مسائل ووجهات نظر في الإعلام العالمي

عواصم في 22
مايو /العُمانية/رصدت وكالة الأنباء العُمانية عيّنةً من الآراء حول قضايا متنوّعة
تناولتها الصحف العالمية عبر مقالات نُشرت في صفحاتها، وتطرّقت إلى الحرب
الإسرائيلية على غزة، وضرورة محاسبة المُتسبّبين في هذه الإبادة الجماعية، إضافةً
إلى استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين التوقّعات المناخية.
فنشر موقع
“ميدل ايست آي” الإلكتروني مقالاً بعنوان ” كيف تحولت حرب غزة إلى
فيتنام إسرائيلية” بقلم الكاتب “محمد رقيبوجلو “.
قال الكاتب في
مستهل مقاله أن الحملة العسكرية الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، التي تجاوزت
تسعة عشر شهراً، قد فشلت في تحقيق هدفها الاستراتيجي: وهو القضاء على المقاومة
الفلسطينية.
وذكر الكاتب
أنه، على الرغم من الدمار شبه الكامل الذي لحق بغزة، لا تزال المقاومة الفلسطينية
نشطة وتواصل إطلاق الصواريخ وتنفيذ عمليات تكتيكية معقدة، مثل الكمين الذي وقع
الشهر الماضي بالقرب من بيت حانون.
ولفت إلى أن
هذا الصمود قد كشف عن نقاط ضعف عمليات نشر إسرائيل للمنطقة العازلة، وقوّض سردية
السيطرة الكاملة، وأكد على أن المقاومة الفلسطينية لا تزال قادرة على جمع المعلومات
الاستخباراتية وتحديد الأهداف بدقة، متفوقةً بذلك على أحد أكثر الجيوش تقدمًا من
الناحية التكنولوجية في العالم.
وأضاف:
“هنا تبرز إلى الأذهان المقارنة بحرب فيتنام بشكل لافت، حيث تعلمت الولايات
المتحدة ذات يوم أن القوة النارية المتفوقة والدعم الخارجي لا يضمنان النصر على
مقاومة راسخة وملتزمة أيديولوجيًّا”، موضحاً أن حرب غزة قد أصبحت بشكل متزايد
بمثابة حرب فيتنام بالنسبة لإسرائيل.
وأردف أن
إسرائيل، العالقة في حرب لا يمكنها تحقيق نصر حاسم فيها، تواجه خصمًا عنيدًا،
ومعارضة داخليّة، وعزلة دولية متزايدة، بينما امتد الانهيار الداخلي إلى صفوف
الجيش، مع تزايد أعداد جنود الاحتياط الرافضين للخدمة، وتعبير المحاربين القدامى
عن خيبة أملهم من أهداف الحرب وتداعياتها الأخلاقية.
وقال إن إحدى
ركائز ضعف إسرائيل تكمن في الخسائر الاقتصادية الناجمة عن حربها المطولة على غزة،
مُشيراً إلى أن التكاليف المالية لاستمرار العمليات العسكرية، وإبقاء الحصار،
والاستجابة للتهديدات الإقليمية قد دفعت الاقتصاد الإسرائيلي إلى حافة الانهيار،
بينما انحسر الاستثمار
الأجنبي وتراجعت السياحة بشكل حاد، علاوة على الضغوط الشعبية المتزايدة لإنهاء
الحرب.
وأفاد الكاتب
أن الحرب أدت إلى تزايد الانقسامات مؤخراً بين إسرائيل وداعميها الرئيسين، حيث
رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الدعوات لخفض الرسوم الجمركية على الواردات
الإسرائيلية وأعرب عن إحباطه من تعامل إسرائيل مع الحرب، داعيًا إلى إنهاء الصراع.
وذكر أن
إسرائيل، التي تمتعت لعقود بنوع من الاستثنائية الدولية قدمت الحماية من المساءلة
والإفلات شبه الكامل من العقاب، تتعرض لمواجهة أمام محكمة العدل الدولية التي تدرس
ما إذا كانت أفعالها في غزة ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.
وقال الكاتب
في ختام مقاله إنه، سواء اختار العالم أن يرى مدى خسارة إسرائيل من عدمه، إلا أن
الأحداث على الأرض تثبت أن غزة قد أصبحت بمثابة فيتنام بالنسبة لإسرائيل.
وفي سياق
متصل، نشرت صحيفة “الجارديان” البريطانية مقالا بعنوان “حان أخيرًا
وقت المحاسبة: ليس فقط لنتنياهو، بل أيضًا لداعميه” بقلم الكاتب “أوين
جونز”.
أشار الكاتب
في مستهل مقاله إلى التغير المفاجئ الذي حدث في مواقف المملكة المتحدة تجاه
الفظائع التي ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلي عندما قدم النائب المحافظ
“كيت مالتهاوس” الأسبوع الماضي تدخلاً برلمانيًّا صادمًا، حيث وجه سؤالًا
إلى وزير الشؤون الخارجية البريطاني حول “استمرار المجازر في غزة”،
مشيرًا إلى “جرائم جديدة تُرتكب يوميًّا”.
وبما أن
بريطانيا وقعت على اتفاقيات تفرض عليها “التزامًا إيجابيًّا بمنع الإبادة
الجماعية”، تساءل “مالتهاوس” عن المسؤولية القانونية التي قد
تتحملها الحكومة البريطانية ورئيس الوزراء ووزير الخارجية “عندما يحين وقت
المحاسبة”.
وأضاف الكاتب
أن فكرة “المحاسبة” أصبحت تشغل بال السياسيين الغربيين، وربما تمنعهم من
النوم.
وخلال الأسبوع
الجاري، انضمت بريطانيا إلى فرنسا وكندا في إدانة “المعاناة غير
المحتملة” في قطاع غزة، مع تهديد بردود “ملموسة” إذا استمر الهجوم
الإسرائيلي.
كما أعلن وزير الخارجية “ديفيد لامي” تعليق المفاوضات
التجارية مع إسرائيل واستدعاء سفيرها وفرض عقوبات على مستوطنين متطرفين، قائلاً:
“العالم يحكم على ذلك والتاريخ سيدينهم”.
ويرى الكاتب
أن المشكلة تكمن في أن هذه المحاسبة لن تقتصر على الجناة المباشرين، بل ستشمل
أيضًا من مكنوا إسرائيل من الاستمرار في حرب الإبادة ضد الفلسطينيين، فالإجراءات
البريطانية، رغم إعلانها بجدية، تبقى رمزية وضعيفة، حسب رأي الكاتب.
وأضاف أنه حتى
رئيس وزراء بريطانيا الأسبق “ديفيد كاميرون” حاول قبل عام فرض عقوبات
على وزيرَي المالية والأمن القومي الإسرائيليين، لكنه تراجع.
والآن، بعد أن
أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال ضد القيادة الإسرائيلية، بدأ القلق
ينتشر في الأوساط السياسية، لافتا إلى أن بريطانيا لا تزال تواصل تصدير قطع غيار
لطائرات إف-35 التي تستخدمها إسرائيل في حربها البشعة على قطاع غزة المحاصر.
ووضح الكاتب
أن هذا الموقف لا يتعلق فقط بالفشل في التحرك الآن، بل بما أوصلنا إلى هذه اللحظة،
حيث إن “كير ستارمر”، زعيم حزب العمال، وافق ذات مرة على حصار غزة وقطع
الكهرباء والماء عنها، قبل أن ينكر ذلك لاحقًا. كما تسبب موقفه في غضب واستقالة
مستشارين مسلمين في بريطانيا، بينما واصلت حكومة ستارمر تصدير الأسلحة لإسرائيل
تحت ضغط قانوني.
واستشهد
الكاتب في مقاله بعدة مواقف حدثت في البرلمان البريطاني عندما عبر نواب محافظون عن
قلقهم. فـ”إدوارد ليه” وهو عضو “أصدقاء إسرائيل المحافظين”
لأكثر من 40 عامًا، تساءل: “متى لا تُعدّ الإبادة الجماعية إبادة؟”
بينما قال زميله “مارك بريتشارد” الذي دعم إسرائيل “بكل
تكلفة” لعقدين، إنه قلق من “أن التاريخ سيديننا كدولة”.
أما عن نطاق
المحاسبة، فيؤكد الكاتب على أن ذلك يجب أن يتناسب مع حجم الجريمة. وبعد شهر من
الهجوم الإسرائيلي، دعت مجلة “الإيكونوميست” إسرائيل إلى “مواصلة
القتال”، لكنها غيرت موقفها لاحقًا إلى المطالبة بإنهاء الحرب، من جانبها،
بدأت صحيفة “التايمز”، الداعمة تقليديًّا لإسرائيل، تتساءل عن سبب
“إغماض الأعين عن فظائع غزة”.
وكشف الكاتب
في مقاله عن أن الحقيقة حول حرب الإبادة الجماعية على غزة بدأت تتضح، معتبرا ذلك
بأنه سيسجل كواحدة من أكبر الجرائم في التاريخ. كما أن الأمم المتحدة تحذر من موت
14 ألف رضيع خلال 48 ساعة دون مساعدات، وحتى “يائير جولان” زعيم
المعارضة الإسرائيلية، قال إن بلاده “تقتل الأطفال مثل هواية”.
وعلى الرغم من
كل ما سبق ذكره، تواصل إسرائيل التصرف بإفلات من العقاب. وبعد حصار شامل منذ شهر
مارس الماضي، أعلن نتنياهو السماح بـ “حد أدنى من المساعدات”، ليس
تخفيفًا للمعاناة، بل لأن حلفاء إسرائيل حذروه من تداعيات صور المجاعة. وفي
المقابل، يتباهى مسؤولون في حكومة الاحتلال الإسرائيلي بتدمير غزة بالكامل،
قائلين: “العالم لا يوقفنا”.
وقال الكاتب
في ختام مقاله: “القادة الإسرائيليون كانوا واضحين منذ البداية بشأن نواياهم
في قطاع غزة، فلا يمكن للعالم أن يدعي الجهل. وعندما يتضح حجم الكارثة، سيحاول من
شجعوها الهرب من المسؤولية، لا تسمحوا لهم بذلك هذه المرة”.
من جانب آخر،
أصبحت التنبؤات الجوية الدقيقة أكثر أهمية من أي وقت مضى في عالم يشهد
تغيرات مناخية متسارعة. ومع ذلك، فإن التحديات التي توضع أمام علماء الأرصاد
الجوية كبيرة، خاصة مع تزايد وتيرة الظواهر المناخية المتطرّفة مثل الأعاصير
والفيضانات وموجات الحر.
ويشير الكاتب
“آدم سوبل” في مقاله الذي نشرته صحيفة “ذا نيتشر” البريطانية
إلى أن التقدم في تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة قد يقدم حلولًا
واعدة لتحسين دقة التنبؤات.
وإحدى الطرق
الرئيسة التي يعتمد عليها العلماء تتمثل في نماذج المناخ الحاسوبية، التي تحاكي
أنماط الطقس بناءً على معادلات فيزيائية معقدة. ومع ذلك، فإن هذه النماذج مكلفة
وتستغرق وقتًا طويلاً، مما يحد من سرعة تحديثها.
وهنا يأتي دور
الذكاء الاصطناعي، الذي يمكنه تحليل كميات هائلة من البيانات بسرعة فائقة، مما قد
يساعد في تحسين التوقعات قصيرة المدى، خاصة في المناطق المعرضة للكوارث الطبيعية.
لكن التحديات
لا تزال قائمة، فالتنبؤ بظواهر مثل الأعاصير يتطلب فهمًا عميقًا للتفاعلات بين
الغلاف الجوي والمحيطات، وهو أمر معقّد حتى لأقوى الحواسيب. بالإضافة إلى ذلك، فإن
نقص البيانات في بعض المناطق النامية يزيد من صعوبة المهمة.
ومع ذلك،
يعتقد الكاتب بأن الاستثمار في البحث العلمي والتعاون الدولي يمكن أن يحدث فرقًا
كبيرًا في تحسين جودة التنبؤات المناخية، مما ينقذ الأرواح ويقلل الخسائر
الاقتصادية.
ويتناول
الكاتب في مقاله التحديات التي تواجه التنبؤات الجوية في ظل التغير المناخي
المتسارع، مؤكدًا على أهمية التطور التقني في تحسين دقة التوقعات.
فبينما تعتمد
النماذج المناخية التقليدية على محاكاة فيزيائية معقدة، يأتي الذكاء الاصطناعي
لتحليل البيانات الضخمة بسرعة، مما قد يعزز التنبؤات قصيرة المدى، خاصة في المناطق
المعرضة للكوارث.
لكن تظل هناك
عقبات، مثل تعقيد نمذجة التفاعلات بين الغلاف الجوي والمحيطات، ونقص البيانات في
بعض المناطق الفقيرة.
ومع ذلك، يرى
الكاتب أن زيادة الاستثمار في البحث العلمي والتعاون العالمي يمكن أن يحسّن
التنبؤات المناخية، مما يسهم في إنقاذ الأرواح وتقليل الأضرار الاقتصادية.
/العُمانية/
خالد
البوسعيدي/عبدالرحيم بشارة