الغارديان: “ثلاثة شخصيات غاضبة” تهدد الشرق الأوسط بـ “كارثة” يمكن تفاديها

الغارديان: “ثلاثة شخصيات غاضبة” تهدد الشرق الأوسط بـ “كارثة” يمكن تفاديها

أمد/ لندن: في تحليل نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية وترجمته “ترجمة خاصة”، يرى الكاتب سايمون تيسدال أن الحرب الحالية بين إسرائيل وإيران لم تكن “أمرًا محتومًا”، بل كانت “خيارًا سياسيًا متعمدًا” اتخذه قادة فقدوا البوصلة. ويُشير تيسدال إلى أن “ثلاثة رجال غاضبون” هم المسؤولون عن دفع المنطقة إلى حافة حرب شاملة غير مسبوقة.

حرب بلا حدود وجنون القيادة

يصف تيسدال القتال الحالي بأنه قد “خرج عن إطار المناوشات المحدودة” التي شهدتها المنطقة في السنوات الماضية، حيث يُقتل المدنيون، ويُستهدف الزعماء مباشرة، و”اللغة السياسية انفلتت من عقالها”. ويؤكد أن إسرائيل تخوض حربًا على جبهات عدة، بينما تبدو إيران “محاصرة ومندفعة”، مما يجعل الخطر على المنطقة “وجوديًا” وقد يفجر صراعًا دوليًا واسع النطاق.

المسؤولون عن الانفجار الكبير: “ثلاثة رجال غاضبون”

يضع تيسدال المسؤولية عن هذا التصعيد الكارثي على عاتق ثلاث شخصيات، تتصرف، بحسب وصفه، بطرق تثير الشكوك حول حكمتهم وقدرتهم العقلية:

أولاً: بنيامين نتنياهو – رئيس الوزراء الإسرائيلي (75 عامًا)

يرى تيسدال أن نتنياهو سعى “منذ سنوات إلى مواجهة مفتوحة مع إيران”. ويُشير إلى فشله في منع هجمات 2023، وتهربه من المسؤولية، وعدم تحقيقه وعوده بتدمير حماس أو تحرير الرهائن، بينما قتلت قواته أكثر من 55 ألف فلسطيني في غزة. كما يذكر الكاتب قيام نتنياهو بغزو جنوب لبنان وسوريا، والآن يوجه نيرانه إلى إيران، مع احتمالية استهداف تركيا لاحقًا.

يُقدم تيسدال تحليلاً قاسياً لدوافع نتنياهو، معتبراً أن الحرب أصبحت “وسيلة بقاء سياسي” له، حيث يواجه اتهامات بارتكاب جرائم حرب، ويخوض معركته ليس فقط من أجل “أمن إسرائيل”، بل من أجل “إنقاذ نفسه من السقوط والسجن”.

ثانيًا: علي خامنئي – المرشد الأعلى لإيران (86 عامًا)

يُصوّر تيسدال خامنئي على أنه يقود “نظامًا دينيًا قمعيًا مفصولًا عن شعبه”، يعاني من “فشل اقتصادي وأمني واسع، مع سجل قاتم في قمع الحريات وحقوق المرأة”. وعلى الرغم من المعارضة الداخلية، يصر خامنئي على المضي في تخصيب اليورانيوم، وهو ما يراه الكاتب “منح إسرائيل ذريعة للتصعيد”.

ويُشير إلى أن الضربات الإسرائيلية استهدفت قيادات عسكرية ومنشآت نووية إيرانية حساسة، وقد يكون خامنئي نفسه على قائمة الأهداف المقبلة. ويرى تيسدال أن الدعوات الإسرائيلية للشعب الإيراني للتمرد تأتي “بنتائج عكسية” بسبب مصدرها “المشبوه”.

ثالثًا: دونالد ترامب – الرئيس الأمريكي السابق (79 عامًا)

يتهم تيسدال ترامب بأنه “دمر الاتفاق النووي مع إيران دون خطة بديلة واقعية”، وفشل في وضع شروط تفاوضية جديدة بسبب “جهله السياسي وضعف فريقه”. كما يلومه على سماحه لنتنياهو بتحديد سياسة أمريكا في المنطقة، ثم محاولته “ادعاء الفضل عندما بدأت الحرب”.

ويرى تيسدال أن ترامب، الذي يخوض حملة انتخابية جديدة، “يفتقر لأدنى فهم لقضايا السياسة الدولية، بل يشكل خطرًا على استقرار العالم”. ويحث بريطانيا على الابتعاد عن سياسات ترامب والعمل باستقلالية قدر الإمكان عن واشنطن.

حرب لا تبقي ولا تذر

يختتم تيسدال تحليله بالقول إن هذه الحرب “لم تكن قدرًا محتومًا، بل نتاج قرارات كارثية اتخذها قادة فقدوا البوصلة”. ومع تصاعد المخاطر في الخليج وتهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز، يحذر الكاتب من أن المنطقة والعالم يقفان “على حافة أزمة طاقة عالمية وانفجار عسكري مدمر”. ويلخص الموقف بعبارة: “ثلاثة رجال غاضبون – نتنياهو، خامنئي، وترامب – قد يقودون الشرق الأوسط والعالم إلى حرب لا تبقي ولا تذر”.