تأثيرات النزاع بين إيران وإسرائيل على المنطقة وحقوق الفلسطينيين

أمد/ مع تصاعد الحرب بين إيران وإسرائيل إلى مستويات خطيرة، مما يهدد باندلاع صراع إقليمي واسع. هذا التصعيد لا يمكن فهمه بمعزل عن السياق الإقليمي والدولي، خصوصًا في ظل الدور الأمريكي المتداخل في المنطقة. كما أن تداعيات هذا الصراع تتعدى الحدود العسكرية لتطال مستقبل إسرائيل، وموازين القوى في الشرق الأوسط، والقضية الفلسطينية التي تعد قضية مركزية لكل تحولات المنطقة
أولاً: السياق الإقليمي للصراع الإيراني-الإسرائيلي
1. التنافس الاستراتيجي والتوسّع الإقليمي
إيران تسعى منذ سنوات لتوسيع نفوذها في المنطقة عبر دعم العديد من القوى الإقليمية ودعم قوى المقاومة الفلسطينية لكن بعد السابع من أكتوبر والحرب على غزه ولبنان وسقوط نظام الأسد ما أدى لانحسار النفوذ الإيراني في المنطقة
2. الديناميكيات العسكرية المتجددة
تتميز هذه المواجهة بكونها حرب الاصيل ويخشى توسعها على عدة جبهات ما يحمل إمكانية تأجيج الصراع ويشكل تحديًا أمام الاستقرار الإقليمي.
3. الدور الأمريكي
الولايات المتحدة تلعب دورًا مزدوجًا: داعمة أمن إسرائيل عسكريًا وسياسيًا، وفي الوقت نفسه تحاول إدارة التوتر لمنع انزلاق الأمور إلى حرب شاملة قد تضر بمصالحها الإقليمية والدولية. ووجود قواعد عسكرية أمريكية في الخليج والبحر المتوسط يعكس هذا الاهتمام الاستراتيجي.
ثانيًا: التداعيات المباشرة وغير المباشرة على إسرائيل
1. الضغط الأمني والعسكري المتزايد
تصاعد الصراع يزيد من مخاطر الهجمات على إسرائيل، سواء عبر صواريخ من إيران وربما لاحقا من حزب الله والحشد الشعبي في العراق وهذا من شأنه توسيع الحرب ويعكس تداعيات على دول المنطقة
2. التوترات الداخلية
الاستنزاف المستمر يؤثر على الاستقرار الداخلي الإسرائيلي، حيث يتزايد النقاش السياسي حول استراتيجية التعامل مع إيران ومع الفلسطينيين، وتتصاعد الانقسامات الاجتماعية بشأن الأمن والسلام.
3. تحديات التحالفات الإقليمية
بينما تسعى إسرائيل لتعزيز علاقاتها مع بعض دول المنطقة ضمن “اتفاقيات أبراهام”، فإن تحولات المشهد الإقليمي قد تعيد تشكيل هذه التحالفات، مما يضع إسرائيل في موقف يحتاج فيه إلى توازن دقيق بين الحلفاء التقليديين والجدد.
وفي ظل التوترات الإقليمية والضغوط الدولية، تستمر الانقسامات بين القوى والفصائل الفلسطينية، مما يضعف القدرة على اتخاذ موقف موحد وفاعل تجاه التطورات الإقليمية، ويجعل القضية الفلسطينية عرضة للاستغلال من قوى إقليمية ودولية نتيجة الانقسام الفلسطيني وضعف القيادة الفلسطينية
والسؤال ما هو دور الولايات المتحدة في الحرب بين إسرائيل وإيران وأهدافها الاستراتيجية
1. دعم إسرائيل وتعزيز التفوق العسكري
تقدم واشنطن دعمًا لوجستيًا وعسكريًا غير محدود لإسرائيل، يشمل أسلحة متطورة واستخبارات، بهدف ضمان التفوق في مواجهة إيران ووكلائها.
2. احتواء إيران وتقييد نفوذها
السياسة الأمريكية تسعى لإضعاف قدرة إيران على التمدد الإقليمي من خلال تعزيز الحلفاء في الخليج والشرق الأوسط، وفرض عقوبات اقتصادية وسياسية، إضافة إلى دعم القوى المناهضة لإيران.
3. إدارة الصراع بمنهجية متعددة الأبعاد
بينما تبدي واشنطن اهتمامًا بوقف التصعيد لتجنب حرب شاملة، فهي في الوقت ذاته تتيح مساحة لتوترات محدودة تمكنها من إعادة رسم خرائط النفوذ، خصوصًا عبر استراتيجيات الضغط والتهدئة المتبادلة.
4. تأثير السياسة الأمريكية على القضية الفلسطينية
يدعم الائتلاف الأمريكي الإسرائيلي استراتيجيات تحد من قوة الفصائل الفلسطينية، ويدفع نحو إعادة صياغة القضية الفلسطينية بما يتماشى مع مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.
السيناريوهات المحتملة ومستقبل المنطقة على ضوء تداعيات الحرب بين إيران وإسرائيل
1. استمرار الصراع على مستويات مختلفه مع تفادي اندلاع حرب شاملة، ومع ذلك يخشى من اتساع الحرب و تهديد الاستقرار الأمني والسياسي.وان التوترات الإقليمية تنعكس على القضية الفلسطينية وتقلل فرص تحقيق حل سياسي ، خصوصًا مع استمرار الاحتلال ومحاولات أضعاف القيادة الفلسطينية. مع تحولات في التحالفات الإقليمية والدولية وقد تشهد المنطقة إعادة ترتيب تحالفات بناءً على مصالح جديدة، مع محاولات لخلق توازنات بين القوى الإقليمية الكبرى، وتأثير ذلك على النزاعات المحلية.
الصراع بين إيران وإسرائيل ليس نزاعًا ثنائيًا فحسب، بل هو محور تحولات إقليمية عميقة تؤثر على مستقبل إسرائيل والمنطقة بأسرها، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
في ظل الدور الأمريكي المعقد والمتعدد الأوجه، تبقى غزة والقضية الفلسطينية في قلب هذه التحولات، مما يستدعي من الفلسطينيين وضع استراتيجيات متماسكة تجمع بين الوحدة الداخلية، تعزيز الحضور السياسي الإقليمي والدولي، والاستفادة من التحولات الإقليمية لتحسين موقفهم.