تحليل لمواقف بعض دول الشرق الأوسط إزاء الهجوم الإسرائيلي على إيران!

تحليل لمواقف بعض دول الشرق الأوسط إزاء الهجوم الإسرائيلي على إيران!

أمد/ لا شك ان للهجوم الإسرائيلي على إيران تداعيات كبيرة على منطقة الشرق الأوسط برمتها، هذا الهجوم يأتي ضمن الحروب التي شنها نتانياهو وحكومته منذ 7 من أكتوبر 2023، بدأت بغزة ومن ثم حزب الله ولبنان ووصلت إلى الهجوم على سوريا وتدمير قدراتها العسكرية بشكل كامل.

دول الخليج: –

دول الخليج وعلى رأسها السعودية ترى في الحرب الإيرانية الإسرائيلية تهديد مباشر عليها، هناك خوف من تمدد الحرب إلى القواعد الامريكية في المنطقة مما يدخل هذه الدول أو بعضها في أتون المعركة. هذه الحرب تؤثر وبشكل كبير على خطط الإصلاح والتنمية الاقتصادية عليها منها خطة السعودية 2030 وخطة سلطنة عمان كذلك، حيث ستصبح المنطقة طاردة للاستثمار والسياحة ونقل التكنولوجيا، توسع الحرب قد يدفع إلى إغلاق مضيق هرمز ووقف تصدير النفط الذي يشكل المصدر الأساسي لمداخيل هذه الدول. سلطنة عمان التي كان مقررا أن تستضيف جلسة الحوار الرابعة بين إيران والولايات المتحدة هذا الأسبوع متضررة كثيرا من هذه الحرب خوفا من تداعياتها العسكرية والاقتصادية وتعطل مشاريعها الطموحة بأن تكون عاصمة للمصالحات في المنطقة. دول الخليج تشعر بالخديعة من الرئيس ترامب الذي زار المنطقة قبل أسابيع حيث حصلت على تطمينات من الإدارة الامريكية بعدم السماح لإسرائيل بالهجوم على إيران. حسب وصف بعض الخبراء قد يكون صحيحا أن الإدارة الامريكية لم تعط ضوء اخضر لإسرائيل كي تشن هجومها، لكنها غضت الطرف ” ضوء اصفر”. الهجوم الإسرائيلي على إيران ونشوب الحرب بينهما سيعطل بالتأكيد جهود الولايات المتحدة للتطبيع بين السعودية وإسرائيل. الإدارة السعودية ستضع ملف التطبيع جانبا.

سوريا: –

يظن النظام الجديد في سوريا، وهو نظام معاد لإيران أن ضرب وتدمير القدرات الإيرانية يصب في صالحه، لوحظ برود شديد في الموقف الرسمي السوري ومظاهر سعادة لدى قطاعات عريضة في الشعب السوري الذي يتهم إيران بانها كانت تدعم النظام السابق ومساعدته في إفشال الثورة السورية ضد نظام الأسد. سوريا ترى في إضعاف الحكم في إيران تحجيم لقدراته للتدخل في الشأن السوري.

مصر: –

يأتي الهجوم على إيران بعد أسبوع فقط من زيارة وزير الخارجية الإيراني للقاهرة وبعض الدفء الذي عاد إلى العلاقة الباردة بين البلدين منذ عقود. بعض التحليلات تقول إن مصر عملت على إعادة تفعيل العلاقة مع إيران على فرضية أن تتمكن مصر من لعب دور الوسيط في حال حصلت الحرب بين إيران وإسرائيل. مصر تدرك انها تتمتع بوضع محايد أفضل من بعض الدول الأخرى والذي قد يمكنها من لعب مثل هذا الدور. المؤكد أنه ليس من مصلحة مصر أن يتفجر صراع إضافي في منطقة الشرق الأوسط والتي تشهد حروب ونزاعات متعددة (غزة وليبيا والسودان وعدم الاستقرار في سوريا ولبنان).

فلسطين

الهجوم الإسرائيلي على إيران أصبح هو الخبر الأول في الاهتمام العالمي سياسيا وإعلاميا واقتصاديا، أخبار الحرب على غزة التي مازالت متواصلة تراجعت كثيرا، رغم ذلك فإن الحرب الإسرائيلية الإيرانية قد تمنح فرص لحل متكامل في المنطقة وبموجبه يتم وقف العدوان على غزة الذي لم يعد له أي هدف سوى مواصلة القتل والتدمير. قد يتم تأجيل مؤتمر نيويورك حول المبادرة الفرنسية السعودية لحل الدولتين، قد ترى الكثير من دول العالم وبينها فرنسا والسعودية انه من الترف مناقشة هذا الموضوع في ظل حرب قد تشعل المنطقة بأكملها.  أفضل موقف ينصح به الجانب الفلسطيني حاليا في هذا الوقت هو الالتزام بالصمت ودعوة الاطراف إلى التهدئة وضبط النفس.

بشكل عام:

ستعمل الدول العربية بقدر ما تمتلك من تأثير على تقصير مدة الحرب الإسرائيلية الإيرانية لتجنب تداعياتها الخطيرة على المنطقة.

دول الشرق الأوسط المحورية (مصر والسعودية وتركيا وغيرها) التي كانت تنظر بعين الشك إلى تطوير إيران لقدراتها العسكرية والنووية، إلا انها بالتأكيد تنظر بقلق أكبر بكثير إلى طموح إسرائيل أن تصبح أزعر المنطقة. تضرب حيثما تشاء دون أي رداع.

السلوك الإسرائيلي سيدفع إلى نشوء تحالفات جديدة بين بعض دول المنطقة للعمل على مواجهة التمدد الإسرائيلي ومنع تحكم إسرائيل في المنطقة.