تفاعل دولي كبير تجاه “الهجوم الإسرائيلي” على إيران: تنبيهات من حرب شاملة ودعوات عاجلة للتهدئة

أمد/ عواصم: شهدت الساحة الدولية الجمعة موجة واسعة من ردود الأفعال المستنكرة للعدوان الإسرائيلي الأخير على إيران، تخللتها تحذيرات جدية من اندلاع حرب شاملة في المنطقة ودعوات عاجلة لجميع الأطراف لضبط النفس.
وتوالت الإدانات الدولية والعربية، يوم الجمعة، تعقيبا على العدوان الإسرائيلي الواسع على مواقع نووية وعسكرية في إيران، في سابقةٍ وُصفت بأنها تهديد للاستقرار الإقليمي والدولي، وسط تحذيرات من انزلاق المنطقة إلى مواجهة شاملة.
وأعربت العديد من العواصم الكبرى، بما في ذلك دول أوروبية وآسيوية، عن “قلقها البالغ” إزاء تصاعد التوترات في الشرق الأوسط. وفي بيانات صدرت عن وزارات الخارجية، حذرت هذه الدول من أن مثل هذه الأعمال “غير المسؤولة” تهدد بزعزعة الاستقرار الإقليمي بشكل لا يمكن التنبؤ بعواقبه، وتفتح الباب أمام صراع أوسع.
الولايات المتحدة
وقال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إن الضربة الإسرائيلية ضد إيران كانت “قاسية جدًا”، ووصفها بـ”الممتازة”، معتبرًا أن طهران “تجاهلت الفرص المتكررة للتوصل إلى اتفاق”. وأضاف في تصريحات صحافية أن “هناك المزيد من الهجمات في الطريق”، مشيرًا إلى أن واشنطن لا ترغب في التصعيد، لكنها “لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي”.
وفي منشورات على منصته “تروث سوشيال”، حضّ ترامب إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات قبل فوات الأوان، مهددًا بأن “الضربات المقبلة ستكون أعنف”. وادعى أن قادة إيرانيين “قتلوا في الهجوم”، وأن “القادم أسوأ”، مؤكدًا أن إسرائيل “تحظى بدعم عسكري غير مسبوق” وأن الولايات المتحدة “مستعدة للدفاع عن نفسها وعن إسرائيل في حال الرد الإيراني”.
روسيا
وفي موقف حازم، وصفت وزارة الخارجية الروسية الضربات الإسرائيلية بأنها “غير مقبولة” و”غير مبررة”، وقال إن “الضربات العسكرية على دولة ذات سيادة، عضو في الأمم المتحدة، ومواطنيها ومدن مسالمة نائمة ومنشآت نووية ومنشآت للطاقة، غير مقبولة إطلاقًا”.
كما شدد الكرملين على أن التصعيد الأخير “مقلق” ويمثل “انتهاكًا خطيرًا”، داعيًا إلى ضبط النفس، فيما أوصت السفارة الروسية في تل أبيب المواطنين الروس بعدم السفر إلى إسرائيل، في حين يعتزم رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، التحدث هاتفيا مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
ألمانيا
من جهته، قال المستشار الألماني، فريدريش ميرتس، إن “لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها”، مضيفًا أنه تلقى اتصالًا من نتنياهو أطلعه فيه على العملية وأهدافها. ودعا ميرتس الطرفين إلى الامتناع عن أي خطوات من شأنها تأجيج التصعيد، مشددا على أن “الهدف يجب أن يظل منع إيران من تطوير سلاح نووي”.
فرنسا
وأيّد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ما وصفه بـ”حق إسرائيل في حماية نفسها وضمان أمنها”، لكنه حذر من تهديد استقرار المنطقة، داعيًا إلى “أقصى درجات ضبط النفس”. وأضاف ماكرون أن “فرنسا ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية بعثاتها ومواطنيها في المنطقة”، وذلك عقب اجتماع طارئ لمجلس الدفاع والأمن الفرنسي. وبدوره، دعا وزير الخارجية الفرنسي جميع الأطراف إلى تجنب التصعيد.
بريطانيا
بدوره، شدد رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، على أن “التصعيد لا يخدم أحدا في المنطقة. يجب أن يكون الاستقرار في الشرق الأوسط هو الأولوية، ونتواصل مع شركائنا لخفض التصعيد. والآن هو وقت ضبط النفس والهدوء والعودة إلى الدبلوماسية”.
فيما أفادت التقارير الإسرائيلية بأن لندن أبلغت تل أبيب بأنها لا تعتزم المشاركة في اعتراض الرد الإيراني المتوقع على إسرائيل، كما في الهجمات الإيرانية السابقة على إسرائيل، معتبرة أن الهجوم الإسرائيلي قد يؤدي إلى زعزة الاستقرار الإقليمي وغير مبرر.
وحدثت بريطانيا، اليوم، إرشاداتها المتعلقة بالسفر إلى إسرائيل، مشيرة إلى أن الوضع قد يتدهور سريعا في أعقاب العدوان الإسرائيلي على إيران. وأفاد تحديث على الموقع الإلكتروني للحكومة “الوضع قد يتدهور سريعا وقد يشكل مخاطر كبيرة بما في ذلك إطلاق صواريخ”.
وعلى صلة، قال متحدث باسم الحكومة الألمانية، إن المستشار الألماني والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني أجروا مكالمة هاتفية بحثوا خلالها الهجمات الإسرائيلية على إيران. وأضاف المتحدث أنهم “ناقشوا الضربات الإسرائيلية والرد العسكري الإيراني واتفقوا على البقاء على اتصال وثيق”.
تركيا
ودان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان العدوان، واعتبره “استفزازًا واضحًا يتجاهل القانون الدولي”، متهماً إسرائيل بأنها تنقل “استراتيجيتها الدموية من غزة إلى كل المنطقة”، محذرًا من أن “سلوك قطاع الطرق الإسرائيلي يهدد الاستقرار العالمي والإقليمي”، وداعيًا الأسرة الدولية إلى كبحه.
لبنان
وفي لبنان، اعتبر “حزب الله” أن الضربات الإسرائيلية تمثل “مغامرة خطيرة” تهدد بإشعال المنطقة بالكامل، مضيفًا أنها تأتي في سياق “تفلت صهيوني برعاية أميركية كاملة”. وأكد الحزب أن “العدو الإسرائيلي تخطى كل الخطوط الحمراء”.
كما شدد حزب الله على أن “إيران سترد بما يحفظ كرامتها وحقوقها”. بدوره، قال الأمين العام للحزب نعيم قاسم إن “هذا العدوان لن يمر دون رد وعقاب”، داعيًا إلى دعم إيران في “دفاعها عن نفسها وخياراتها”.
واعتبرت وزارة الخارجية اللبنانية أن التصعيد يُشكل خطرًا على الأمن الإقليمي والدولي، مؤكدة أنها تجري اتصالات لتجنيب البلاد أي تداعيات. أما الرئيس اللبناني جوزيف عون، فصرّح بأن “الهجوم لم يستهدف إيران فقط، بل كل المساعي الدولية لمنع التصعيد في المنطقة”.
مصر
من جانبها، دعت مصر إلى “خفض التصعيد وتجنب انزلاق المنطقة إلى فوضى شاملة”، وأكد وزير خارجيتها، بدر عبد العاطي، خلال اتصالين مع نظيريه الإيراني والقطري إدانة مصر لانتهاك سيادة الدول، مشددًا على أهمية احترام وحدة أراضيها. كما جرى تناول تطورات الوساطة في غزة في ظل التوتر المتصاعد.
اليابان
وقال وزير الخارجية الياباني تاكيشي إيوايا إن طوكيو “تدين بشدة هذا التصعيد”، مشيرًا إلى أن اتخاذ تدابير عسكرية “أمر مؤسف للغاية”، ودعا جميع الأطراف إلى “ضبط النفس التام”.
وجاء في تصريحاته: “في خضم الجهود الدبلوماسية الجارية، بما يشمل المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران للتوصل إلى حل سلمي للقضية النووية الإيرانية، استخدام القوة العسكرية أمر مؤسف للغاية. تدين الحكومة بشدة هذا الإجراء الذي يصعد الوضع”.
الصين
أما الصين، فوصفت الهجوم بأنه “انتهاك للسيادة الإيرانية”، محذرة من “عواقب خطيرة” وداعية إلى تفادي التصعيد والعمل من أجل السلام والاستقرار. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية، لين جيان، إن بكين “تعارض انتهاك سيادة إيران وأمنها وسلامة أراضيها”.
وشددت على معارضة الصين “لتفاقم التناقضات وتوسيع الصراعات وزيادة توتر الوضع الإقليمي بشكل مفاجئ”. وقالت إن الصين “تدعو جميع الأطراف المعنية إلى بذل المزيد من الجهود لتعزيز السلام والاستقرار الإقليميين، وتجنب المزيد من التصعيد للوضع المتوتر. الصين مستعدة للقيام بدور بناء في تهدئة الوضع”.
التشيك
وصرّح وزير الخارجية التشيكي، يان ليبافسكي، بأن إيران “أخفقت منذ فترة طويلة في الوفاء بالتزاماتها للمجتمع الدولي وتطور برنامجها النووي”، مشيرًا إلى أن طهران “تتبنى خطابًا يهدف لتدمير دولة إسرائيل”.
وأضاف أن إيران “نفذت مرتين هجمات بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة خلال العام ونصف العام الأخير على إسرائيل، بالتعاون مع حماس وحزب الله”. وتابع ليبافسكي: “لذلك أتفهم بشكل كبير العمل العسكري للردع عن إنتاج قنبلة نووية في المنطقة”.
إندونيسيا
في المقابل، نددت وزارة الخارجية الإندونيسية بـ”أشد العبارات” بالهجوم الإسرائيلي على إيران، محذّرة من أن “هذا الهجوم يهدد بتفاقم التوترات الإقليمية القائمة وقد يشعل صراعًا أوسع نطاقًا”. ودعت جاكرتا “جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب أي تصعيد إضافي قد يتسبب في المزيد من الاضطرابات”.
أستراليا
أما وزيرة الخارجية الأسترالية، بيني وانج، فأعربت عن “قلق أستراليا من التصعيد بين إسرائيل وإيران”، مؤكدة أن ذلك “يهدد بمزيد من زعزعة الاستقرار في منطقة مضطربة أصلًا”. وأضافت: “ندعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن الأفعال والتصريحات التي قد تؤدي إلى تفاقم التوترات”. ورأت وانج أن “برنامج إيران النووي والصاروخي الباليستي يمثل تهديدًا للسلم والأمن الدوليين”، وحثّت على “إعطاء الأولوية للحوار والدبلوماسية”.
تحذيرات أممية
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى “التحلي بأقصى درجات ضبط النفس”، معربًا عن “قلقه البالغ” من التصعيد. أما مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، فحذّر من “تداعيات خطرة” لأي استهداف للمنشآت النووية، قائلاً إن “أي عمل يهدد سلامة المنشآت النووية قد يؤثر على المواطنين في إيران والمنطقة وخارجها”.
الناتو
من جهته، اعتبر الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، أن الضربات الإسرائيلية “تحرك أحادي”، داعيًا إلى خفض التصعيد، فيما شددت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس على أن “الوضع في الشرق الأوسط خطير”، وأن “الدبلوماسية تبقى الخيار الأفضل”.
العراق
وأدانت الحكومة العراقية الضربات ووصفتها بأنها “تهديد للأمن والسلام الدوليين”، مطالبة بخطوات دولية حاسمة لوقف هذه الانتهاكات.
الأردن
كما أكدت الأردن إغلاق مجالها الجوي مؤقتًا، مشددة على أنها “لن تكون ساحة لأي صراع”.
سلطنة عمان
ودانت سلطنة عمان بشدة الهجوم الإسرائيلي، معتبرة أنه “تصعيد خطير يقوّض الحلول الدبلوماسية”.
السعودية
بينما شجبت السعودية ما وصفته بـ”الاعتداءات السافرة” التي “تنتهك القوانين الدولية”، مؤكدة أن المجتمع الدولي ومجلس الأمن يتحملان “مسؤولية كبيرة” لوقف العدوان فورًا. وعبّرت قطر عن “إدانتها الشديدة”، وقالت إن العدوان “يعرقل جهود خفض التوتر” في المنطقة.
الهند
وشددت الهند على أهمية تفادي التصعيد واستخدام قنوات الدبلوماسية.
باكستان
أعلنت باكستان “إدانتها الحازمة” للعملية وتضامنها مع إيران.
فنزويلا
ووصفت السلطات الفنزويلية الهجوم بأنه “جريمة حرب جديدة في سجل حكومة نتنياهو”.
أفغانستان
بينما اعتبرت سلطات طالبان أن الهجوم “ينتهك السيادة ويخالف القانون الدولي”.