انتعاش الأسهم الأوروبية بعد خسائر تاريخية بسبب الرسوم الأميركية

انتعاش الأسهم الأوروبية بعد خسائر تاريخية بسبب الرسوم الأميركية

تعافت مؤشرات الأسهم الأوروبية اليوم الثلاثاء، بعد موجة تراجعات حادة استمرت لأربعة أيام، هي الأعنف منذ تفشي جائحة كورونا، وذلك في أعقاب تصاعد التوترات التجارية والرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة.

وسجل مؤشر “ستوكس يوروب 600” ارتفاعاً بنسبة 2.4% بحلول الساعة 12:45 ظهراً بتوقيت لندن، مدعوماً بانتعاش أسهم قطاعات التأمين والخدمات المالية والصناعة والدفاع، في حين تراجعت أسهم قطاع الاتصالات، الذي يُنظر إليه كمؤشر على تحركات السندات. وحققت سوق الأسهم اليونانية أفضل أداء على مستوى العالم خلال الجلسة، باستثناء السوق اليابانية.

من بين أبرز تحركات الأسهم، استعادت شركة “إنفينيون تكنولوجيز” بعضاً من خسائرها السابقة بعد إعلانها عن صفقة استحواذ على أعمال شبكات السيارات التابعة لشركة “مارفل تكنولوجي” بقيمة 2.5 مليار دولار نقداً. في المقابل، تراجعت أسهم “باندورا” بنسبة 2% عقب خفض بنك “جيه بي مورغان” لتصنيفه للسهم، نتيجة ضبابية المشهد في قطاع السلع الفاخرة بعد زيادة الرسوم الجمركية.

وشهدت الأسهم الأوروبية تبخّر نحو 1.7 تريليون دولار من قيمتها السوقية خلال الجلسات الثلاث الماضية، نتيجة الاضطرابات الناجمة عن الخطط الجمركية التي يتبناها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، ما دفع المؤشر القياسي إلى دخول المنطقة السلبية منذ بداية العام. وتشير البيانات الفنية إلى أن مؤشر القوة النسبية لمؤشر “ستوكس 600” على مدى 14 يوماً لا يزال دون مستوى 30، ما يعكس حالة بيع مفرط.

ورغم تحذيرات كبار المسؤولين الماليين في وول ستريت، يواصل ترمب تهديداته بفرض رسوم إضافية تصل إلى 50% على المنتجات الصينية، مع تلويحه بإنهاء جميع المحادثات التجارية مع بكين.

وفي المقابل، أبدى وزراء التجارة في الاتحاد الأوروبي استعدادهم للرد، مع بحث فرض ضرائب على الشركات الرقمية كأحد التدابير المضادة.

انتعاش الأسهم الأوروبية بعد خسائر تاريخية بسبب الرسوم الأميركية

ويخشى مراقبون من أن يؤدي تصاعد الحرب التجارية إلى ركود اقتصادي في الولايات المتحدة، ما قد ينعكس بشكل مباشر على القطاعات الدورية في أوروبا مثل الطاقة والبنوك. وفي ظل هذا المشهد المضطرب، بدأ بعض المستثمرين دراسة فرص الشراء في قطاعات كانت تُعتبر مبالغاً في تقييمها سابقاً.

وفي هذا السياق، قال “إيان لانس”، مدير المحافظ الاستثمارية في “ريدويل”: “الوضع الحالي في السوق غير مستقر لدرجة تجعل من الصعب التنبؤ بما هو قادم، لكن هناك قطاعات بدأت تبدو جذابة بعد الانخفاضات الأخيرة”.