أيمن عدلي: ماسبيرو والذاكرة والتفاؤل.. الإعلام الوطني كحماية للدولة

هناك اهتمام كبير بالمبنى كإحدى قوى مصر الناعمة
«كنوز الوطن» توثيق للأجيال القادمة.. وأحلم بأن أصل إلى 1000 حوار
الإعلام الجديد لا يلغى القديم.. والتليفزيون المصرى هو القيمة
أحمد المسلمانى أعاد لماسبيرو هيبته وجعل الثقافة أولوية
أتشرف بأننى أحد أبناء الوطنية للإعلام وسأظل صاحب رسالة حتى آخر يوم فى عمرى
الإعلامى أيمن عدلى.. رئيس لجنة التدريب والتثقيف بنقابة الإعلاميين، وابن قطاع الأخبار بالتليفزيون المصرى منذ علم 2005.. موهوب فى مجالات الإعلام المختلفة، ومخلص فيما يقدمه من دعم الدولة الوطنية المصرية.. يعمل على التدريب والتثقيف بنقابة الإعلاميين، ويدعو لتدريب الشباب، والتدريس الشامل لمفاهيم الإعلام والأمن القومى، بعدد من الكليات والأكاديميات الإعلامية والشرطية والعسكرية.. اتساقا مع موضوعه البحثى فى الماجستير والموضوع الذى يلحقه فى الدكتوراه.
عدلى آمن بضرورة أن تصبح هذه الرؤية متاحة للمجتمع ككل، ليس فى إطار التدريس فقط، ولكن ليمتد ذلك إلى فضاء الثقافة العامة، فأسس “صالون الإعلام” بمكتبة مصر العامة الذى يناقش فى ندوة شهرية أهمية ملفات وقضايا الإعلام وعلاقته برؤية الدولة وتحدياتها.. كما قدم برنامجه “كنوز الوطن” ليتناول بالحوار المطول مسيرة حياة شخصيات وطنية كبرى فى مصر لتقديمها للأجيال كقدوة ونموذج خلاق، وبالعنوان ذاته يقدم عموداً أسبوعيا فى جريدة الوفد، إضافة لعموده “تأملات وطنية” بجريدة الجمهورية وعدد من الجرائد والصحف المصرية والمواقع الإلكترونية التى يناقش خلالها أبرز القضايا بشكل عميق.
كيف بدأت حكايتك مع ماسبيرو؟
بدأت العمل فى ماسبيرو كمحرر فى إدارة النشرات العربى بقطاع الأخبار، كنت شغوفًا بالإعلام منذ صغرى، وكان والدى دائماً يحدثنى عن عمالقة ماسبيرو، مثل أحمد سمير ومحمود سلطان وطارق حبيب وغيرهم من جيل العظماء. التحقت بقطاع الأخبار، وهناك تتلمذت على يد أساتذة آكفاء مثل صلاح الدين مصطف وإبراهيم الصياد وعادل نور الدين ومجدى غريب ورجب عيسى ومصطفى شحاتة، وشعرت منذ اللحظة الأولى بأننى فى محراب إعلامى عريق، وأن الرسالة التى أحملها ليست مجرد وظيفة، بل مسئولية وطنية.
وكيف جاء تقديمك لبرنامجك “كنوز الوطن”؟
عملت بداية بقناة “صوت الشعب”، ثم مديراً لتحرير برنامج “صباح الخير يا مصر” لأكثر من 8 سنوات، وهى من أهم فترات حياتى المهنية، تعلمت خلالها الانضباط وفن إدارة الحوار.. لاحقًا، قدمت برنامج “كنوز الوطن” على موقع “أخبار مصر”، التابع للهيئة الوطنية للإعلام، وبه أجريت أكثر من 700 حوار مع شخصيات وطنية وفكرية وثقافية فى مختلف المجالات من أصحاب الخبرات والنجاحات والمواقف الوطنية.
وما فكرة برنامج “كنوز الوطن” تحديداً؟
البرنامج مشروع وطنى وثقافى أعتز به جدًا، بدأته فى 2015، وأطمح أن أكون صاحب ألف حوار فى أرشيف ماسبيرو، وأعتبر كل حوار بمثابة وثيقة وطنية تنقل تجارب ونماذج مشرفة للأجيال الجديدة، حيث استضفت فيه قامات كبيرة مثل الدكتور مصطفى الفقى، والسفير عبدالرؤوف الريدي، والدكتور مفيد شهاب، والدكتور أحمد فتحى سرور، وطارق نور، وياسر رزق، وفاروق حسنى، ومحمد فايق، ورقية السادات، وعبلة الكحلاوى، وعبد المنعم عمارة، وياسمين الخيام، وسوزان حسن، وفهمى عمر، وصالح مهران، وعبد الوهاب قتاية، وغيرهم من مختلف الشخصيات المؤثرة، وكل حوار له معى مواقف وحكايات وتأثير كبير جداً من قصص الكفاح والاجتهاد والعمل الدؤوب. فهذه الحوارات بمثابة تجارب مهمة لكل شباب مصر، ونموذج فى الإصرار على النجاح والإبداع وخدمة الوطن، فهى حوارات لا تبحث عن الإثارة بل توثق التجارب وتنقل رسائل الأمل والانتماء.
كيف ترى محاولات تطوير ماسبيرو الآن وعودته؟
ما يحدث اليوم فى ماسبيرو مرتبط فى الأساس برؤية القيادة السياسية، والرئيس عبد الفتاح السيسى، بشأن أهمية الإعلام كإحدى الأدوات المهمة فى مواجهة التحديات التى تواجه الدولة المصرية، ويستخدم الإعلام كسلاح قوى بها، لذلك فإن هذه الرؤية تعمل على مجموعة من الأهداف، أهمها الحفاظ على هوية الوطن ومصالح الدولة العليا، ومن هنا جاء الاهتمام الرئاسى بعودة الريادة إلى ماسبيرو.. واليوم ونحن نحتفل بالعيد الـ91 لتأسيس الإذاعة المصرية، علينا أن نقرأ ما يحدث فى ماسبيرو قراءة واقعية، فالمتتبع لما يجرى فى هذا المبنى العريق سيجد أن هناك اهتماما رئاسيا كبيرا بماسبيرو كإحدى قوى مصر الناعمة، والقادر على قيادة المشهد الإعلامى، ليس فى مصر فقط وإنما فى المنطقة.
هذا الاهتمام ظهر بوضوح فى اختيار الكاتب أحمد المسلمانى رئيساً للهيئة الوطنية للإعلام، الذى بدأ منذ اليوم الأول لتوليه المسئولية إعادة الدور الريادى لماسبيرو، من خلال اختيار كفاءات تتولى المناصب، والعمل على تطوير البرامج، خاصة تلك التى تجابه التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وكل ذلك يصب فى صالح الهدف الأسمى، وهو العمل على عودة الريادة مرة أخرى إلى الإعلام الرسمي. فالرئيس السيسى يؤمن بأن الدولة القوية لا بد أن يكون خلفها إعلام قوى، يحمى مصالح المواطنين، ويعزز من قيم الولاء والانتماء، ويحافظ على النسيج المجتمعى.. إعلام يبنى ولا يهدم، يقف خلف القيادة السياسية ويشرح التحديات التى تواجه الدولة، ويقدم الحلول والمقترحات، وهو الأمر الذى يدركه جيداً الأستاذ أحمد المسلمانى، الذى يعرف جيداً قيمة ماسبيرو وقيمة رسالته، وقيمة العاملين به، فبدأ تنفيذ الرؤية الرئاسية.. ورغم مرور فترة قصيرة على توليه المسئولية فإن بصماته على التطوير بدأت تظهر للعيان، من خلال رصد ردود الفعل الشعبية على شكل الشاشة والمضمون، وغير ذلك.
كيف ترى مستقبل الإعلام المصرى فى ظل التحديات الخارجية فضلاً عن سيطرة المنصات الرقمية؟
الدولة المصرية أدركت أن الإعلام يشهد تطورات متسارعة، خاصة فى الجانب التقنى، لذلك اهتمت بالتعليم التكنولوجى، ونتاج ذلك أننا اليوم أصبحت لدينا أجيال جديدة من الإعلاميين من طلبة الجامعات التكنولوجية والإعلام الرقمى، القادرين على قيادة المشهد الإعلامى المستقبلي، متسلحين بالعلم والتكنولوجيا الحديثة، ومؤمنين بالوطن، يتفهمون الحروب الضارية ضد مصر، وجاهزون للدفاع عن الدولة. هذا فيما يتعلق بالجانب البشرى، وهو أمر شديد الأهمية، ويتزامن مع تطوير البرامج فى ماسبيرو، والعمل على تحديث الإمكانيات والأجهزة الحديثة، بما يجعلنا فى مصاف الدول المتقدمة إعلامياً، وهو ما نلمسه الآن من تنفيذ برامج توعوية تنويرية تثقيفية، تهتم بالعلم والعلماء وتعلى قيمة الوطن والانتماء لأرضه، إذاعيا وتليفزيونيا.
وما رؤيتك للمشهد الإعلامى المستقبلى؟
ما يحدث اليوم من تطوير مستمر ومتواصل ونلمسه من رد الفعل الجماهيرى، يؤكد أن الإعلام الرسمى بدأ بقوة استعادة مكانته، وبدأ ماسبيرو الحصول على ثقة المشاهدين والمتابعين. وبرصد سريع لردود الفعل على وسائل التواصل الإجتماعى، سنجد أن المصريين كانوا مشتاقين لعودة ماسبيرو إلى المشهد بقوة، وهو ما تحقق خلال الفترة القليلة الماضية، بما يجعلنا مؤمنين بأن القادم سيكون أفضل، فى ظل اهتمام رئاسى واضح بأهمية ماسبيرو، واختيار قيادات إعلامية قادرة على بلورة هذا الاهتمام إلى خطط تطويرية تتحول إلى واقع ملموس.
ماسبيرو سيظل المنارة، مهما تعددت الوسائل والمنصات، فللتليفزيون المصرى تاريخ ومصداقية لا تضاهى. وما حدث للراديو فى الماضى لم يكن نهاية له، بل استمر وتطور، وكذلك ماسبيرو سيظل حاضرًا. اليوم، نحن أمام تحدٍ كبير بضرورة مواكبة الإعلام الرقمي، وهو ما نعمل عليه سواء فى البرامج أو من خلال النقابة.
هل الإعلام عامة قادر على بناء دول أو هدمها؟
الإعلام السلاح الأهم، يبنى الوعى أو يضلله، والإعلام المصرى كان ولا يزال إحدى أدوات قوة الدولة الشاملة. من “هنا القاهرة” عام 1934 وحتى اليوم، والإعلام يؤدى دورًا محوريًا فى نشر الثقافة ومواجهة الفكر المتطرف، فنحن نعيش حرب وعى، وعلى الإعلام أن يكون فى مقدمة الصفوف.
أنت رئيس لجنة التدريب والتثقيف بنقابة الإعلاميين.. ما دورك تحديداً؟
شرفت باختيارى من الراحل العظيم حمدى الكنيسى عضواً فى مجلس إدارة نادى الإعلاميين عام 2017. ومنذ ذلك الوقت، أؤمن بأن النقابة ليست مجرد كيان تنظيمي، بل قوة ناعمة لتقنين العمل الإعلامي، وبعد وفاته أصبح د.طارق سعدة نقيبا للإعلاميين وعمل مجلس النقابة على خمسة محاور رئيسية، هي: تقنين الأوضاع، ميثاق الشرف، محاربة منتحلى الصفة، التدريب، والرقابة على الأداء المهني. والنقابة اليوم تمول نفسها ذاتيًا، وتؤدى دورها باحترافية تامة، ونعمل خلال الفترة المقبلة على تقديم كل ما يخدم المهنة والإعلاميين، من خلال مجموعة من القرارات والإجراءات تسهم فى بناء رسالة إعلامية قوية، ومحتوى إعلامى يليق بتاريخ الدولة المصرية.
وما هدف “صالون الإعلام” الذى أسسته؟
أسست صالون الإعلام الشهرى بمكتبة مصر العامة، مع الصديق العزيز الكاتب الصحفى أحمد أيوب رئيس تحرير الجمهورية، ليكون مساحة نقاشية محترمة تضم أبناء المهنة، نناقش خلاله القضايا الوطنية والإعلامية والتحديات الكبرى، ونطرح نماذج النجاح، وتعزيز الانتماء للوطن. فالصالون وسيلة للتوعية، ولرد الهجمات، وتقديم صورة مشرفة عن مصر وقدراتها.
تكتب بالصحف القومية والخاصة منذ سنوات.. ماذا تمثل لك الكتابة؟
الكتابة استمرار لرسالتى الإعلامية. أكتب أسبوعيًا فى “الوفد” تحت عنوان “كنوز الوطن”، وفى الجمهورية “تأملات وطنية”. كما أكتب فى مواقع مثل “الحكاية”.. وغيرها. وتوثق مقالاتى رؤى وقضايا تهم المجتمع وتسعى لتنوير العقول، بالنهج ذاته الذى أتبعه فى برامجي، لأن الإعلامى لابد أن يكون متفاعلاً مع قضايا وطنه.
لماذا تحرص على استكمال دراستك بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية؟
بالفعل أعتز كثيراً بانتسابى دارساً ومحاضراً للأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، حيث إننى باحث دكتوراه، وقد حصلت على ماجستير فى الاستراتيجية القومية من كلية الدفاع الوطنى بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، وحصلت أيضا على زمالة كلية الدفاع الوطنى بالأكاديمية نفسها، وتم تكريمى من الفريق صدقى صبحى وزير الدفاع الأسبق، لأننى كنت من أوئل الدفعة، وأشرف دوماً بأننى خريج هذه الاكاديمية العريقة، التى أخرجت القيادات العسكرية والمدنية فى الدولة المصرية، وفى عدد كبير من الدول الصديقة والشقيقة، وأنا مؤمن بأهمية العلم والتعلم فى كل المجالات، لا سيما الإعلامى الذى ينقل الخبرة ويسهم فى بناء الوطن.
كيف تنظر لعيد الإعلاميين هذا العام؟
عيد الإعلام مسؤولية ورسالة، وأتشرف بأننى أحد أبناء ماسبيرو ونقابة الإعلاميين، وسأظل صاحب رسالة حتى آخر يوم فى عمري، وأحلم بأن أقدم ألف حوار فى “كنوز الوطن”، وأن يظل ماسبيرو منارة شامخة، فالإعلام قاطرة الوعي، وحصن الوطن، ومصنع الانتماء الحقيقى.
لك الكثير من الأنشطة والعضويات المجتمعية؟
بالفعل أنا عضو مجلس إدارة نقابة الإعلاميين رئيس لجنة التدريب والتثقيف بنقابة الإعلاميين. وأيضاً أشرف بعضوية مجلس إدارة المجلس المصرى للشؤون الخارجية مع نخبة وصفوة من السفراء والشخصيات العامة فى مصر على رأسهم معالى السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق ورئيس المجلس المصرى للشؤون الخارجية وأيضاً عضو مجلس ادارة اتحاد الصحفيين الأفارقة برئاسة الكاتب الصحفى الكبير محفوظ الأنصارى وعضو مجلس أمناء المنتدى المصرى للإعلام برئاسة الوزير طارق المهدى وعضو الصالون البحرى المصرى برئاسة معالى الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء الأسبق فضلاً عن عملى كخبير فى العديد من المؤسسات العسكرية والشرطية والإعلامية فى مجال الإعلام والأمن القومى وكاتب مقال رأى فى عدد من الجرائد القومية والخاصة والمواقع الإليكترونية.