أ.د. جاسم يونس الحريري: أوجه تحذيرًا ليافاين، إذا استخدمت إسرائيل القنابل النووية ضد غزة، ستجد نفسها تحت الأرض.

أ.د. جاسم يونس الحريري
أنا لاأتفاجأ أبدا بكل أمريكي متصهين يؤيد “اسرائيل”ويدفعها لارتكاب المزيد من جرائم “الجيونسايد”اي الابادة الجماعية للفلسطينيين في قطاع غزة هذه الحالة شعرت بها وانا اقرا بغضب تصريح “رندي فاين” من الحزب الجمهوري الذي طالب بقصف قطاع غزة بقنبلة نووية، ردا على مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن، هذا النائب الامريكي الحاقد وخلال مقابلة مع قناة “فوكس” الأميركية قال وهو النائب عن ولاية “فلوريدا” في منشور على حسابه بمنصة “إكس” -حيث عرّف بنفسه بأنه “يهودي صهيوني ويفتخر”- “لم نتفاوض على استسلام مع اليابانيين، قصفناهم بالسلاح النووي مرتين للحصول على استسلام غير مشروط، يجب أن نفعل الشيء نفسه هنا، فأميركا وإسرائيل لن تختلفا يوما على إبادة الفلسطينيين”.
وليس فاين أول من دعا إلى ضرب غزة بالسلاح النووي، فقد سبقه آخرون، بينهم السيناتور الجمهوري “ليندسي غراهام” الذي قارن العدوان على قطاع غزة بقرار الولايات المتحدة إسقاط قنابل ذرية على اليابان في الحرب العالمية الثانية. وقال غراهام “عندما واجهنا الدمار كأمة بعد هجوم بيرل هاربور وقاتلنا الألمان واليابانيين قررنا إنهاء الحرب بقصف هيروشيما وناغازاكي بالأسلحة النووية، وكان هذا هو القرار الصحيح”.
وفي “إسرائيل” أيضا، دعا متطرفون كثر -بينهم وزير شؤون القدس والتراث الإسرائيلي “عميحاي إلياهو”- مطلع عام2024 إلى إسقاط سلاح نووي على قطاع غزة. أن هذه الأسلحة “تظل في إطار الردع ولا تملك سياسيا جرأة استخدامها في هذه الحرب، لأن مجرد قيام “إسرائيل” بذلك يعني انطلاق شرارة حرب نووية واسعة النطاق تدخل فيها دول متعاطفة مع القضية الفلسطينية مثل إيران التي يمكنها تصنيع قنبلة نووية في غضون 12 يوما، وباكستان وكوريا الشمالية اللتان تملكان بالفعل قنبلة نووية، وإذا انفجر الوضع فقد تنضم روسيا والصين اللتان تملكانها أيضا، وقد سبق أن تحدثت روسيا إبان الحرب مع أوكرانيا عن استخدام الأسلحة النووية التكتيكية”.
الامر الاخر الذي اريد ان اذكر المجرم فاين ماذكرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أن صاروخا يرجح إطلاقه من جانب حركة حماس خلال هجومها المفاجئ في السابع من أكتوبر 2023”طوفان الاقصى”، قد ضرب قاعدة عسكرية إسرائيلية، يُعتقد أن عددا من الصواريخ ذات القدرات النووية موجودة فيها، أثيرت تساؤلات حول إمكانية تعرض هذه القدرات النووية للخطر عند سقوط صواريخ عليها بسبب قدرتها التدميرية العالية.واريد ان اذكره أيضا بما قالته “جيلي كوهين” المراسلة السياسية الاسرائيلية التي رأت أن “إلقاء قنبلة ذرية في مكان جغرافي كهذا ستصيب مواطني إسرائيل أيضاً بنفس المقدار الذي ستصيب به مواطني القطاع”، وبخصوص هذه النقطة، لا بدّ من التذكير أن القنبلة التي رمتها الولايات المتحدة على هيروشيما طاول دمارها عشرة كيلومترات مربعة في محيط المدينة، ومساحة هيروشيما أكثر من ضعفي مساحة قطاع غزة. المجرم فاين مع المجرم نتنياهو ومعه حكومته المتطرفة يريد أن يهدد كل المنطقة بالقنبلة النووية اعتقادا أن ذلك سوف يردع الجميع، رغم أن القنابل النووية الإسرائيلية وهى موجودة منذ عقود لم تردع الفلسطينيين حتى حينما تأكدوا أن “إسرائيل” لديها برنامج نووى ورءوس نووية، أو قبل ذلك.
والمؤكد أن المقاومة البطولية لسكان غزة ضد العدوان الوحشى دليل على أن الفلسطينيين لا يخشون قنابل “إسرائيل” النووية أو العادية.واذا تم قصف غزة بالقنابل النووية “لاسامح الله”فأن “اسرائيل”ستكون وفق المعطيات السابقة تحت الارض لامحالة.
بروفيسور العلوم السياسية والعلاقات الدولية
[email protected]