الجزائر تخسر جهودها

أمد/ ما ضرَّها لو جنحت للسلام ، وربحت نفسها دولة تستحق حقاً الاحترام ، بدل مسخرة ادعاء ما يعجِّل بفوران الدم ، في شرايين الصابرين عليها منذ عقود عساها تفيق من عيبها الفارز المزيد من الهَمِّ والغَم ، وكأنها آلة الفت الدوران تنقِّب وسطَ بركانٍ نائمٍ عن انفجار حِمَم ، تحرق ما تبَقَّى لها من خطوط ِالرِّجعةِ لتحيا كسائر دولِ العالم ، الباحثة عن الاستقرار والتطوُّر الهادف لإسعاد ما يقطنها من أقوام ، نقلهم الفهم للتمسُّك بالمُفيد بدل الخوض في سطحيَّةِ أحلام ، طالما اعتمدها البعض ومنها دولة الجزائر المحاربة منطق الحق المعتمِد على الدليل والبرهان الجاعل الصحراء مغربية بالأصل المدون عبر الأزمنة وليس المشاع بالكلام ، واضعة نفسها في قائمة البلاد العظمى المشرِّعة عن باطلٍ المواقف المغلوطة يُطبِّل لها المأجور من الإعلام ، بقوة صرَفت عليها من مردوديات النفط لتكدِّس أسلحتها في دهاليز حجبها الظلام ، حتى أصبح مجملها خارج الخدمة ومهما حاول العسكر طمس ذلك فللخبراء عيون نافذة تحصى الصالح والطالح وتفرق بين المهم والأهم وأهم الأهم ، فلو وجهت ربع المجهود لخدمة مقومات الدولة الجزائرية المستحقَّة التعريف الموضوعي للدولة كدولة لكانت عكس ما هي عليه اليوم ، لكنها مبتلية منذ مرحلة الراحل الهواري بومدين بعقلية صنف غريب من الحُكَّام ، بلغت ما بلغته من ذروة التيار العاكس الرؤية الوحيدة غير الصائبة كما وقع مع عبد العزيز بوتفليقة التارك الجزائر على هامش الانهيار بما كرسه من احتيار مبني على التبذير لتحقيق الهش من المظاهر بشكل عام ، والواقف كان ضد المغرب بأسلوب عداؤه بالغ حد افتعال عِلَلِ الاصطدام المسلَّح لولى تعقل المغرب الذي كان يقابل الإساءة بترفُّع المقتدرين الكرام ، وكم هي الاستفزازات المتواصلة التي لم تدرك الجزائر حتى الساعة أنها بممارستها تصب المياه في الرمال بلا طائل والمغرب صابر فوق أرضه مُصان الجانب والمقام ، لا يتزحزح عن التمسك بحق وحدته الترابية علماً أنه لن يستمرَّ هادئاً على الدوام ، قد تصل لحظة يجعل فيها الجزائر بكل ما صدر عنها من تجاوزات خطيرة تندم ولن ينفعها الندم ، وأول من سينقلب عليها تلك الجماعة التي بدأت تشعر بالعياء وعجز الجزائر الكلي على تحقيق ما وعدتها به جمهورية كرطونية وعاصمتها “تندوف” وقصر لرئيسها مشيَّد من الرخام ، ستنقلب عليها ومن يدري قد تستوطن “المرادية” رفقة جمهورية القبائل وهي في الطريق الي استقلالها مكونين فدرالية تحت نفس العلم ، المصائب داخل الجزائر تكبر أمام أعين جنرالات العسكر المنبعجة بطونهم والمُفَلْطَحَة مِن فرط ازدرادهم الميزانيات المفروض أن تخصَّص لرقي وازدهار الشعب الجزائري العظيم بدل المصالح الضيقة للفاشل كنظام الملقِّب نفسه دون حياء بالمٌعظَّم ، جماعة البوليساريو ستقبل بالحكم الذاتي آجلاً أو عاجلاً المشاورات على قدم وساق بين عناصر قيادية تحاول إقناع من سكن الخوف أفئدتهم من تصرفات المخابرات العسكرية الجزائرية وما تلوح به من شراسة انتقام ، لكن المسألة ماضية إذ البشر هناك بما تعرضوا إليه من مضايقات وما اتضح حيالهم من هراء وعود حوَّلها الزمن لسراب لم يعد أمامهم سوى الرجوع لأحضان وطنهم المغرب الذي حرَّر أقاليمه الجنوبية الصحراوية بمسيرة خضراء سلمية نالت أعجاب كل الأمم .