المونيتور: إسرائيل تتورط في “مخاطرة كبيرة” من خلال دعم ميليشيا ضد حماس

المونيتور: إسرائيل تتورط في “مخاطرة كبيرة” من خلال دعم ميليشيا ضد حماس

أمد/ واشنطن: أثار تقرير نشره موقع “المونيتور” ضجة كبيرة بعدما كشف عن شروع إسرائيل في تسليح ميليشيا مستقلة يقودها ياسر أبو شباب داخل قطاع غزة، في محاولة لخلق توازن قوى مناهض لحركة حماس.

ووصف التقرير هذه الخطوة بـ”المغامرة الجامحة” التي قد تعود بنتائج عكسية على الأمن الإسرائيلي والاستقرار في القطاع.

ووفقًا للتقرير، فإن إسرائيل بدأت فعليًا بتزويد ميليشيا محلية بالسلاح، يبلغ عدد عناصرها نحو 300 مقاتل، بحسب القناة العبرية 12، في خطوة تهدف إلى تقويض سيطرة حماس المستمرة منذ ما يقرب من 17 عامًا على غزة، وقد حظيت هذه الخطة بموافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على الرغم من التحذيرات الصادرة من أوساط سياسية وعسكرية إسرائيلية رفيعة.

وتقود الميليشيا، شخصية جدلية تُدعى ياسر أبو شباب، وهو فلسطيني بدوي من مدينة رفح، سبق أن اعتقلته حماس بتهم تتعلق بالسرقة والاتجار بالمخدرات، بحسب التقرير.

وتحت رعاية إسرائيلية، سيطرت مجموعة أبو شباب خلال الأشهر الأخيرة على منطقة جنوب شرق قطاع غزة، الممتدة بين رفح ومعبر كرم أبو سالم، في محاولة لتأسيس منطقة حكم ذاتي خارجة عن نفوذ حماس.

وكشفت الصحيفة أن هذا التوجه يأتي في أعقاب 20 شهرًا من الضغوط الدولية والمحلية على الحكومة الإسرائيلية لتقديم خطة واضحة بشأن مستقبل غزة ما بعد الحرب، وبدلاً من تبني النموذج الذي دعا إليه المجتمع الدولي، والذي يشمل دورًا للسلطة الفلسطينية أو إدارة مدنية انتقالية، يبدو أن إسرائيل اختارت مسارًا مغايرًا تمامًا.

وبرزت تفاصيل هذه الخطة المثيرة للجدل خلال الأسبوع الجاري، بعد أن تحدث عنها وزير الدفاع الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان، الذي أكد علنًا وجود هذا المشروع.

وعلى الرغم من أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية منعت في السابق تداول معلومات حول الموضوع، إلا أن رئيس الوزراء نتنياهو خرج في الخامس من يونيو/حزيران بفيديو يؤكد ما كشفه ليبرمان، قائلًا: “نحن نزوّد بالفعل عشيرة أبو شباب بالسلاح… ما العيب في ذلك؟ إنه يحمي جنودنا”.

مقامرة خطيرة

ويقول “المونيتور” إن المنطق الظاهري للخطة، التي تقوم على تمويل وتسليح قوة محلية ضد حماس وتأمين الجنود الإسرائيليين داخل أراضٍ معادية، قد يبدو جذابًا، لكنه في الواقع شديد الخطورة، وقد يؤدي إلى نتائج عكسية، من بينها فقدان السيطرة على ما تبقى من التنظيم السياسي والإداري في القطاع.

ونقل الموقع عن مصدر عسكري إسرائيلي -طلب عدم الكشف عن هويته– وصفه للخطة بأنها “مقامرة خطرة” قد تفتح الباب على احتمالات غير محسوبة. وأضاف: “هناك فرص، نعم، لكنها محفوفة بمخاطر كبيرة”.

جماعات سلفية متطرفة 

وتعزز هذه المخاوف مزاعم أفيغدور ليبرمان، الذي قال إن ياسر أبو شباب يرتبط بجماعات سلفية أكثر تطرفًا من حماس، وربما حتى بتنظيم داعش، وحذر من أن الأسلحة التي تسلمها إسرائيل لهذه الميليشيا قد تُستخدم في نهاية المطاف ضد قواتها، مشيرًا إلى أن “الخروج عن القانون لا يمكن ضبطه بمجرد تسليحه”.

وبحسب التقرير، فإن “خطة الفقاعات” –وهو الاسم الذي طُرح على مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي في أواخر 2023– كانت تتضمن إنشاء “جيوب خالية من حماس” داخل غزة، يحصل فيها السكان المحليون على الغذاء والمساعدات، ويتم تشكيل قيادات محلية بديلة.

خطة من بنات أفكار نتنياهو

ورغم أن نتنياهو لم يدعم الخطة آنذاك، عاد ليوافق لاحقًا على نسخة معدّلة اقترحها جهاز الأمن العام (الشاباك)، مستندًا إلى تقديرات تشير إلى ضعف متزايد في بنية حماس بفعل الضربات المستمرة.

غير أن المثير للجدل، وفقًا لـ”المونيتور” أن مجلس الوزراء الأمني لم يشارك في إقرار هذه الخطة رغم مسؤوليته القانونية عن السياسات الأمنية، ويُرجّح أن استبعاده جاء خشية من عرقلة محتملة من وزراء متشددين مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، الذين قد يعارضون إقامة أي كيانات فلسطينية، حتى لو كانت مناوئة لحماس.