“الخاسر الجميل” والعلاج بالموسيقى

“الخاسر الجميل” والعلاج بالموسيقى

الخاسر في كرة القدم، هو خاسر، يجرد من النقاط وأحياناً من الكبرياء، فكيف يكون هذا الخاسر جميلاً؟، وكيف يكون الرابح أحياناً قبيحاً، وهو الذي جلب كل النقاط الممكنة لحقيبته؟

طويلاً لُقب نادي أرسنال الإنجليزي، بـ«الخاسر الجميل»، كناية على أن «المدفعجية» يقدمون كرة قدم جميلة، لكنها في النهاية لا تقود أبداً إلى منصات التتويج، ومنذ أن غادر مركب الأحلام أرسين فينجر، الفرنسي الذي أحدث ثورة في معيش هذا الفريق اللندني، شرد النادي اللندني كثيراً، وما كان يأتي بالنهايات السعيدة في كل قصصه التي كان يحكيها على مسمع من «البريميرليج» وكل البطولات الأوروبية، كان أرسنال يجيد لحد كبير وبإبداع متفرد، صنعة المقدمات الجميلة، لكنه كان أبعد ما يكون قدرة على أن يأتي بالخواتيم السعيدة، ولذلك علاقة بالعقلية «الهشة» التي كان عليها الفريق.

بمجيء الإسباني ميكيل أرتيتا الذي ارتوى من نبع بيب جوارديولا الفلسفي، ورافقه لثلاثة مواسم في «مملكة السيتيزن»، سيتم تصميم جلباب جديد للفريق اللندني، لم تكن السنتان الأوليان بالمستوى الذي انتظره عشاق «المدفعجية»، لكن ما جاء بعد ذلك كان دالاً على الثقافة التكتيكية التي تشبع بها لاعبو أرسنال، أو ما يصطلح عليه في الإعلام الإنجليزي بـ «طريقة أرتيتا»، ونجح أرسنال في خطف ثلاثة ألقاب محلية، غير درع الدوري الإنجليزي الذي ينهيه أرسنال هذا العام للمرة الثالثة توالياً وصيفاً للبطل، حسم التفاصيل الصغيرة بشكل أفضل من أرسنال.

لكن ما يجعلنا اليوم نجزم بأن «المدفعجية» تقدموا بقوة نحو مربع الأقوياء، وصولهم إلى الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا، بعد أن أطاحوا بحامل اللقب ريال مدريد بالفوز عليه ذهاباً وإياباً، ولا خلاف على أن أرسنال وسط كل فرق المربع الذهبي لدوري الأبطال، يبدو الأكثر قدرة على أن يذهب إلى أبعد مدى، ولما لا يكون هو البطل.

غير التشكيلات التكتيكية الجذابة والمثمرة للمدرب أرتيتا، والتي اقتبس كثيراً منها من معلمه جوارديولا، صنع أرتيتا لنفسه ابتكارات، كان منها إبداع «العلاج بالموسيقى» في الحصص التدريبية التي تجعل اللاعبين يقبلون على حصصهم بروح مرحة ومتحفزة بل ومسترخية أيضاً، ثم التعاقد مع مدرب متخصص في الضربات الثابتة، وقد أنتج ذلك فورة أهداف من كرات متوقفة، إلا أن أطرف ما أقدم عليه أرتيتا عند التحضير لهذا الموسم، أنه جلب لصوصاً متخصصين في سرقة المحافظ والهواتف، ونجحوا في انتشال هواتف اللاعبين، والهدف طبعاً هو أن يشعر اللاعبين بضرورة الحفاظ على تركيزهم بلا هوادة ومن دون انقطاع.

وهذا التركيز على كل التفاصيل والجزئيات لحسمها، هو ما يحتاجه أرسنال عندما يلاقي باريس سان جيرمان في مواجهتين ناريتين من أجل مقعد في النهائي الحلم بأليانز أرينا.

نقلاً عن الاتحاد الإماراتية