المكتبات منصة للثقافة وبناء الأجيال في جلسة حوارية ضمن معرض مسقط الدولي للكتاب

المكتبات منصة للثقافة وبناء الأجيال في جلسة حوارية ضمن معرض مسقط الدولي للكتاب

مسقط في 30 أبريل /العُمانية/ نظمت وزارة الإعلام اليوم جلسة حوارية بعنوان
“المكتبات مرآة الثقافة وحاضنة الأجيال” ضمن برنامج الفعاليات الثقافية المصاحبة
لمعرض مسقط الدولي للكتاب، واستعرضت خلالها دور المكتبات الأهلية في رعاية الأجيال
وبناء الوعي الثقافي.

وقال الدكتور نبهان بن حارث الحراصي، باحث وأكاديمي متخصص في جامعة السلطان
قابوس، إن المكتبات تعد من أبرز المؤسسات القادرة على مواكبة المتغيرات المتسارعة
في عالم المعرفة والمعلومات، بل إنها جزء أصيل من هذه المتغيرات، مؤكدا أن دورها
بات محوريًّا في دعم ثورة البيانات وتعزيز مسارات التحول الرقمي.

وأوضح الحراصي أن جزءًا كبيرًا من البيانات التي تستخدم اليوم في تطبيقات
الذكاء الاصطناعي تعود في مصادرها إلى المكتبات، التي أسهمت بدور فعال في عمليات
التنظيم المعرفي والنشر وإتاحة المحتوى العلمي والثقافي.

وأضاف أن هذه الأدوار تجعل من المكتبة مؤسسة
ديناميكية قادرة على التكيّف ومواصلة عطائها في مختلف المراحل.

وأشار إلى أن المكتبات لم تعد تقتصر على أدوارها التقليدية، بل أصبحت مراكز
حيوية للإبداع والتفكير والتأثير والنشاط الثقافي، وهو ما يتطلب إطارًا تنظيميًّا
واضحًا تدعمه التشريعات واللوائح ذات الصلة، لتكون هذه المؤسسات قادرة على أداء
رسالتها في بيئة محفّزة ومنظّمة.

وأعرب عن تطلعه إلى تحقيق مزيد من المواءمة والتكامل بين مختلف مكونات
منظومة المكتبات في المجتمع والجهات الرسمية المنظمة لقطاع المكتبات والمعلومات،
بما يُسهم في تعزيز أدوارها التنموية والمعرفية.

وأكّد حمد بن سليمان المعولي المدير العام لدار الكلمة الطيبة، على الدور
الحيوي الذي تضطلع به المكتبات الأهلية والعامة في إثراء المجتمعات بالمعرفة
وتعزيز الوعي الثقافي والفكري، مشيرًا إلى حرص الأهالي على تنمية هذه المؤسسات
الثقافية وتطويرها لتكون بمثابة مراكز ثقافية شاملة في مختلف الولايات.

وأوضح المعولي أن تطوير المكتبات ليشمل برامج تستهدف فئة الأطفال والشباب،
وتقديم خدمات إلكترونية متكاملة، من شأنه أن يعزّز من مكانتها كمؤسسات قادرة على
مواكبة المتغيرات والتحديات، والإسهام الفاعل في بناء مجتمع معرفي مستدام.

وسلطت الجلسة الضوء على دور المكتبات في تعزيز الوعي المجتمعي وصون الهوية
الثقافية، واستعرضت أبرز التحوّلات الرقمية التي تشهدها المؤسسات المعرفية في
سلطنة عُمان، إلى جانب بحث سبل تفعيل المكتبات العامة كمنصاتٍ للابتكار والتعلُّم
المستدام.

وأكد المشاركون أهمية المكتبة بوصفها حاضنة للجيل الناشئ ومصدرًا أساسيًّا
لتشكيل الفكر، داعين إلى تطوير آليات التشجيع على القراءة وتكامل الجهود بين
المؤسسات التربوية والثقافية بما ينسجم مع توجهات رؤية “عُمان 2040” الرامية إلى
بناء مجتمع معرفي تنافسي.

وتأتي هذه الجلسة في إطار التزام وزارة الإعلام بإثراء المشهد الثقافي
الوطني، ودعم المبادرات الهادفة إلى ترسيخ القراءة كقيمة حضارية ورافد من روافد
التنمية الفكرية والإنسانية.

/العُمانية/

أمل السعدية