هل يغير ترامب موقفه ويقرر السفر إلى إسرائيل؟

هل يغير ترامب موقفه ويقرر السفر إلى إسرائيل؟

 

بسام ابو شريف

صرخ الرئيس ترامب اوافق واصدر الامر فورا بوقف اطلاق النار على الحوتيين وانا اصدقهم اصدق الحوتيين فهم صادقون ولذلك هذا الامر فوري ووقف الغارات على الحوتيين فوريا.
هكذا صرخ ترامب عندما جاءه الخبر من مسعد بولوس الذي كان يتباحث مع الاخوان العمانيين حول وقف الغارات على اليمن مقابل وقف هجمات اليمنيين على سفن الولايات المتحدة وسفنها العسكرية.
ويبدو ان ترامب كان منزعجا جدا من الضربات التي كان الحوثيون يوجهونها للسفن الحربية المرافقة لحاملات الطائرات الاميركية مما اضطر حاملة الطائرات البديلة ان تتوجه من البحر الاحمر لبحر العرب لتبتعد عن مرمى صواريخ ومسيرات انصار الله التي اصبحت مزعجة جدا للأمريكيين والعسكريين منهم بشكل خاص اذ انه رغم عدم نجاح انصار الله بإغراق احدى هذه السفن العسكرية او اشعال النار فيها كانت ضرباتهم تؤذيهم وتعطل مسار هجماتهم او تعرقلها.
وبحث انصار الله مع العمانيين (كما يبدو) موضوع الحصار على قطاع غزة اذ ان انصار الله اوضحوا بما لا يقبل الشك ان اهدافهم وهجماتهم على اهداف اسرائيلية ووضع اسرائيل في حصار جوي كامل ومنع شركات الطيران الدولية من استخدام مطارات اسرائيل بسبب التخوف من صواريخ انصار الله تخوف على الطائرات وعلى ركاب الطائرات وبالفعل تجاوبت شركات الطيران مع هذا الامر المقلق والمخيف ليس فقط للشركات بل ايضا للركاب الذين الغوا رحلاتهم وحجوزاتهم بقصد السياحة الى فلسطين المحتلة.
بحث مسعد بولس هذا الامر مع العمانيين والعمانيين شرحوا بكل بساطة ان هدف انصار الله هو الحصار على اسرائيل طالما ان هنالك حصار قاتل سلاح يقتل فيه الاسرائيليون اطفال فلسطين مستخدم ومنشور باستمرار ومسلط على رقاب الاطفال والامهات ، السيد مسعد كان يعرف معلومات كثيرة حول غزة وكان يحمل ملفا ثقيلا يتضمن تقارير الامم المتحدة ويتضمن اعدادا من المستشفيات المدمرة والمدارس المدمرة والخيم التي تصلى بغارات جوية وفي مسيرات حارقة واعداد شهداء والجرحى كل هذا حمله في ملف وراح يناقش وقام الاخوة العمانيون بشرح الامر بكل بساطة ان الاخوان في انصار الله يقاتلون دفاعا عن الشعب الفلسطيني ورغبة منهم في فك الحصار عن الشعب الفلسطيني واطفاله ونسائه وكل فرد منه في قطاع غزة ذلك ان اسرائيل استخدمت الاكل والشرب والكهرباء والوقود اسلحة لقتل الفلسطينيين بدلا من ان تكون مساعدات لإنقاذ حياة اطفالهم وكان الرجل عمليا عندما شرح للاخوان في عمان ان التزام ترامب لإسرائيل هو التزام عميق ولذلك من الصعب جدا ان نجعل من ترامب يتخلى عن ما يريده نتنياهو وهنا تدخلت الاقدار والمبادرات والتفكير المتميز لانصار الله وللأخوة العمانيين فقد قالوا بكل وضوح ان اسرائيل تحت الضغط والصمود الفلسطيني قررت ان تدخل المعونات الانسانية وان تتولى هي توزيعها بالطريقة التي تخدم مصالح اسرائيل وتجعلها قادرة على بحث اطفالنا وامهاتهم والمدنيين في كل مكان من القطاع ولذلك عندما طرح الاخوة اليمنيين فكرة ان يكون الامر مطروحا على الطاولة ليتم توزيع المساعدات الانسانية الغذاء والدواء والوقود وماء الشرب وغيرها من الاجهزة الطبية اللازمة لإجراء العمليات والاجهزة الطبية التي فقدت وسرقت على يد الجنود الاسرائيليين من 69 مستشفى في القطاع وكل هذه يجب ان تدخل للقطاع من خلال الامم المتحدة او الصليب الاحمر او حتى من ينوب عن الصليب الاحمر في الولايات المتحدة الامريكية اي ان القاء هذا الدرس المهم للرئيس ترامب يعني تسليم توزيع هذه المساعدات الانسانية والطبية والاجهزة الثقيلة لإزالة الركام لانتشال الجثث جثث الشهداء والاطفال المطمورين تحت ركام الدمار التي خلفته طائرات العدو الاسرائيلي ومدفعيته ودباباته ونقلت هذه الافكار بسرعة البرق للرئيس ترامب الذي كان قد اعلن رد فعله السريع على موضوع وقف اطلاق النار مع انصار الله بالموافقة الفورية مما احدث رجة وزلزالا في اطار التحرك السياسي في الشرق الاوسط وقد شعر الاسرائيليون في حكومة نتنياهو ان هذه الخطوة هي كمن تلقى صفعة على وجهه اذ ان الحوثيون نجحوا في صد ما تقوم به الولايات المتحدة من غارات متتالية على اليمن فصل فصلا كاملا عن ربط ذلك بالدفاع عن اسرائيل اذ ان وقف الاطلاق على السفن تركز على السفن الامريكية مقابل وقف الغارات الامريكية على اليمن وعلى ميناء الحديدة تحديدا ومطار صنعاء والمصانع والكهرباء وهنا تبادرت افكار للرئيس ترامب في نفس الجلسة التي اعلن فيها وقف اطلاق النار على اليمن الوقف الفوري لقد كان مخططا له ان لا يزور اسرائيل ونشر اكثر من مرة انه ترك لنتنياهو ضوءا اخضر ليفعل ما يريد وينفذ خططه التي وضعها بشأن قطاع غزة والجميع يعلم ان الكابينت الاسرائيلي اتخذ قرارا بتوسيع العملية العسكرية لمزيد من قتل الاطفال والنساء وتدمير خيم النازحين تحت عنوان مناطق آمنة من اجل قصفهم بالمدفعية وقتلهم كون الخيم لا تستطيع ان تحميهم لا من حر ولا من برد ولا من رصاص وحتما ولا من قنابل .
وتباحث بسرعة ترامب مع وزراء ومستشارين كانوا موجودين لديه في البيت الابيض وقرر بناء على الحديث ان يغير برنامجه ليشمل زيارة لاسرائيل بعد ان كان قد اعلن انه لن يزور اسرائيل لانه كان يريد ان يبقي تلك الزيارة خاصة بالدول العربية من اجل بحث موضوع التطبيع بين هذه الدول وبين اسرائيل …
والآن اصبح موضوع توزيع المساعدات الانسانية الغذائية والدوائية والوقود وماء الشرب والاجهزة الطبية الناقصة والتي سرقت من قبل الجيش الاسرائيلي والاجهزة اللازمة للقيام بعمليات صعبة دون هذه الاجهزة لا يمكن القيام بها وكذلك سيسعى لإرسال بعض البيوت الجاهزة على الاقل لتكون مستشفيات مؤقتة واقر الموجودون ان هذا التوزيع كما ذكرنا سابقا سوف يعرض على الاسرائيليين من زاوية ان تكون الولايات المتحدة هي المشرفة سواء بتلك الاجهزة الشبيهة بالصليب الاحمر او الامم المتحدة واجهزتها ووكالاتها المتخصصة في انعاش الاطفال ومساعدتهم ومعالجة سوء التغذية واللقاحات والادوية اللازمة …
الكاوبوي الاميركي يأتي للشرق الاوسط على حصان مزين بالدولار يأتي باغراءات وضغوطات يريد ان يخرج من الشرق الاوسط بانتصارات لكن هذه المرة يذهب ترامب الى الشرق الاوسط حاملا   انتصارا كاملا بجيبه اليسار وربما حاملا انتصارا او شبه انتصار آخر بجيبه اليمنى فقد أمن من خلال ما نشر حول نتائج دورات البحث والتباحث والنقاش والتفاوض غير المباشر مع ايران كلها كانت نتائج ايجابية وايجابية جدا حسب تصريح الطرفين ولا شك ان الذي لعب دور الوساطة الاخوة في عمان ما زالوا هم يلعبون دور الوساطات في النواحي الاخرى التي تحدثنا عنها والتي تتعلق بفتح بوابات غزة وفك الحصار عنها لان فك الحصار عن غزة سوف يعني بالنسبة لانصار الله ان شرطهم قد لبي وان الحصار على قطاع غزة قد رفع والا سيبقى حصارهم الجوي على اسرائيل كما بدأ وسيستمر ويتصاعد .
كاتب وسياسي فلسطيني