توقيت الهجوم الإسرائيلي على إيران… والأهداف المتنوعة

أمد/ في البداية، حين يكون الصراع مع الكيان الصهيوني، لا يجوز الوقوف على الحياد. فوجود “إسرائيل” يشكّل عاملًا أساسيًا في زعزعة الأمن ونشر الإرهاب، خاصة أن هذا الكيان تأسّس أصلًا على يد عصابات صهيونية.وإقتلاع الشعب الفلسطيني وتهجير الفلسطينين
منذ قيام “دولة إسرائيل”، كان وجودها تهديدًا مباشرًا لأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط. وقد جاء العدوان الإسرائيلي الأخير على الجمهورية الإسلامية الإيرانية قبل ثلاثة أيام فقط من موعد مشاركة الوفد الإيراني في مفاوضات كانت تجري بوساطة سلطنة عُمان.
وقد تسرّبت معلومات مبكرة عن أجواء إيجابية سادت اللقاءات المتكرّرة، لكن البيان الصادر عن وكالة الطاقة الذرية الدولية، والذي راجع تطوّر البرنامج النووي الإيراني، تضمّن إدانة لطهران بحجة عدم التزامها بتعليمات الوكالة.
هذا البيان لم يخلُ من طابع التسييس، إذ بدا واضحًا أنه يهدف إلى حرمان إيران من حقها في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية، تحت ضغط مباشر من الولايات المتحدة و”إسرائيل” اللتين تحاولان دائمًا الظهور بموقع صاحب اليد العليا في البطش والعدوان.والهيمنة
في الوقت نفسه، يستغل نتنياهو هذا العدوان للهروب من المسؤولية عن الإبادة الجماعية في قطاع غزة، والتي تجاوزت 620 يومًا. كما يرفض التوصّل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار، وإتمام صفقة تبادل الأسرى بين الاحتلال والفصائل الفلسطينية.
من أهداف هذا العدوان كذلك:
• تعطيل دعوة انعقاد مؤتمر دولي كان من المفترض أن يُعقد في مقر الأمم المتحدة، بدعوة من فرنسا والمملكة العربية السعودية.
• إفشال جهود الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، التي كانت تُناقش بجدية في المؤتمر، بدعم من عدد كبير من دول العالم.
• عرقلة مسار حل الدولتين، الذي لا يناسب أجندة الحكومة الإسرائيلية الحالية.
يسعى نتنياهو باستمرار إلى خلط الأوراق وخلق الفوضى على مستوى الإقليم والعالم، ويواصل تقديم “إسرائيل” على أنها “الضحية”، في الوقت الذي تمارس فيه دولته أبشع أشكال التطهير العرقي والاحتلال.
وتجاوزت “إسرائيل” حدودها حين طلبت من الولايات المتحدة الأمريكية الانضمام رسميًا إلى جهود إسقاط النظام الإيراني، في تدخل سافر بشؤون داخلية لدولة ذات سيادة.
على دول وشعوب العالم أن تدرك أن “إسرائيل” تنصّب نفسها قاضيًا وحاكمًا على دول الشرق الأوسط. والسكوت أو الحياد تجاه هذا النهج لن يقي أحدًا من تداعياته في المستقبل، إذ قد يمتد العدوان إلى دول كبرى مثل مصر، أو السعودية، أو تركيا، أو حتى باكستان.
ومن المفارقات أن الدول التي تمنع إيران من تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية، هي نفسها تغض الطرف عن امتلاك “إسرائيل” ترسانة كاملة من الأسلحة النووية والكيماوية والجرثومية، دون أن تخضع لأي تفتيش دولي.
كما أن “إسرائيل” لم تلتزم بأي من قرارات مجلس الأمن الدولي، ولم تُفرض عليها عقوبات، بسبب الدعم الغربي، وعلى رأسه الولايات المتحدة التي تستخدم حق النقض (الفيتو) لحمايتها من أي محاسبة.
إن صمود إيران واستيعابها للضربة الأولى يتطلب من العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي بذل الجهود لوقف العدوان الإسرائيلي، الذي قد يمتد ويخلّف نتائج كارثية على دول المنطقة.
يجب وقف العدوان الإسرائيلي في غزة، وسوريا، ولبنان، وطهران، ووضع حدّ لهذا الكيان… اليوم قبل الغد.