رجال فى حياة «الكوميديان الطيــب» سليمان عيد

رجال فى حياة «الكوميديان الطيــب» سليمان عيد

الزعيم عادل إمام وجد له مخرجاً مـن هموم الأقساط

رحل عن عالمنا بشكل مفاجئ الفنان الطيب سليمان عيد، إثر أزمة قلبية مفاجئة يوم الجمعة 18 أبريل 2025، عن عمر ناهز الـ63، تاركا إرثا فنيا كبيرا وسيرة عطرة ومحبة كبيرة من كل النجوم الذين تعامل معهم طول مشواره الفنى الكبير..

فى هذه السطور نلقى نظرة على علاقة سليمان بعدد من الفنانين ودورهم فى مسيرته

الزعيم

علاقة سليمان عيد بالزعيم عادل إمام بدأت بشكل غريب، ومختلف، إذ كان يعمل فى مسرحية «جوز ولوز» مع الفنان الكبير أحمد بدير، وتوقفت المسرحية لأسباب مختلفة، وكان سليمان ملتزما فى هذا الوقت بدفع أقساط كبيرة عليه، وحكى “عيد” القصة للفنان محمود البزاوى، الذى أخبره بأنه سيذهب للبروفة “الجنرال” لمسرحية “الزعيم”، فى مسرح الهرم، وقال له “تعالى معايا”، وحينما رأى “عيد” الزعيم عادل إمام فى الكواليس حكى له قصته، وقصة المسرحية التى توقفت فجأة، حينها أوصى “الزعيم” الإنتاج “بأن يوقعوا معه عقدا وقال لهم “مضوا سليمان عيد”، وقبلها سأله: كنت بتاخد كام فى الشهر فى مسرحية “جوز ولوز”؟ فرد عليه “عيد” قائلا “400 جنيه” شهريا، فالزعيم، قال للإنتاج ” مضوه بـ1500 فى الشهر لمدة 5 سنوات.

 كريم محمود عبد العزيز

العلاقة بين كريم محمود عبدالعزيز والفنان الراحل سليمان عيد كانت مختلفة جدا، بل يعد سليمان من أقرب الناس لـ”كريم”، حيث جمعتهما فيديوهات التيك توك، ثم الجيرة، ثم الصداقة.

حكى سليمان أن علاقته بـ”كريم” بدأت منذ أن كان الثانى طفلا، حينما رآه لأول مرة كممثل وهو طفل فى فيلم “الناظر”، وكان “سليمان” يلعب دور سكرتير المدرسة، بينما “كريم” كان أحد الطلاب فى المدرسة.

ثم تطورت العلاقة بينهما فى مكتب المنتح أحمد السبكي، أثناء تحضيرات أحد الأفلام، وبعد ذلك التقيا فى مكتب محمد إمام فى الشيخ زايد، واقترح وقتها “كريم” على سليمان أن يقوم بتصويره، لأنه كان يرغب فى ممارسة الإخراج الذى تعلمه فى أمريكا قبل أن تأخذه نداهة التمثيل، المهم أخرج كريم فيديوهات لسليمان بمفرده، لأغان مثل “قدام مرايتها” التى غناها سليمان على طريقة عمرو دياب، وأغنية أخرى، إلى أن طلب سليمان من كريم عبدالعزيز أن يظهر معه فى هذه الفيديوهات، وبالفعل كان ظهورهما الأول المشترك من خلال أغنية “صفر المية.. الحالة ضنك”، وهذا الفيديو الذى انتشر كالنار فى الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديدا موقع التيك توك، وقال سليمان إن حسابه على “التيك توك” لم يكن تجاوز الـ30 ألفا، لكن بعد هذا الفيديو تخطى المليون فى أقل من 24 ساعة تقريبا، وكذلك كريم عبدالعزيز حسابه تخطى الـ30 مليونا، ثم توالت الفيديوهات، والصداقة تطورت، ثم أصبح جارين فى حى الشيخ زايد.

 أحمد السقا

من الحكايات التى لا يعرفها أحد أن النجم الكبير أحمد السقا أنقذ سليمان عيد من الغرق فى بحر أبوقير بالإسكندرية، حيث حكى السقا أن سليمان كان بصحبته هو ومحمود عبدالمغنى وطلب منهما العوم فى بحر أبوقير صباحا، وطلب من السقا، أن يأخذه لمكان فى البحر، ثم يعود للشاطئ “عوم”، السقا سأله “أنت متأكد يا سليمان هتقدر تيجى لوحدك عوم؟”، وبالفعل ألقى السقا به فى البحر ولم يظهر، وهذا ما أثار القلق فى قلب السقا، فما كان منه سوى النزول، للإتيان بعيد الذى لولا وجود السقا لمات غرقا.

الحكايات والكوارث التى بين “السقا” و”سليمان” لم تنته إلا برحيله، دائما ما يدبر له السقا المقالب، ففى إحدى المرات اتصل به وأخبره بأنه تعرض لوعكة صحية كبيرة وهو متواجد بأحد الفنادق الكبرى فى القاهرة، ذهب له سليمان مسرعا لمحاولة إنقاذه، ودخل الفندق وحاول دخول “السويت” الذى أعطاه السقا رقمه، ففوجئ بـ”بودى جارد” يدفعه ويمنعه من الدخول، واكتشف بعد ذلك “عيد” أن هذا “السويت” لمسئول كبير من إحدى الدول العربية، وكاد هذا التصرف يحدث أزمة دبلوماسية كبيرة، وحينما اتصل بـ”السقا” ليخبره ضحك الأخير كثيرا وقال له إنه نزيل فى الفندق ذاته لكن فى أبوظبى.. هذا الموقف، جعل سليمان يتخذ قرارا بعدم التعامل مع السقا مجددا، إلا أن السقا جعل والدته “الحاجة نادية” تتدخل للصلح بينه وبين سليمان.

 قصة زواجه بـ”أم عبد الرحمن”

من القصص الطريفة فى حياة الكوميديان الطيب سليمان عيد تبرز قصة زواجه، وهى قصة غير معروفة، بدأت فى مكتب محام زميل له.. فى البداية كان سليمان طرق أبوابا عدة للزواج سواء من خلال الصالونات أو الأصدقاء، إلا أن كل الطرق باءت بالفشل، المهم كان موجودا بالصدفة فى مكتب هذا المحامى فرآها لأول مرة وكانت بصحبة والدها يستعدان لتسجيل قطعة أرض اشتراها والدها لتوه.. لسبب ما، قال سليمان فى نفسه “أنا هاتجوز البنت دى”، المهم تجاوز هذا الأمر وكان فى جيبه وقتها 50 جنيها.. يقول سليمان “اشتريت بدلة وبعض الحلويات وذهبت لزيارتها فى منزلها بعد أن تعارفا فى مكتب المحامى”.

يعترف سليمان بأنه بعد قراءة الفاتحة اتصل به أحد المنتجين الفنيين ليخبره بحاجته له فى عمل درامى، بمبلغ كبير، ثم عمل فيلم فى السينما. يقول عنها سليمان “وش الخير” لأنه عمل فى حوالى 88 فيلما سينمائيا بعدها، وكانت فترة نشاط فنى كبير بعد ارتباطه بزوجته وأم ابنه عبدالرحمن.

سليمان عيد بدأ حياته الفنية فى أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، ثم بدأ يلمع بعد دوره فى فيلم “الإرهاب والكباب” الذى كان بمثابة انطلاقة كبيرة فى أدواره بعد ذلك، حيث اشترك فى أعمال كبيرة مثل “طيور الظلام”، و”النوم فى العسل” مع الزعيم، بخلاف مسرحيته التى تحمل الاسم ذاته، كما اشترك فى العديد من المسلسلات التليفزيونية والإذاعية والمسرحية، ووصل مجمل أعماله لـ300 عمل فنى ما بين السينما والتليفزيون والمسرح والإذاعة.