نائب الرئيس الأمريكي فانس: “إذا كنت تمتلك ضميراً، يجب أن تشعر بالحزن تجاه ما يجري في غزة”

أمد/ واشنطن: في مقابلة نادرة تناول نائب الرئيس الأميركي جيه. دي. فانس الوضع الإنساني في قطاع غزة.
وقال خلال لقاء مع بودكاست الكوميدي الأمريكي ثيو فون، إن الأحداث الجارية خلال الحرب المستمرة منذ عام وثمانية أشهر مفجعة، ودعا فانس إلى إنهاء القتال وإيصال المساعدات إلى المدنيين الفلسطينيين
وفي تطور لافت، قال فانس، “أنا إنسان لذا أشاهد هذه الأشياء التي تحصل بغزة، أشاهد الفيديوهات والصور وهذا يفجعني، من جهة هناك أناس أبرياء .. فلسطينيون أبرياء، ورهائن إسرائيليون أبرياء أيضا .. عالقون في أتون العنف المروع الذي يحدث الآن .. نسعى جاهدين لتقديم أكبر قدر ممكن من المساعدة والدعم لهؤلاء الناس بقدر ما تسمح به الإنسانية.”
وحول 7 أكتوبر، أشار فانس، إلى إسرائيل تعرضت لـ “هجوم من منظمة ” مروعة .. أعتقد أن الناس ينسون ذلك أحيانا .. ينسون أن ما بدأ كل هذا كان هجوما “إرهابيا” مروعا قتل فيه العديد من المدنيين الإسرائيليين الأبرياء .. لذا ما نسعى إليه هو التوصل إلى حل سلمي، وأعتقد أن حل السلام يتلخص في الآتي: يجب أن تمنح إسرائيل ضمانات مطلقة، بأن حماس لن تهاجمها مجددا وتقتل المدنيين، وفي الوقت نفسه يجب أن نقدم المساعدات والدعم للفلسطينيين الأبرياء لأنهم من نواح عديدة عالقون في خضم كل هذا”.
ويكمل، “النقاش حول الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين يضعف إنسانيتنا .. لذا لا أحبه .. رأيت أناسا من اليسار يتجاهلون تماما مقتل هذا العدد الكبير من الإسرائيليين الأبرياء في هجوم “إرهابي”، ورأيت أيضا أناسا غالبا من اليمين يتجاهلون تماما وجود أطفال وقعوا ضحية هذا العنف .. أعتقد أن هذا أحد أسباب التزام الرئيس وأنا أسميه “رئيس السلام” بمحاولة حل هذه المشكلة .. فكلما طال أمد هذا الوضع زادت المعاناة والموت .. الأمر ليس سهلا فنحن نتحدث مع الجميع حول هذا الموضوع مع إسرائيل ومع شعوب العالم العربي ومع الفلسطينيين .. نحن منخرطون باستمرار في الدبلوماسية”.
وضيف فانس، “أرى أشخاصا من فصيلي السياسي الجمهوري يشاهدون هذه الفيديوهات لأطفال فلسطينيين أبرياء ويقولون: “لقد استحقوا ذلك” .. لا، لا، لا .. إن كان لديك قلب فلا بد أن ينفطر قلبك عندما ترى طفلا صغيرا يعاني .. لذا فإن سياستنا هي السعي إلى وقف الصراع والقضاء على جذوره حتى نتمكن من إحلال السلام وتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية للشعب”.
وأكد فانس أن، “الرئيس ترامب مؤيد بشدة لإسرائيل، لكنه يدرك أيضا أن إنهاء أي صراع يتطلب التحدث مع الجميع .. لذا هاجموه وهاجموني لكوني مؤيدا للدبلوماسية بشكل مفرط .. لكن ما يجب أن يطالب به الناس هو أنه إذا كانت أموال دافعي الضرائب تذهب إلى هناك فعلينا أن نطالب ببذل جهد”.
وردا على سؤال .. رفض فانس اتهام إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة .. وقال، “لا أعتقد أن الإسرائيليين يحاولون عمدا قتل كل فلسطيني .. لقد تلقوا ضربة موجعة، ويحاولون تدمير هذه المنظمة ” والحرب جحيم هذه هي الحقيقة”.
واستشهد نائب الرئيس الأميركي بمثال واضح على تآكل الإنسانية بسبب حرب غزة من خلال معاملة العناصر المؤيدة لإسرائيل للمبعوث الخاص إلى المنطقة ستيف ويتكوف .. وقال: “إنه يهودي موال جدا لإسرائيل .. لقد بذل جهودا تفوق أي شخص آخر لإنهاء هذا الصراع ومع ذلك أحيانا يعرف بعض الناس أنفسهم بأنهم موالون لإسرائيل، ويهاجمون ستيف لأنه ليس مواليا لإسرائيل بما يكفي”.
وقال، “أعتقد أن هذا سخيف .. أراه يعمل كل يوم .. إنه يهودي يؤمن بوجود دولة إسرائيل، ولكنه أيضا رجل ذو قلب يحاول منع القتل .. عندما أتحدث عن كيف أفقدنا هذا الجدل إنسانيتنا أفكر في الهجمات المستمرة على ستيف .. إنه رجل أب أيضا .. فقد أحد أبنائه بجرعة زائدة وهو ببساطة رجل يحب الناس ويؤمن بقيمة الحياة البشرية وهو يقوم بعمل رائع
حاول الوسيط الفلسطيني الأميركي بشارة بحبح تقديم حل وسط جديد لكن لم يتحقق حتى الآن .. أما المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف فقد فكر في القدوم إلى المنطقة لكنه تراجع ومع ذلك فهو لا يصرح بأنه يائس”.
ولا تزال حماس متمسكة بمواقفها المتشددة وترفض التراجع عنها .. تطالب بضمانات أميركية لإنهاء الحرب وانسحاب إسرائيلي من أراض لا تنوي إخلائها وترفض إطلاق سراح عشرة مختطفين خلال أسبوع كما يقترح ويتكوف .. وتفضل تمديد فترة الإفراج على مدار 60 يوما من المفاوضات .. ويبقى مطلبها الرئيسي دون تغيير: وقف الحرب تماما
وإسرائيل حتى اللحظة ترفض إنهاء الحرب وليست مستعدة لتلبية مطالب حماس .. تحاول الولايات المتحدة ومصر وقطر التوسط لحل هذه الخلافات ..
عمليا لا توجد مفاوضات بل صياغات خلف الكواليس لخطوط عريضة ومقترحات لم تتبلور بعد في مقترح حقيقي .. هناك في إسرائيل من يدعي أن الأميركيين غير معنيين حقا بهذا الأمر وأن هذه القضية ليست على رأس قائمة أولوياتهم.