أوروبا تتزايد بين هويتها الأوروبية وتأثرها بالولايات المتحدة وإسرائيل

أمد/ دول اوروبا هي جاراتنا الشماليات، نتقاسم واياهم حوض البحر الابيض المتوسط،، هم شمالا ونحن جنوبا وبعضا من الشرق،
وربما اكثر ما يربطنا تاريخيا باوروبا هي حضارة العرب المسلمين في الاندلس، في اسبانيا والبرتغال،
كما ان قبرص ومالطا وجنوب ايطاليا، وطبعا تركيا واليونان، وحتى بلغاريا ورومانيا والبوسنة والهرسك والبانيا، لا تبعد كثيرا عن كونها دول اوروبية، وفي نفس الوقت وكأنها دول شرقية،
هذا بالاضافة إلى ما استجدّ في أوروبا على مدى السنوات المتتالية، والاخيرة، في دول مثل بلجيكا وهولندا والسويد وحتى فرنسا من تواجد اسلامي قرّب هذه العلاقة التاريخية ما بين المنطقتين المتحدتين في الجغرافيا وفي المناخ وربما بالمصير المشترك،
فاذا رميت حجرا في البحر من الجزر اليونانية، تتعكر المياه في تونس وسوريا ولبنان وفلسطين،
واذا وقفت على تلّة الناقة في مدينة الهوّارية التونسية ونظرت في الافق الصافي شمالا ترى بالعين جزيرة صقلية في جنوب ايطاليا،
القضيّة الفلسطينية، وخاصة مسألة الدولة الفلسطينية العتيدة والاعتراف بها، هي من البنود الهامة الموضوعة على اجندة جاراتنا الدول الاوروبية، فقد كانت عدّة دول سبّاقة إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية مثل اسبانيا وايرلندا والنرويج،
وكرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية تتدحرج في اروقة وبرلمانات دول اوروبية عديدة، بصورة متدرجة ومتفاوتة،
لكن ودائما هناك ولكن في اللغة والثقافة الاسبانية، من الواضح ان دول اوروبا تتعرض لضغوطات امريكية وطبعا اسرائيليلية “لفرملة” توجهاتها للاعتراف بالدولة الفلسطينية، ولو من باب ما يسمى حل الدولتين، والتوازن ما بين اعترافهم الحاصل باسرائيل واعترافهم القادم بالدولة الفلسطينية،
بهذا الخصوص، يبدو الموقف الاوروبي مُتأرجحا ما بين اوروبيّتهم واستقلالهم ونيّتهم ورغبتهم الاعتراف بالدولة الفلسطينية وما بين انقيادهم للولايات المتحدة واسرائيل وسياساتهما المُداهنة المُلتبسة حيال العديد من القضايا الدولية وخاصة مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلّة.