مجازر مستمرة: استشهاد حوالي 60 شخصاً يوم الاثنين ومقتل ضابط إسرائيلي في خان يونس

أمد/ غزة: دخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ91 منذ استئنافها، ويومها الـ618 منذ اندلاعها في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وسط تواصل مجازر الإبادة بحق السكان المدنيين الذين يواجهون أوضاعًا إنسانية كارثية في ظل الحصار والدمار.
ويعيش أهالي القطاع تحت وطأة المجاعة، وانهيار شبه تام للبنية التحتية، وانقطاع الكهرباء والماء، وتردّي الخدمات الصحية، فيما فاقم العدوان الإسرائيلي الأخير الأوضاع بإحداث انقطاع تام في الإنترنت والاتصالات استمر لثلاثة أيام، قبل أن تعود الخدمة بشكل جزئي اليوم.
استشهد 68 شخصا بينهم 38 من طالبي المساعدات، فيما أصيب أكثر من 182 آخرين جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على غزة في آخر 24 ساعة، كما استشهد 59 شخصا، الإثنين، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل أحد عناصره بمعارك جنوبيّ غزة، ذكرت تقارير إسرائيلية أنه قُتل إثر انفجار عبوة ناسفة بخانيونس، والقتيل ضابط برتبة نقيب، وهو نائب قائد سرية في كتيبة الهندسة 7086.
وبحسب الحصيلة التي أعلنت عنها وزارة الصحة في القطاع، فإن إجمالي شهداء “لقمة العيش” ممن وصلوا إلى المستشفيات من المناطق المخصصة لتوزيع المساعدات ارتفع إلى 338 شهيدا، وأكثر من 2831 إصابة.
ارتفاع حصيلة الضحايا
أعلنت مصادر طبية، يوم الاثنين، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 55,432، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأضافت المصادر، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 128,923، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأشارت إلى أن عدد الشهداء الذين وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، بلغ 68 (بينهم شهيدان انتُشل جثماناهما)، والإصابات 182، فيما أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 آذار/ مارس الماضي بعد خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار بلغت 5,139 شهيدا، و16,882 إصابة.
ولفتت المصادر إلى أن إجمالي شهداء المساعدات ممن وصلوا إلى المستشفيات من المناطق المخصصة لتوزيع المساعدات بلغ 338 شهيدا وأكثر من 2,831 إصابة، بينهم 38 شهيدا ارتقوا خلال الساعات الـ24 الماضية.
مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى
استشهد خمسة مواطنين وأصيب آخرون بنيران الاحتلال الإسرائيلي، مساء يوم الإثنين، أثناء انتظارهم للمساعدات في شمال غرب مدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية، باستشهاد خمسة مواطنين وإصابة عشرات آخرين، بعد أن استهدفهم الاحتلال بنيرانه أثناء انتظارهم للمساعدات في شمال غرب مدينة غزة، لترتفع حصيلة الشهداء في القطاع منذ فجر اليوم إلى 56 شهيدا بينهم 38 شهيدا من منتظري المساعدات.
وذكرت مصادر طبية أن حصيلة ضحايا منتظري المساعدات ارتفعت إلى 338 شهيدا و2831 جريحا، منذ 27 أيار/ مايو الماضي.
وفي وقت سابق، استشهد مواطنان وأصيب آخرون في قصف طيران الاحتلال مخزنا في بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة.
أعلنت مصادر طبية في قطاع غزة، قبل قليل، أن نحو 20 شهيدا، وأكثر من 200 مصاب، بينهم حالات خطيرة، وصلوا إلى مستشفى الصليب الأحمر في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، في حصيلة أولية، جراء تعرضهم لرصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي المباشر، أثناء وجودهم قرب مركز توزيع المساعدات.
وأضافت المصادر ذاتها، أن مستشفى الصليب الأحمر الميداني في مواصي محافظة خان يونس يتعرض لإطلاق نار من آليات الاحتلال، ما يُعرّض حياة المرضى والطواقم العاملة للخطر.
استشهد وأصيب عدد من المواطنين بينهم أطفال، منذ فجر يوم الاثنين، برصاص وقصف الاحتلال أنحاء متفرقة في قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية، باستشهاد صيادين وفقدان ثالث، جراء تعرضهم لرصاص بحرية الاحتلال في بحر مدينة غزة.
وأضافت المصادر ذاتها، أن ثلاثة مواطنين من منتظري المساعدات استشهدوا، فيما أصيب 20 آخرين، أثناء انتظارهم المساعدات الغذائية في منطقة العلم القريبة من مركز المساعدات غرب مدينة رفح جنوبا.
وأشارت إلى وقوع إصابات في مناطق شرق مدينة غزة، تحديدا في التفاح، والزيتون، والشجاعية، وفي المناطق المحيطة بمستشفى ناصر بخان يونس، برصاص ومدفعية الاحتلال.
كما أصيب 10 من منتظري المساعدات برصاص الاحتلال غرب مدينة بيت لاهيا شمال القطاع.
هذا، وتشهد المناطق الشمالية الغربية لبيت لاهيا قصفا مدفعيا مكثفا.
عودة تدريجية لخدمات الاتصالات والإنترنت إلى وسط قطاع غزة وجنوبه
أعلنت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات بدء العودة التدريجية لخدمات الاتصالات والإنترنت إلى مناطق وسط قطاع غزة وجنوبه، وذلك بعد تمكن الطواقم الفنية من إصلاح الأعطال التي لحقت بالبنية التحتية نتيجة استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي المتكرر، ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى عزل القطاع عن العالم الخارجي.
وأكدت الهيئة في بيان، مساء اليوم الاثنين، أن استمرار هذه الاعتداءات يُشكّل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية والإنسانية، ويُهدد بشكل مباشر استمرارية الخدمات الحيوية، التي تُعد شريانًا أساسيًا في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها سكان القطاع.
وإزاء ذلك، ناشدت الهيئة المجتمع الدولي، والمنظمات الحقوقية، والجهات ذات العلاقة، التدخل العاجل والفوري لوقف هذه الهجمات، وضمان حماية الطواقم الفنية، وتسهيل وصولها الآمن إلى مواقع الأعطال، بما يضمن استمرار تقديم الخدمات الأساسية لأهلنا في قطاع غزة.
ومنذ بداية عدوان الاحتلال على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، انقطعت خدمات الاتصالات والإنترنت عدة مرات عن القطاع أو مناطق واسعة منه، وكان آخرها صباح اليوم، جراء القصف الإسرائيلي المكثف، أو نفاد الوقود الذي يُستخدم في تشغيل المولدات الكهربائية.
نداء أممي للتحرك في ضوء تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة
وجه مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، نداء عاجلا إلى حكومات العالم للتحرك في ضوء تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.
وقال تورك خلال افتتاح جلسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، اليوم الإثنين، إن على الجميع في مواقع الحكم أن يستفيقوا لما يجري في غزة، وإنه يجب على كل من يملك نفوذا أن يمارس أقصى قدر من الضغط لوضع حد لهذه “المعاناة التي لا تطاق”.
وأكد أنه لا يمكن تحقيق سلام دائم إلا من خلال حل الدولتين، بحيث تكون غزة جزءا من دولة فلسطينية في المستقبل.
ووجه تورك انتقادات حادة لحرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، قائلا إن “وسائلها وأساليبها القتالية تلحق بالفلسطينيين معاناة مروعة وغير مقبولة ولا يمكن استيعابها”.
وندد بما وصفه بـ “الخطاب المثير للقلق والمجرد من الإنسانية” الصادر عن مسؤولين إسرائيليين، كما انتقد استمرار الحصار المتواصل المفروض على دخول شحنات المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، والذي لا يزال ساريا منذ شهر.
ودعا أيضا إلى فتح تحقيق في استهداف المواطنين في قطاع غزة أمام مراكز توزيع المساعدات.
تحذير أممي: النقص الحاد في الغذاء بقطاع غزة قد يصل إلى أعلى مستوياته في أيلول المقبل
حذرت منظمة الأغذية والزراعة “فاو” وبرنامج الأغذية العالمي التابعان للأمم المتحدة، من أن حوالي 2.1 مليون فلسطيني في غزة معرضون لخطر المجاعة جراء استمرار إسرائيل في ارتكاب إبادة جماعية في القطاع.
جاء ذلك في تقرير تحذيري صدر عن “الفاو” وبرنامج الأغذية العالمي، اليوم الاثنين، يعرض نقاط الجوع حول العالم.
وأكد التقرير أن مستوى المجاعة وصل إلى مستوى حرج بسبب صعوبة وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، التي صُنِّفت تحت اسم “البؤر الساخنة المثيرة للقلق الشديد”.
وشدد على أن حوالي 2.1 مليون فلسطيني في غزة معرضون لخطر المجاعة الشديد بسبب الحرب الإسرائيلية المستمرة، والنزوح الجماعي، والقيود الشديدة على المساعدات الإنسانية.
وأوضح أن النقص الحاد في الغذاء في غزة قد يصل إلى أعلى مستوياته في سبتمبر/ أيلول المقبل.
وأشار المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة تشو دونغيو، الذي أُدرجت آراؤه في التقرير، إلى أن الجوع يُمثل حالة طوارئ لملايين الأشخاص حول العالم.
ودعا دونغيو إلى “اتخاذ إجراءات فورية وجماعية لإنقاذ الأرواح وحماية سبل العيش”.
ويعاني قطاع غزة أزمة إنسانية وإغاثية كارثية جراء إغلاق سلطات الاحتلال المعابر منذ 2 مارس/ آذار الماضي، مانعة دخول الغذاء والدواء والمساعدات والوقود، بينما يُصعّد جيشها حدة الإبادة الجماعية في القطاع المحاصر.
وخلّفت حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أكثر من 184 ألفا بين شهيد، وجريح، معظمهم أطفال، ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إلى جانب مئات آلاف النازحين.
“الأونروا”: القيود تحول دون دخول كميات كبيرة من المساعدات إلى قطاع غزة
حذر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدّة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” فيليب لازاريني من أن المآسي تتواصل في غزة بلا هوادة، بينما يتحول الانتباه إلى أماكن أخرى.
وأوضح لازاريني، في تصريح له، على صفحة وكالة الغوث الرسمية، “أنه قد قُتل وأصيب العشرات خلال الأيام الماضية، من بينهم جائعون حاولوا الحصول على الطعام ضمن نظام توزيع مُميت”.
ولفت إلى أن القيود المفروضة على إدخال المساعدات من خلال الأمم المتحدة، بما في ذلك “الأونروا”، تتواصل رغم توفر كميات كبيرة من المساعدات الجاهزة لدخول غزة، علاوة على ذلك، فإن النقص الحاد في الوقود يعوق الآن تقديم الخدمات الأساسية وخاصة الصحة والمياه.
وأوضح أن أعمال القتل ستُولّد المزيد من الحروب وإراقة الدماء، وسيظل المدنيون أول من يعاني، وسيعانون أكثر من غيرهم.
وأكد أن الإرادة السياسية والقيادة والشجاعة مُستحقة، وهي مطلوبة أكثر من أي وقت مضى.