ مايو، هو يوم انطلاق الإذاعة المصرية عام ١٩٣٤، حين أعلن الإعلامي الأول (أحمد سالم) من خلال الميكروفون كلمتين كانتا البداية (هنا القاهرة) وليصبح للراديو، أو الإذاعة المصرية، شأن كبير وتزداد شهرته مع زيادة انتشاره داخل مصر وخارجها، وبعد ٢٦عاما يبدأ التليفزيون إرساله عام ١٩٦٠ بمناسبة وطنية وفي العام التالي تبدأ برامجه وتتنوع ليتحول (اتحاد الإذاعة والتليفزيون) إلي جهاز إعلامي كبير ومؤثر لقدرته علي تقديم كل ما يهم المواطن المصري في كل طبقاته وفئاته، وفي الاحتفال بعيده رقم ٩١ عاما يوم السبت الماضي، أعلن رئيس الهيئة الوطنية للإعلام أحمد المسلماني عن جديد الاحتفال وهو إطلاق إذاعة جديدة للمسلسلات باسم (دراما إف ام)، وإطلاق قناتين تليفزيونيتين رقميتين، هما (مصر ٢١) و(بيراميدز تي في) واللتان لم يتم إعلان محتواهما، وأن كان إطلاقهما رقميا يعني أنهما موجهتان للشباب غالبا فهو الأكثر إقبالا علي المحتوي الرقمي بينما يقبل آباؤه علي ما تعودوا عليه منذ عام ١٩٣٤. والزمن يفرق كثيرا الآن.