آية محمود رزق: تقليد الجنس المعاكس

آية محمود رزق: تقليد الجنس المعاكس

 

آية محمود رزق
عبث بالفطرة ومخالفة لشرع الله
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
في زمنٍ طغت فيه الفتن، وتغيّرت فيه الفطر، أصبحنا نرى مشاهد كانت في السابق تُستنكر بالفطرة، قبل أن تُستنكر بالشرع. ومن بين هذه المشاهد: ظهور رجال بزي النساء، ومظهر النساء، وهيئة النساء، لا حياء ولا خجل، بل على مرأى الناس، وعلى منصات التواصل، بل وتحت راية “الحرية والتعبير”!
فما هو حكم هذا الفعل؟ ولماذا يُعد من أخطر الانحرافات التي تهدد المجتمعات؟
أولًا: تحريم التشبه بالجنس الآخر في الإسلام
لقد حسم النبي ﷺ هذه المسألة منذ أكثر من 1400 عام حين قال:
“لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال”
(رواه البخاري)
وهذا اللعن – وهو الطرد من رحمة الله – ليس قولًا هينًا، بل هو وعيد شديد يدل على خطورة الفعل.
ولم يكن هذا الحكم مرتبطًا فقط باللباس، بل يشمل الهيئة، والمشية، والكلام، والتصرفات، وكل ما فيه تشبه ظاهر أو باطن.
ثانيًا: الفطرة لا تتغير.. ومن حاول كسرها تحطّم
قال تعالى:
“فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ”
(الروم: 30)
التشبه بالجنس الآخر هو تعدٍّ على فطرة الله، وخلل نفسي وأخلاقي.
فالله خلق الرجل رجلاً بخصائصه الجسدية والنفسية، وخلق المرأة بأنوثتها وحيائها ورقتها، وجعل في اختلافهما تكاملاً لا تصادماً.
ثالثًا: خطورة المجاهرة بهذا الانحراف
أخطر ما في هذه الظاهرة ليس الفعل وحده، بل التفاخر والمجاهرة به!
قال ﷺ:
“كل أمتي معافى إلا المجاهرين…”
(رواه البخاري ومسلم)
والمجاهرة هنا ليست فقط بالتفاخر، بل أيضًا بإفساد غيرك، ونشر الفتنة بين الناس، وخاصةً الشباب والصغار الذين يتأثرون بما يرونه على الإنترنت.
فكل من يرى هذا المشهد ويُفتن به، ويقلد، أو ينكسر في داخله ميزان الفطرة – فعليك من وزره!
رابعًا: هل هذا حرية؟ أم شذوذ وانحدار؟
يروّج البعض لهذا السلوك على أنه “حرية شخصية”، ولكن الحرية لا تعني أن تعتدي على دين الله، وتكسر ثوابت المجتمع، وتُفسد في الأرض باسم الفن أو الموضة.
بل قال الله عز وجل:
“إنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ”
(النور: 19)
الحرية حين تهدم الأخلاق وتطمس الرجولة وتخدش الحياء، تصبح فجورًا لا حرية.
النداء الأخير: إلى من غيّر هيئته، ولبس ما ليس له
يا من ظهرت في هيئة النساء، وتباهيت بمكياجك وثوبك، وتحدّيت أوامر الله علنًا:
إنّ جسدك هذا، وزينتك هذه، ستقف بها أمام الله وحدك، لا جمهور، لا لايكات، لا شهرة.
تب إلى الله، قبل أن يُقال لك يوم القيامة:
اخسئوا فيها ولا تكلمون”
(المؤمنون: 108)
عد إلى رجولتك، فهي شرفك وقيمتك ومكانتك.
ولا تكن أداة لهدم الفطرة، وسُلمًا لأعداء الدين لتطبيع الفساد.
وأخيرًا: الدعوة لا تكون بالسباب، بل بالرحمة
نحن لا نسب ولا نشتم، لكننا نحذر ونخاف على من ضل.
ندعوهم للهداية، ونسأل الله أن يفتح على قلوبهم، فالتوبة مفتوحة، والباب لا يُغلق إلا بالموت.
 “قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله”
(الزمر: 53)