هل يستطيع ترامب نقل تصنيع هواتف آيفون من الصين؟.. إليك الإجابة

سعت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى إقناع شركات التكنولوجيا الكبرى، وعلى رأسها “أبل”، بنقل تصنيع هواتف آيفون، وباقي منتجاتها، إلى الأراضي الأمريكية.
وكان وزير التجارة الأمريكي، هوارد لوتنيك، قد أشار إلى إمكانية خلق ملايين فرص العمل عبر تصنيع هواتف آيفون داخل البلاد.
ورغم هذا الطموح، إلا أن التحديات الهيكلية الهائلة جعلت من هدف تصنيع هواتف آيفون داخل أمريكا، أمرًا شبه مستحيل.
أبل تعتمد على 28 دولة في تصنيع هواتف آيفون
وتعتمد شركة “أبل“، على شبكة معقدة ومتشعبة من الموردين تمتد عبر 28 دولة، حيث تدخل نحو 2700 مكون مختلف في تصنيع كل هاتف آيفون، بحسب صحيفة “فايننشال تايمز”.
وأقل من 5% فقط من هذه الأجزاء تُصنع في الولايات المتحدة، في حين يتم إنتاج غالبية مكونات هواتف آيفون، في دول مثل الصين، وتايوان، وكوريا الجنوبية، واليابان.
وهذا الاعتماد الكثيف على سلاسل توريد عالمية، يجعل من الصعب إعادة توطين التصنيع الأمريكي لهواتف آيفون، دون تكاليف باهظة.
أبرز تحديات تصنيع هواتف آيفون في أمريكا
من بين أبرز التحديات التي تعوق تصنيع آيفون في أمريكا، قلة توفر المعدات المتقدمة مثل آلات التحكم الرقمي بالحاسوب (CNC)، التي تُستخدم في تشكيل الإطارات المعدنية للأجهزة، والتي تم استثمار سنوات في تطويرها بالصين.
كما أن تصنيع المكونات الدقيقة، مثل الشاشات اللمسية، والبطاريات يتطلب خبرات ومصانع موجودة أساسًا في آسيا، وهو ما يصعب تكراره بسهولة داخل الولايات المتحدة.
محاولات نقل تصنيع هواتف آيفون إلى الهند

لتحقيق بعض الاستقلالية عن الصين، بدأت “أبل”، منذ سنوات بإنشاء خطوط إنتاج في الهند، حيث تخطط لتجميع جميع هواتف آيفون المخصصة للسوق الأمريكية هناك بحلول العام المقبل.
ويُتوقع أن ترتفع نسبة إنتاج هواتف آيفون في الهند إلى 20% خلال العام الجاري، مما يشير إلى توجه الشركة نحو تنويع سلاسل الإمداد بدلاً من الاعتماد الحصري على الصين.
دور توطين التصنيع الأمريكي في تركيز التصنيع بالصين
تلعب المعادن الأرضية النادرة، دورا جوهريا في تصنيع المكونات الإلكترونية الدقيقة، مثل بطاريات الهواتف، وشاشاتها.
ولأن الصين تهيمن على استخراج وتكرير هذه المواد، فإن أي محاولة لإعادة التصنيع داخل الولايات المتحدة، ستصطدم بمشكلة تأمين هذه المواد الحيوية.
تجربة تصنيع هواتف “موتورولا” في أمريكا
في عام 2013، أقدمت شركة “موتورولا”، على محاولة لإثبات إمكانية التصنيع داخل الولايات المتحدة بتكلفة معقولة، عبر إنشاء مصنع في فورت وورث، بولاية تكساس.
إلا أن المشروع لم يصمد طويلًا، وأُغلق المصنع خلال عام واحد نتيجة تدني المبيعات، وارتفاع النفقات التشغيلية، مما أبرز صعوبة تصنيع الأجهزة الإلكترونية المتطورة محليًا.
مستقبل تصنيع هواتف آيفون

تشير التقديرات إلى أن تصنيع آيفون بالكامل داخل الولايات المتحدة، قد يؤدي إلى ارتفاع سعره إلى أكثر من 3500 دولار، ما يجعله بعيدا عن متناول غالبية المستهلكين.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التحديات السياسية والاقتصادية، مثل تقلب السياسات الأمريكية، وصعوبة تأمين استثمارات طويلة الأمد، تزيد من تعقيد فكرة إعادة التصنيع محليًا.
في ظل الاعتماد العميق على شبكة توريد دولية متطورة، ومع التعقيدات المرتبطة بالتكنولوجيا والعمالة والمواد الخام، يبدو أن فكرة تصنيع هواتف آيفون داخل الولايات المتحدة ستبقى طموحا بعيد المنال على المدى القريب.
والخيار الواقعي لشركة “أبل”، يظل في تنويع مراكز الإنتاج حول العالم بدلا من العودة الكاملة إلى التصنيع الأمريكي.