العرب وإيران: اللحظة الحاسمة في صراع المصير

العرب وإيران: اللحظة الحاسمة في صراع المصير

أمد/ تدخل المنطقة لحظة مفصلية في تاريخها الحديث، لحظة تختبر فيها الشعوب والأحلاف والأنظمة أمام نار الحقيقة, فإذا لم تُوجَّه ضربات قوية ومركّزة من إيران، فإنها تسير نحو السقوط، تمامًا كما سقطت أدواتها في ساحات متعددة، وعلى رأسها حزب الله.

اليوم، تنفرد إسرائيل بكل جبهة تقريبًا، وتتحرك بحرية ميدانية وجوية، وهذا يكشف ضعفًا فادحًا في تنسيق محور المقاومة وسوء إدارة للمعركة. الأسلوب الحالي أشبه بالتقطير البطيء، وكأننا أمام معركة بيع بالكيلو، لا مواجهة وجودية، وهذا، في سياق الصراع، خطأ استراتيجي قاتل.
وكلنا يتسائل أين مفاجأة حزب الله واليمن وسوريا ؟ أم حسمت وأصبحوا بلا قوة ، بل مكبلين ضعفا وتنازلا وصمتا.
الأدهى أن بعض الأنظمة العربية باتت تتباهى بإسقاط صواريخ إيران، لا لحرصها على أمنها الداخلي، بل في اصطفاف واضح مع العدو الإسرائيلي، الأردن، على سبيل المثال، فتح أجواءه للتصدي للصواريخ الإيرانية، بينما تغض سلطاته الطرف عن الطائرات المسيّرة الإسرائيلية، أما الخليج، فقواعده باتت منصّات خلفية لإطلاق الدعم اللوجستي لإسرائيل، دون مواربة.

في هذا المشهد القاتم، يجب أن نواجه الحقيقة: العرب  في غالبيتهم الرسمية  يساقون نحو الذبح وهم راضون، بل ومغتبطون، ذلك أن الوعي الوطني قد ذُبح منذ عقود، والجينات السياسية لأغلب الأنظمة لا تعرف سوى التبعية، لا السيادة.

سقوط إيران، إن حدث، لن يكون مجرد خسارة إقليمية لطهران، بل سيُشكّل تحولًا استراتيجيًا خطيرًا، فكما صرّح نتنياهو سابقًا، فإن انهيار إيران هو المقدمة المثالية لضرب باكستان النووية، في استكمال لمخطط تفريغ العالم الإسلامي من أي قوة ردع حقيقية.

إسرائيل لن تُهزم بوجود هذه الأنظمة، مهما علا الصراخ وتزيّفت الشعارات، الشعوب العربية ستبقى مخذولة طالما بقيت خاضعة لحكّام لا يرون في الكرامة الوطنية سوى عبء، ولن تنهزم إسرائيل إلا بسقوط من يحميها من الداخل العربي.

أما غزة، فستخذل مرة بعد مرة، ما دامت الشعوب تفرح بانتصارات إسرائيل وتُكافئ قادتها بالسكوت أو التبرير.

في النهاية، قد تكون الحقيقة مؤلمة، لكنها ضرورية: لا خلاص للأمة إلا بثورة على الخنوع، لا نهوض إلا بسقوط أنظمة فقدت شرف الوقوف مع المظلوم.