وول ستريت.. خسائر ضخمة على خلفية سياسات ترامب

تصريح أو ربما تدوينة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قادرة على إرباك وول ستريت وتبخر تريليونات الدولارات من القيمة السوقية للشركات المتداولة في سوق المال الأهم في العالم.
بورصة نيويورك واجهت موجة ذعر.. بمجرد إعلان ترامب عن تعريفات جمركية على كافة شركاء بلاده التجاريين في الثاني من أبريل الماضي والذي أطلق عليه يوم النصر هوت القيمة السوقية للأسهم الأمريكية بنحو 6.6 تريليونات دولار على مدى يومين فقط. وسجلت المؤشرات الرئيسة خسائر قياسية وسط تصاعد المخاوف من حرب تجارية كبرى وركود اقتصادي عالمي محتمل.
تزامنا.. ارتفاع مقياس الخوف إلى اعلى مستوي منذ جائحة كورونا في إشارة إلى قد ارتفاع حالة عدم اليقين في الأسواق.
وفي إطار سياساته “لنجعل أمريكا عظيمة مجددا”، تجاهل ترامب القواعد التي حكمت التجارة الدولية، بل والنظام العالمي لعقود وكانت النتيجة تقلبات سوقية غير مسبوقة، وتضرر ثقة المستثمرين في الأصول الأمريكية بشكل كبير ليلامس مؤشر ستاندرد آند بورز 500 القوي منطقة سوق هبوطية ويتراجع الدولار نحو أدنى مستوياته في أربع سنوات.
سندات الخزانة الأمريكية وهي ركيزة النظام المالي العالمي تعاني من واحدة من أسوأ عمليات البيع التي شهدتها منذ عقود على وقع سياسات ترامب الجمركية.
وبعد أشهر معدودة من عودته إلي البيت الأبيض، سحب المستثمرون العالميون أموالهم من سوق الأسهم الأمريكية بمعدلات غير مسبوقة تقريبا بعد فقدان القدرة على التنبؤ بالخطوة التالية لإدارة ترامب.
فايننشال تايمز قالت أن وول ستريت أساءت فهم تصريحات دونالد ترامب، على ما يبدو إذ رصدت تغير في وجهات نظر عمالقة الأعمال وشركات الاستشارات والبنوك في وول ستريت بعد عودته ثانية للبيت الأبيض، وبدا أن تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية متبادلة على أي دولة خلال خطاب تنصيبه لم تكن متصورة بهذا الشكل.
هجوم الرئيس الأمريكي الحاد على رئيس الفيدرالي جيروم باول، عبر منصة “تروث سوشال”، أحدثت هزة عنيفة في أروقة “وول ستريت” .. وتسببت في خسائر تقارب تريليون ونصف التريليون دولار من القيمة السوقية للأسهم في عدة ساعات.
الخلاف بين بايدن وباول ليس جديدا لكنه جاء لاذعا وغير مسبوق، إذ طالب ترامب رئيس الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بشكل فوري، بل ذهب إلى أبعد من ذلك بمطالبته بالاستقالة من منصبه.
أسواق المال عامة ذات حساسية كبيرة للأحداث وتشير التقديرات إلى ان سياسات ترامب كلفت الأسواق العالمية خسائر فادحة تقدر بنحو 15 تريليون دولار.