لوس أنجلوس تشهد استمرار الاحتجاجات والنيران تنتشر إلى مدن أخرى.. فانس: ترامب لن يتراجع.

لوس أنجلوس تشهد استمرار الاحتجاجات والنيران تنتشر إلى مدن أخرى.. فانس: ترامب لن يتراجع.

أمد/ واشنطن: واصلت الشرطة في لوس أنجلوس، إغلاق الشوارع المؤدية إلى مراكز احتجاز المهاجرين، بعد أربع أيام متواصلة من الاحتجاجات ضد حملات إنفاذ قوانين الهجرة الفيدرالية، فيما نشطت الأجهزة الأمنية لإبعاد المئات من المتظاهرين عن مواقع المراكز، واتسعت رقعة الاحتجاجات الناتجة عن التوترات المتعلقة بسياسات الإدارة الأمريكية متمثلة في وكالة الهجرة الفيدرالية، لتصل إلى ولاية تكساس، حيث شهدت مدينتا دالاس وأوستن تظاهرات جديدة دعمًا للمحتجين المطالبين بوقف حملات توقيف وترحيل المهاجرين غير الشرعيين.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه “لا يريد حربًا أهلية وما فعله في لوس أنجلوس الأمر الصحيح”، وذلك على خلفية الاحتجاجات العنيفة الأخيرة في المدينة رفضًا لسياسة الهجرة

وتجمع آلاف المتظاهرين خارج مكاتب دائرة الهجرة والجمارك للاحتشاد ضد مداهمات الوكالة وعمليات الترحيل التي تقوم بها في جميع أنحاء كاليفورنيا والولايات المتحدة.

وأضاف ترامب، في مؤتمر صحفي عقده في البيت الأبيض يوم الاثنين، أن “احتجاجات لوس أنجلوس كان من الممكن أن تؤدي إلى تمرد، وسأنشر قوات إضافية من الحرس الوطني في ولاية كاليفورنيا إذا لزم الأمر”.

فانس: لا تراجع

قال نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس إن الرئيس دونالد ترامب لن يتراجع عن مواجهة الاحتجاجات في لوس أنجلوس، التي تنتقل شرارتها إلى مدن وولايات أخرى في الولايات المتحدة.

وكتب فانس عبر منصة إكس: “هذه الإدارة لن ترهبها الفوضى والخروج عن القانون.. سوف نقف إلى جانب عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي الذين يتعقبون المجرمين العنيفين، وإلى جانب رجال الحرس (الوطني) والشرطة المحلية ومشاة البحرية الذين يعيدون النظام، وإلى جانب عملاء إدارة الهجرة والجمارك الذين يطبقون قوانين الهجرة.. لن يتراجع الرئيس ترمب”.

المارينز والحرس الوطني

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، مساء الاثنين، أن ترمب أمر بنشر دفعة إضافية من 2000 عنصر إضافي من الحرس الوطني. ومن غير الواضح متى ستصل بقية المجموعة الأولية، أو القوات الجديدة التي أُعلن عنها إلى لوس أنجلوس.

وذكرت القيادة الشمالية العسكرية الأميركية، في بيان، بتنشيط كتيبة المشاة البحرية (المارينز) التي تم وضعها في حالة تأهب خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وجاء في البيان أن ما يقرب من 700 عنصر من مشاة البحرية سينضمون إلى القوات العسكرية التي تحمي مسؤولي الأجهزة والممتلكات الفيدرالية في منطقة لوس أنجلوس.

وتحركت قوات مشاة البحرية، الاثنين، من قاعدتها في “Twentynine Palms” بصحراء كاليفورنيا إلى مدينة لوس أنجلوس، التي تشهد تظاهرات وأعمال شغب احتجاجاً على مداهمات سلطات الهجرة،

وخضع الجنود لتدريبات على خفض التصعيد، والسيطرة على الحشود، وقواعد استخدام القوة، وسيكونون مزودين بأسلحتهم الاعتيادية، وفق ما أوردت وكالة “أسوشيتد برس”.

وذكرت القيادة الشمالية أن جميع القوات ستكون تحت قيادة “قوة المهام 51″، بقيادة اللواء سكوت شيرمان، نائب قائد القيادة الشمالية للجيش الأميركي.

وقال وزير الدفاع بيت هيجسيث على منصة “إكس”، إنه “نظراً لتزايد التهديدات لضباط إنفاذ القانون الفيدراليين والمباني الفيدرالية، يتم نشر ما يقرب من 700 جندي من مشاة البحرية.. لاستعادة النظام”.

وأضاف بيان القيادة الشمالية: “هناك ما يقرب من 1700 جندي من فريق لواء المشاة القتالي 79، وهي وحدة من الحرس الوطني في كاليفورنيا”، لدعم قوة المهام 51 في منطقة لوس أنجلوس الكبرى.

وأوضحت القيادة الشمالية العسكرية الأميركية أن قوة المهام 51 (Task Force 51) تضم، بالإضافة إلى 700 من مشاة المارينز، حوالي 2100 جندي من الحرس الوطني في وضعية “Title 10″، وهو وضع قانوني في الولايات المتحدة يسمح للحرس الوطني بأن يعمل تحت القيادة الفيدرالية (الإدارة الأميركية في واشنطن) بدلاً من قيادة الولاية، ما يعني أن هؤلاء الجنود يعملون مباشرة تحت إشراف وزارة الدفاع الأميركية ويمكن تكليفهم بمهام وطنية أو خارجية حسب الحاجة.

وجاء في بيان القيادة أن “قوة المهام 51 هي مركز قيادة الطوارئ للجيش الأميركي الشمالي، والذي يوفر قدرة سريعة الانتشار للتعاون مع السلطات المدنية وكيانات وزارة الدفاع استجابة لعمليات الدفاع الداخلي والأمن الداخلي”.

الاحتجاجات في أميركا

وقد أثارت احتجاجات لوس أنجلوس، التي بدأت كرد فعل على مداهمات المهاجرين واعتقال عشرات الأشخاص، مظاهرات مماثلة في جميع أنحاء الولايات المتحدة في الساعات الأخيرة.

وفي أماكن أخرى في كاليفورنيا، ظهرت احتجاجات في سانتا آنا – الواقعة جنوب شرق لوس أنجلوس – وسان فرانسيسكو، على الساحل حيث تم اعتقال حوالي 150 شخصاً يوم الأحد.

اتسعت رقعة الاحتجاجات الناتجة عن التوترات المتعلقة بسياسات الإدارة الأمريكية متمثلة في وكالة الهجرة الفيدرالية، لتصل إلى ولاية تكساس، حيث شهدت مدينتا دالاس وأوستن تظاهرات جديدة دعمًا للمحتجين المطالبين بوقف حملات توقيف وترحيل المهاجرين غير الشرعيين.

ومساء يوم الإثنين، اجتمع حوالى 400 متظاهر على جسر مارجريت هنت هيل بمدينة دالاس، مردّدين هتافات مثل “اغلقوا وكالة الهجرة” و”اتحدوا لنصرة حقوق المهاجرين”، وفقا لما نشره موقع مجلة تايمز الأمريكية

ووضعت شرطة دالاس حواجز في الجسر عقب إشعال أحد المتظاهرين لإطارات سيارات، فيما نشبت مواجهات بين المتظاهرين وقوات الدرك، التي بدورها استخدمت الغاز المسيل للدموع وقنابل صوت لتفريق التجمع بعد محاولتهم دخول الشوارع.

المظاهرات في دالاس نقلت خطاب الاحتجاجات من ساحات كاليفورنيا إلى قلب الجنوب الأمريكي، مسلطة الضوء على امتداد الغضب الشعبي ضد حملات إنفاذ قوانين الهجرة التي نفذتها وكالة الهجرة والجمارك (ICE) مؤخرًا.

وأجبرت الشرطة المحتجين على وقف الحركة لفترة قصيرة قبل حلول المساء، ما دفع عناصر الأمن لفض التجمعات واعتقال بعض المتظاهرين.

وفي أوستن، تجمع نشطاء وأعضاء من “حزب الاشتراكية والتحرير” أمام مبنى الكابيتول الساعة السابعة مساءً، شاركوا في مظاهرة طارئة تضامنًا مع المحتجين ضد الاعتقالات التي طالت 118 مهاجرًا في لوس أنجلوس وأدت إلى وقوع عشرات الإصابات واعتقالات.

من خلال الإعلام المحلي، دعا منظمو المظاهرة المواطنين إلى الوقوف مع عائلات المحتجزين ورفض استخدام العنف ضدهم، مؤكدين أن الاحتجاج السلمي هو الوسيلة الأنسب لمواجهة الإجراءات الفدرالية.

كما دعا المشاركون إلى إيقاف حملات ترحيل العمال وحث السلطات على الضغط لاتخاذ إجراءات قانونية ضد انتهاكات حقوق الإنسان.

ولم تقتصر التظاهرات على دالاس وأوستن؛ بل امتدت إلى مدن أخرى مثل هيوستن وسان أنطونيو، حيث نظم سكان هذه المدن مسيرات ووقفات تضامنية كانت سلمية عمومًا، وسُجّلت مشاركة واسعة من الجاليات اللاتينية والأحلاف الحقوقية . بينما وجه الحاكم غريغ أبوت دعمه لإجراءات الضغط لتعزيز تنفيذ قوانين الهجرة، معتبرًا أن حماية القانون “أولوية قصوى” .

وقالت الشرطة في مدينة نيويورك إنها اعتقلت أيضاً “العديد من الأشخاص” في الاحتجاجات المناهضة لـ”قانون مكافحة الإرهاب”، والذين قاموا بإغلاق الطرق بالسيارات والشاحنات في محيط المباني الفيدرالية، الاثنين.

وتجمع حشد خارج مبنى إدارة الهجرة والجمارك في أتلانتا، بعد ظهر الاثنين، للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين، وفقًا للفيديو الذي بثته قناة WSB التابعة لشبكة CNN.

ووقعت احتجاجات مماثلة يوم الاثنين، في لويزفيل بولاية كنتاكي وفي دالاس.

ودعا قادة العمال في مواقع مختلفة إلى إطلاق سراح ديفيد هويرتا، وهو زعيم نقابي مؤثر اعتُقل خلال احتجاجات لوس أنجلوس وأُطلق سراحه لاحقًا بكفالة.

وجرت المظاهرات المطالبة بالإفراج عنه، الاثنين، في مدن مثل بوسطن وبيتسبرج وشارلوت وسياتل وواشنطن العاصمة وعدة ولايات أخرى بما في ذلك كونيتيكت ونيويورك.

واحتشد متظاهرون في مدينة دالاس بولاية تكساس، مساء الاثنين (بالتوقيت المحلي) للتعبير عن التضامن والدعم لسكان لوس أنجلوس والمهاجرين غير الشرعيين، الذين تعرضوا لتكثيف نشاط وكلاء الهجرة والجمارك الأميركيين في الأيام الأخيرة.

واتخذت الأمور منعطفاً آخر عندما نزل المتظاهرون إلى الشوارع وواجههم ضباط شرطة دالاس، الذين أبلغوا المتظاهرين بضرورة المغادرة أو التعرض للاعتقال.

وذكرت تقارير إعلامية، في وقت لاحق، أن الشرطة اعتقلت عدداً من المحتجين.