السفير منجد صالح: ليبيا ليست موطناً للفلسطينيين، يا ترامب

السفير منجد صالح
في يومٍ من الايام، زمن معمر القذافي في “جماهيريّته العظمى، لملم القذافي الفلسطينيين المتواجدين للعمل على الاراضي الليبية ورماهم في الصحراء على حدوده مع مصر،
وعندما سُئل عن هذه الفعلة، اجاب ببساطة:
“انه يمارس حق العودة للفلسطينيين، وانه رماهم على الحدود المصرية، كي يقطعوا حدودا وراء حدودٍ، حتى يصلوا إلى فلسطين ويعودوا اليها، ويمكن ان يسمي الدولة حينها “اسراطين”!!!،
فنون وجنون القذافي في حينه،
أمّا القذافي الجديد، الذي يضع على وسطه، حزامه، مسدس الكاوبوي، فانه يريد ان يقوم بحركة عكسية، يريد ان يُلملم سكان قطاع غزة وان يرميهم في ليبيا، شاسعة الاراضي، “فنون وجنون ترامب”،
ما فتئ ترامب في هذه الايام يعزف على الربابة والغيتار والاورغ لحن “ان الغزيين يعيشون حياة بائسة، وانه حان الوقت كي يعيشوا حياة افضل، ليس بايقاف حرب الابادة المشارك بها وبلاده، لكن بتجريد سكان القطاع من جلودهم الفلسطينية الآسيوية الكنعانية، والباسهم جلودا افريقية”،
لعبة مكشوفة مجرمة انانيّة متغطرسة، يعتقد من خلالها ترامب ان الشعب الفلسطيني حجار شطرنج يُحركها على هواه وكما يريد على رقعة هذه البسيطة، فمرّة يريد ارسال الغزيين إلى اندونيسيا، ومرّة إلى الصومال، ومرّة إلى سوريّا، والآن إلى ليبيا،!!!،
يا ترامب يا ابن ام ترامب، كما يقول الاخوة المصريّون،
الشعب الفلسطيني في غزّة لديه ارض واحدة وحيدة هي غزّة، مدمّرة او سليمة أو على وشك ان يبتلعها البحر، كما كان يتمنى رابين،
الغزيّون يحبّون اسماك بحر قطاع غزة بالدقّة الحارّة، وليس لهم علاقة لا مع سلمون فنلندا ولا مع اسماك درنة وطرابلس وبنغازي،
الشعب الفلسطيني في غزة يعشق تراب ورمال وطنه، ولا يريد اي اقتراحات عقارية من طرفك، لا في اندونيسيا ولا في ليبيا، فلماذا “لا تخيط بغير هيك مسلّة”!!!”،
“لبيتٌ تخفق الارواح فيه، احبّ إليّ من قصر منيفِ،
ولبس عباءة وتقرّ عيني، احبّ إليّ من لبس الشفوفِ،
واكلُ كسيرة في كسر بيتي، أحبّ إليّ من اكل الرغيف، …”
فهل تفهم هذا يا ترامب؟؟؟!!!.
كاتب ودبلوماسي فلسطيني