في ظل تصاعد النزاع… تهديد الميليشيات الإيرانية في العراق للاستقرار في سوريا

في ظل تصاعد النزاع… تهديد الميليشيات الإيرانية في العراق للاستقرار في سوريا

أمد/ نشرت مصادر إعلامية ومراكز رصد دولية، بينها “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، مقطع فيديو يظهر تحرك قوات نظام الرئيس أحمد الشرع باتجاه الحدود السورية–العراقية.

ووفقًا للمعلومات المتوفرة، فإن هذه التحركات تأتي في سياق تعزيز الانتشار العسكري السوري في منطقة البوكمال والميادين، على خلفية تصاعد التوتر الأمني وازدياد تهديدات الميليشيات الموالية لإيران المنتشرة على الطرف العراقي من الحدود، خاصة بعد التصعيد العسكري المستمر بين إسرائيل وإيران ووكلائهما في المنطقة.

هذا التحرك يندرج ضمن محاولات النظام السوري لتأكيد حضوره الأمني والعسكري في مناطق حساسة واستراتيجية تخضع فعليًا لنفوذ الميليشيات الإيرانية، وعلى رأسها “فاطميون” و”زينبيون” و”حزب الله العراقي”. ويأتي ذلك في وقت حساس للغاية، حيث تُتهم هذه الجماعات باستخدام الحدود السورية–العراقية كممر للأسلحة والمقاتلين والدعم اللوجستي، ما يجعل المنطقة محور اهتمام استخباراتي إسرائيلي وأميركي متزايد.

الرسائل الكامنة وراء التحرك السوري متداخلة. من جهة، يسعى النظام إلى استعادة شيء من السيادة على مناطقه الحدودية، لكنه من جهة أخرى، قد يكون ينفذ هذا التحرك بتنسيق غير مباشر مع إيران أو بإشراف روسي، في محاولة لاحتواء التصعيد ومنع الضربات الإسرائيلية من التوسع أكثر على الأرض السورية. ومع ذلك، فإن قدرة النظام السوري على فرض السيطرة الفعلية على هذه المنطقة محل شك، نظرًا للوجود الكثيف للميليشيات غير النظامية التي تتلقى أوامرها من طهران مباشرة.

تقديرًا، فإن التحرك العسكري السوري قد لا يشكل تحولًا جذريًا في توازن القوى في تلك المنطقة، لكنه مؤشر على قلق دمشق من أن تصبح الحدود الشرقية مسرحًا لتصفيات عسكرية بين إسرائيل والميليشيات الإيرانية. كما يعكس هذا التحرك تخوف النظام من فقدان المزيد من السيطرة السيادية لصالح الوكلاء الإيرانيين.

في الختام، فإن تصاعد نشاط الميليشيات الإيرانية في العراق، وتوسع تهديدها نحو الحدود السورية، قد يدفع بالمزيد من التحركات العسكرية غير المنسقة، ما يهدد بتوسيع دائرة النزاع الإقليمي، ويفرض تحديات جديدة على الأمن الإقليمي والدولي، خاصة مع تراجع قدرة إيران على ضبط وكلائها بفعل الضربات المتكررة وتراجع الدعم اللوجستي.

التوصية: على الجهات الفاعلة إقليمياً، وخاصة في العراق وسوريا، التنسيق بشكل عاجل لاحتواء تغوّل الميليشيات الإيرانية المسلحة، وفرض رقابة فعالة على المعابر الحدودية، منعًا لتحولها إلى بؤر صراع مفتوح تقوّض الاستقرار الهش في المنطقة.