أسعار النفط تهبط لأدنى مستوى منذ مارس 2021.. ما الأسباب؟

شهدت أسعار النفط، انخفاضا حادا خلال تداولات الأربعاء المبكرة، لأدنى مستوياتها في أكثر من 4 سنوات، مدفوعة بمخاوف متزايدة بشأن الطلب العالمي.
ويأتي تراجع أسعار النفط، في ظل تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة، والصين، الأمر الذي أدى إلى قلق واسع في الأسواق المالية، حول مستقبل الاقتصاد العالمي.
أسعار النفط في تعاملات الأربعاء 9-4-2025
وانخفض سعر العقود الآجلة لخام برنت، بمقدار 2.13 دولار للبرميل، أي ما يعادل تراجعا بنسبة 3.39%، ليسجل 60.69 دولار، بحسب رويترز.
أما خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي، فقد تراجع بقيمة 2.36 دولار، أو بنسبة 3.96%، ليستقر عند 57.22 دولار للبرميل.
وسجّل خام برنت، أقل مستوى له منذ مارس 2021، في حين هبط خام غرب تكساس، إلى مستويات لم تُسجل منذ فبراير من العام ذاته، ويُعد هذا التراجع في أسعار النفط، امتدادا لسلسلة خسائر استمرت 5 جلسات متتالية.
الرسوم الجمركية تهدد نمو الطلب على الطاقة

بدأت المخاوف تتفاقم منذ إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن فرض رسوم جمركية شاملة على معظم الواردات، وهو القرار الذي أثار تساؤلات بشأن أثره المحتمل على النمو الاقتصادي العالمي، وبالتالي على الطلب على الطاقة.
وأكد مسؤول في البيت الأبيض، أن الرسوم الجمركية، التي بلغت 104% على المنتجات الصينية، دخلت حيز التنفيذ في تمام الساعة 12:01 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة.
وقد ارتفعت الرسوم الجمركية المفروضة، على بكين، بنسبة 50% بعد أن رفضت الأخيرة سحب رسومها المضادة على السلع الأمريكية، مما دفع واشنطن للتصعيد.
من جانبها، أعلنت الصين، رفضها القاطع لما وصفته بـ”الابتزاز الأمريكي”، وتعهدت بالتصدي لأي إجراءات إضافية.
ويأتي ذلك بعد تهديد ترامب بفرض رسوم جديدة بنسبة 50% إذا لم تتراجع بكين عن رسومها الانتقامية البالغة 34%.
مخاوف من ركود عالمي

وأوضحت يي لين، نائبة رئيس قسم أبحاث أسواق النفط في “ريستاد إنرجي”، أن الرد الصيني الحازم يبدد الآمال في التوصل لاتفاق تجاري سريع بين القوتين الاقتصاديتين، مما يزيد من احتمالية دخول الاقتصاد العالمي في حالة ركود.
وأضافت، أن الطلب الصيني على النفط، الذي يتراوح حالياً بين 50 إلى 100 ألف برميل يومياً، قد يتعرض لخطر التراجع إذا طال أمد النزاع التجاري، إلا أن الإجراءات التحفيزية التي تتخذها بكين، لتعزيز الاستهلاك المحلي قد تحد من هذه الآثار السلبية.
وزادت الضغوط على أسعار النفط، مع إعلان تحالف “أوبك+” الأسبوع الماضي عن خطط لرفع الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميا بدءا من شهر مايو المقبل، وهي خطوة يرى خبراء السوق، أنها قد تؤدي إلى تفاقم حالة فائض المعروض.
توقعات مستقبلية متشائمة
وتوقع بنك “غولدمان ساكس“، أن تستمر أسعار النفط في التراجع، حيث ينخفض خام برنت، وخام غرب تكساس الوسيط خلال السنوات القادمة، حيث يتوقع أن تهبط أسعار النفط إلى 62، و58 دولارا للبرميل على التوالي بحلول ديسمبر 2025، وإلى 55، و51 دولارا بحلول ديسمبر 2026.
في المقابل، أشارت بيانات صادرة عن معهد البترول الأمريكي، إلى انخفاض مفاجئ في مخزونات النفط الخام بالولايات المتحدة بمقدار 1.1 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 4 أبريل الجاري، على عكس التوقعات التي رجحت زيادة بـ1.4 مليون برميل.
وتترقب الأسواق، صدور البيانات الرسمية من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، في وقت لاحق الأربعاء، ما قد يضيف مزيداً من الوضوح حول الاتجاه المستقبلي لأسعار النفط.