المغرب في بلاده الريفية: صورة غامضة

أمد/ جسدُ المغربِ بوجهين أحدهما ظاهر من خلال قناع مُدنٍ متفاوتة الحجم والأهمية، والثاني عاري تماماً تشع منه حقيقة المغرب في جزئه الترابي الأكبر غير ذي القيمة، لدى الدولة كسلطة وحكومة وما فوقهما من نظام ماسك ما يتحرَّك داخل المسافات كالأبعاد الوطنية ، يمينا أو يسارا أو اتجاه سجون للتربية على ثقافة التعبير بنَعَم على أي سياسات متتالية، مِن حيث الشكل غير متشابهة أما المضمون هي هي لبُّها نفس القضية . وجه المدن له ما يغسله من حين لآخر بسوائل الترقيع من طرف إدارات نصفها تعد تكميلية ، باستثناء مصالح أم الوزارات ” الداخلية” العمود الفقري للنظام الحريصة على الجوانب التنظيمية ، ومنها الاستقرار بأي تدخل كان مؤدِّباً أو مُعذِّبا أو متجاوزا لكل القوانين المحلية كالدولية ، أما وجه الأرياف بآلاف القرى المشتتة عبر الخريطة الجغرافية ، فله من قصص ألف ليلة وليلة ما تلخص وصمة عار مسلطة على جبين حكومات ومنها الحالية ، حاولنا جمع وعودها فيما يخص إصلاح هذه المساحات الأكبر من الأراضي المغربية ، ولم نستطع لكثرتها المتبخرة مع سراب التهدئات السياسية ، التي طالما التجأت إليها تلك الحكومات ومنها الباقية ، كمساهمة منها في تطعيم تراكمٍ وصلَ حالة غير قابلة للسكوت عليها جملة وتفصيلا وبخاصة في هذه الطرفية ، وملايير الدولارات تُصرَف على تزيين المُزَيَّن لمدنٍ بعينيها استعدادا للمهرجانات الكروية الإفريقية كالعالمية ، وتلك القرى يطالها نفس التهميش المُسلَّط عليها منذ الاستقلال إلى الحقبة الآنية . وما أكثر ما تعانيه فلا حقوق ولو في الحد الأدنى يتمتع بها قاطنوها وهم بالملايين ولا مرافق ولا بنيات تحتية ولا ما يؤكد أنهم مغاربة مثلهم مثل سكان المدن الكبيرة منها كالصغيرة ، بل تعرضهم لقسوة التدبير الإداري يجعلهم أقرب للعبيد في هواء طلق محسوبة فيه أنفاسهم بدوام المراقبة من طرف السلطة التنفيذية ،
المكوَّنة من “المقدم” و “الشيخ” و ” القائد” و ” رئيس الدائرة” و”العامل / المحافظ” وّ “الدرك الملكي” إضافة لبعض العملاء المزروعين في بعض الدواوير التي قد يشم فيها من يشم من الرسميين رائحة وعي انفرادي أو جماعي يتنامى ، ولو كان غرضه مطالبة الحكومة بتوجيه عنايتها لتلك الأجزاء من المملكة .