بات يام: عايشوا تجرِبة ما عاشته غزّة على مر الأيام

بات يام: عايشوا تجرِبة ما عاشته غزّة على مر الأيام

أمد/ يقول الله سبحانه وتعالى في مُحكم كتابه العزيز: “وفوق كلّ ذي علمٍ عليم”، صدق الله العظيم،

فلا احد، لا احد يتصوّر نفسه بانه نسخة فريدة على ظهر هذا الكوكب،

فدائما هناك اقوى من القوي، والله سبحانه وتعالى هو الاقوى،

ودائما هناك اجمل من الجميلة،

وهناك اكرم من الكريم ولو كان حاتم الطائي،

اسرائيل على مدى عام ونيّف عربدت وتبلطجت ودمّرت وقتلت  واحالت غزة إلى ركام،

وكانت تعتقد نفسها بمأمن، فصواريخ غزة متواضعة،

لكن الله يمهل ولا يهمل،

فقد جاءك يا بلّوط مين يعرفك،

هطل على اسرائيل زخّات من الصواريخ الايرانية بعيدة المدى، واصابت ودمّرت، وخاصة في مدينة بات يام المتاخمة لتل ابيب، ذاقت عماراتها ما ذاقته عمارات غزة من دمار، وعالقين تحت الانقاض،

نحن هنا لسنا في وارد المقارنة بين دمار ودمار، فيا ريت لو كنا نقارن بين عمار وعمار،

لان ايران ايضا دون شك قد تعرضت إلى دمار وإلى خسائر عديدة في عسكرييها وعلماءها النوويين ومنشآتها،

فالحرب دائمة مدمرة وقاسية ولا ترحم،

لكن في هذه الحالة فان الصهاينة الذين يفرحون لدمار غزة واليمن وايران، يبدو انهم قد ذاقوا “هذا الطعم”، الذي يُحبونه لغيرهم،

في حروب سابقة كانت اسرائيل تنقل ميدان المعركة سريعا إلى ارض الخصم،

أما في حروبها الحالية مع المقاومات ومع ايران، فان الوضع مختلف تماما، تُحيطها الصواريخ من كل جانب، تعدد الجبهات كما يقال،

تنطلق عليها الصواريخ من على رمال غزة، ومن بين اشجار ارز جنوب لبنان، ومن جبال صعدة، ومن ايران وطهران وربما قريبا من جنوب سوريا،

لم تعد اسرائيل قادرة على لفّ نفسها بورقة السوليفان،

لم تعد المعادلة “وان مان شو”، ضرب من قبل اسرائيل، وتلقّي ضربات من قبل خصومها، وانما الامور تسير في طريق الندّية، صاروخ بصاروخ، وعاصمة بعاصمة، ومنشآت حيوية بمنشآت حيوية،

الشيء الوحيد الذي لا يمكن للمقاومات وايران مبارزة اسرائيل فيه ألا وهو استهداف المدنيين، فاسرائيل ضليعة في استهداف المدنيين بصورة مقصودة وممنهجة، مما يثبت ان المقاومات وجبهتها العريضة تتفوّق دائما اخلاقيا على اسرائيل.