إيران تلقت الضربة الأولى واستجابت بقوة ضد “إسرائيل”

أمد/ الكيان الصهيوني الفاشي قام بتوجيه ضربة كبيرة جدًا، فاقت التوقعات، استهدفت منشآت إيرانية في عدد من المناطق. كما نفّذ عمليات اغتيال لعدد من قيادات الصف الأول في الحرس الثوري الإيراني، إضافة إلى عدد من العلماء في البرنامج النووي الإيراني.
هذه الاعتداءات على المنشآت النووية قد تسبّب نتائج كارثية على إيران والمنطقة بأكملها، في حال لم تتم السيطرة على التسريبات الناتجة عن العدوان الإسرائيلي.
نتنياهو، رئيس حكومة الاحتلال، يواصل التعامل مع “إسرائيل” وكأنها فوق القانون الدولي، مستفيدًا من المعايير المزدوجة التي يمارسها المجتمع الدولي، والتواطؤ الأمريكي المستمر.
يتم تبرير العدوان الإسرائيلي دومًا بذريعة “الدفاع عن النفس”، رغم أنه يأتي بعد تنسيق مباشر بين نتنياهو والرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الذي يدّعي أنه لا يريد الحرب، بينما هو شريك مباشر في هذا العدوان السافر.
ترامب قال بوضوح: “أعطينا إيران 60 يومًا ولم توافق”، ما يعني أنه منح الضوء الأخضر لـ”إسرائيل” لتنفيذ عمليات تدمير المنشآت النووية واغتيال القيادات.
بهذا المنطق، تصبح “إسرائيل” بمثابة الحاكم العسكري للشرق الأوسط، خاصة بعد عدوانها المستمر والإبادة الجماعية في قطاع غزة منذ عشرين شهرًا، ورفضها وقف إطلاق النار بدعم مطلق من الولايات المتحدة، التي استخدمت “الفيتو” في مجلس الأمن 7 مرات.
“إسرائيل” تمتلك السلاح النووي منذ عشرات السنين، ومع ذلك، لم تُخضع منشآتها النووية لأي رقابة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولم تسمح بعمل لجان التفتيش.
في المقابل، تعلن إيران أنها لا تسعى إلى امتلاك سلاح نووي، بل تسعى لتخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية، وكانت على وشك الدخول في جولة مفاوضات جديدة، لكن “إسرائيل” سارعت إلى تنفيذ العدوان، لمنع التوصل إلى أي اتفاق.
بعض الدول، وبالأخص الولايات المتحدة وحلفاؤها، تساند “إسرائيل” في هذا العدوان، وتقدّم لها أشكالًا متعددة من الدعم، سرًا وعلانية.
وكان الاعتقاد الإسرائيلي أن إيران لن ترد، أو أن قدرتها على الرد تساوي صفر، رغم التحذيرات الإيرانية قبل وبعد الضربة، على لسان السيد علي خامنئي، مرشد الثورة الإسلامية.
لكن إيران امتصّت الضربة، وردّت بشكل غير متوقّع. فقد أُطلقت مئات الصواريخ الإيرانية على دفعات، واخترقت المنظومات الدفاعية الإسرائيلية، لتصل إلى تل أبيب، والساحل، والجليل، ومناطق حساسة، مدمّرة مئات المباني والأبراج في عمق الكيان الصهيوني الفاشي.
قد تكون هذه الضربات الإيرانية بداية النهاية لهذا الكيان، الذي يشكّل تهديدًا دائمًا للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
فالسرطان الإسرائيلي يمتد في الشرق الأوسط، عبر العدوان، وفرض الهيمنة، والتطبيع القسري على دول وشعوب المنطقة.
يواصل العدوان والإبادة في غزة، ويضرب مختلف المناطق اللبنانية، وينفّذ هجمات داخل سوريا، ويعتقل المواطنين من بيوتهم، ويشعل الفتن الطائفية، ويتحرّك دون أي رادع.
وفي تقديري، فإن سقوط حكومة نتنياهو أصبح قريبًا جدًا. رغم أنها نجحت في توجيه الضربة الأولى، إلا أن النتائج الكارثية بدأت تتضح.
لقد فشلت “إسرائيل” في فرض نفسها كشرطي للشرق الأوسط، كما كانت تحاول.