بينما تتساقط الصواريخ الإيرانية على إسرائيل، يستمر فقدان العلماء النوويين في طهران

بينما تتساقط الصواريخ الإيرانية على إسرائيل، يستمر فقدان العلماء النوويين في طهران

أمد/ لو افترضنا جدلا ان ميزان القوّة متساوٍ بين اسرائيل وايران، مع ان الاعتقاد والوقائع على الارض لا تقول ذلك تماما،

لكن وبغضّ النظر عن الجواب، فان هناك شيئان يُحيّران كل متابع لمجريات الحرب الاسرائيلية الايرانية،

الامر الاوّل هو مسألة الدفاعات ارض جو الايرانية،

فعلى مدى ثلاثة ايام والمقاتلات الحربية الاسرائيلية تُغير على الاراضي الايرانية من اقصاها إلى اقصاها، “ولا حِسّ ولا حلمسه”، لصواريخ سام الروسية المضادة للطائرات، التي يُفترض ان ايران تملكها وتمتلكها منذ زمن،

“شو القصّة؟؟؟!!!!”، ماذا يحدث،

تمّ الحديث عن اسقاط طائرة إف 35 في سماء ايران، لكن المعلومة بقيت مُلتبسة وممغمغة ولا تأكيد او برهان عليها،

كما ان هناك مُسيّرات متفجرة اسرائيلية تتناثر وتضرب وتغتال وتقتل على الاراضي الايرانية،

“شو القصة مرّة ثانية؟؟؟!!!”، والتعامل مع المسيرات واسقاطها اسهل بكثير، واسقطوها اكثر من مرّة رجال المقاومة في غزة ولبنان واليمن، باسلحتهم المتواضعة وظروفهم القتالية غير السهلة،

أمّا الامر الآخر الذي يُحيّر، وليس له تفسير حتى اللحظة ربما، الامر العجب الذي يُضاهي الصيام في رجب!!!،

فهو الاعداد المتزايدة من العلماء النوويين الايرانيين الذين يسقطون في عقر دار ايران، وتحت سمع وبصر اجهزتهم الامنية والاستخبارتية، ليس بفعل الضربات الجويّة الاسرائيلية، بل  باغتيالات مباشرة باليد من مسافة صفر، او من خلال تفخيخ وتفجير سياراتهم وهم بداخلها، “شو السيرة، شو يلّي بيصير؟؟؟!!!”،

اذا كان الحال بهذا الحال وهذا المآل فهذا يعني ان هناك موّال، موّال  عملاء الموساد يعملون في ايران وفي دول الجوار منذ زمن ربما سنوات وشهور واسابيع، وليس ايام او ساعات،

يُفترض ان ايران دولة مغلقة، لا يوجد فيها سياحة مثل فرنسا واسبانيا، حتى يسرح ويمرح فيها عملاء الموساد من كلّ جنس!!!،

هل يستوي الحال، ففي الوقت الذي تتساقط فيه صواريخ ايران على تل ابيب ما زال علماء ايران النوويين يتساقطون في طهران في اغتيالات مباشرة على ايدي عملاء الموساد!!!،

“يبدو ان دود المِشّ منّه وفيه”، كما يقول المثل الشعبي المصري،

أليس من المُحيّر والغريب أن تستطيع ايران ان تمطر اسرائيل بعشرات الصواريخ البالستية والمسيّرات، ولكن وفي نفس الوقت لا تستطيع ان تطلق صاروخا مضادا للطائرات الاسرائيلية المغيرة على اراصيها لثلاثة ايام متتالية،

والاعجب والاغرب، كيف يتمكّن عُملاء الموساد وفي عقر دار ايران ان يغتالوا علماء نوويين ايرانيين من مسافة صفر او عبر تفجير سياراتهم!!!،

“القصة يا جماعة الخير فيها إنّ”،  كما يُقال،

فهل هناك من تفسير لهذه الطلاسم والاحجيات، أم ننتظر ونتبع قول الشاعر حين قال:

“ستُبدي لك الايام ما كنت جاهلا، ويأتيك بالاخبار من لم تُزوّد”.