د. خالد زغريت: صرخة العرب: عفواً، نحتاج إلى الحديث

د. خالد زغريت
طلع الصباح.. الديك صاح: أجّر شهريار شهرازاد للزعّار ألف ليلة و ليلة على شرف نقابة أشراف اليسار
آخر الأخبار يا صاحبي أن البعير طار والنيل شرب ماءه الفار
و العرب ترقص بعد أن صار ، سور الصين العظيم قابلا للاستئجار
يستأجره العرب لقلة ما عندهم من أحجار
آخر الأخبار يا صاحبي أن المثل: إذا جنّ قومك فعقلك لا ينفعك حقيقة صار
آخر الأخبار أن دولة إهليلجية شقيقة ،والشقيق يبيع شقيقه وإن كان سابع جار
أجرت نفسها تسع وتسعين سنة مخيماً للروس
حتى يتدربوا على ركب الخيل الخرس ويحولوا سماءنا إلى ترس
لعل طولهم يمط ويصير بالأمتار، ويشرب غوغارين وعباس بن فرناس الفودكا على الأقمار
والقائد التاريخي يؤجّر الأوطان أرضاً وهوية وشعباً، ليحمي فيها عرزال ناطور على نفسه جار
يا زمان الوصل في الأندلس ما أطيب التخنس،والنوم في الغار
ولم يكن هذا القائد الأول ولا الآخر و الأخير الذي يؤجّر الوطن مثل بار
فشقيقه الذي للدار كان الجار ، قبله على كرسيه غار
فأجّر للأتراك خوراً من الفخار، بعد أن شقيقه فرض على موج بحره الحصار
و استكرى الأمريكان مشاع الأقداس لكن الأمريكان صرّوا نصف مليار المليار
و ما حموا مشاع أولياء العروش من نظرة نساء كلها احتقار
شقّ الأخوة الصغار عصا طاعة الكبار، ونافسوهم ببازار الاستئجار
والحاكم بلعنة الأقدار يرى أن شعبه وأرضه بحاجة ماسة للإبر الصينية يخشى عليهم حَوَل الهوية.
و يخاف على الجزر الوطنية من الفرار
بربك يا صاحبي سواء قلبك فيه قبة للأخيار
أو هيكلاً للأحبار أو مزاراً للشهداء الذين عجزوا عن إثبات نسبهم للأبرار
إذا كان أعراب التاريخ جعلوا من شوارب الأنصار طبلاً و من نساء المهاجرين المزمار
كيف تعتب على أبي زلومة
وهو أصالة لا نيابة من بُدون المناصب ألا يؤجّر شرفه و يصير للعرض والأرض أكبر سمسار
ليكون ممسحة أحذية الذين أفسدوا الزمان و العطار
كيف تلوم عنزة جرباء أن تحك بالأخضر واليابس جربها لكي يجرب كل برسيم طار من عينها التي لا يشبعها الغبار
كيف تلوم شيخ الزعار،ألا يصبح مجنوناً هائماً وراء ظل عصفور من يده طار
وكان كوة رزق للعهر و الدولار
كان دكان كل سوءة و ولكل رزيلة شيخ كار
و الكشتبان الصندوق الأسود للاستثمار
كيف تلوم الذي لم يكن أكثر من سلة مهملات لضاربة ودع تحلّ كل زنّار
لتغطي بالجبة مقعداً عراؤه من دون ظلها عورة،لا عراؤها العار
آخر الأخبار يا صاحبي أصحاب الكرامات الطويلة حتى خليج الخنازير التي ترقص على الزار
قرروا أن يصنعوا حبلاً للبراء و الولاء من لحاهم وينتفوا شعر الممثلات ولو كانت مصكوكة على الدينار
ويربطوا بهذا الحبل سور الصين العظيم ويجروه .. فيجعلوه لأمة أخرجت من الأرض الأسوار
لكن هل تعرف يا صاحبي أخشى والخشية ليست بعار
أن يفتتوا السور العظيم لأسوار
فما اعتاد العرب أن يضعوا يديهم على مقدس إلا أجّروه للأحبار
ولا رأوا شيئاً موحداً حتى لو كان زرقة سماء أو ملح بحار
إلا فتتوه و في كل سبيل مشرداً صار
على أيدهم الأزرق صار بلون القار، و المحرمات صوراً على الدينار
لا تقل كان.. قل ماذا صار
آه يا صاحبي وألف آه أجّروا أمة بلحمها ، ودمها
و أنت تسألني هل مجلة العربي شملها الاستثمار.. وسروال زنوبيا أكان ملحقاً بالإيجار
آه يا صاحبي من عادة العرب تأجير الرسن مع الحمار
آه يا صاحبي ما إن طلع الصباح وانتهى الكلام المباح
حتى الديك صاح :أجّر شهريار شهرزاد ألف ليلة وليلة للزعار
و شرع العربان على ظلالهم بالنباح
يا محملين العنب وفوق العنب تفاح
قولوا لمن يسأل عن الأعراب الديك صاح
نصفهم يفرش سجاجيد من ظل الأشباح
و نصفهم يبيع في الصين التفاح
تعرفهم من جعجعة في الصياح
يا محملين العنب مع العنب تفاح
العرب باح يا باح